الثلاثاء 26 نوفمبر 2024

لمــاذا يتجه كبار النجوم للمسلسلات الإذاعـــية ؟

المسلسل الإذاعي ابن النادي لهنيدي و آيتن

5-6-2022 | 07:46

هبة عادل - طه حافظ

المسلسل الإذاعى .. ذلك اللون الدرامى المميز ذو المذاق شديد الخصوصية ، الآن ومع تعدد الوسائط وحجز الفضائيات مقاعدها بمسلسلاتها التيلفزيونية .. فضلا عن أعمال المنصات ، و منافسة السوشيال ميديا .. هل مازالت الإذاعة ومسلسلاتها تحتل نفس المقعد وذات المكانة.. أم هل اختفى المسلسل الإذاعى لطغيان وسائل أخرى وتفوقها عليه.. وهل تراجع الإنتاج أمام طغيان الإذاعات الخاصة؟

على جانب آخر نجد اتجاه كبار النجوم والأسماء اللامعة، بل ونجوم الصف الأول للعمل فى المسلسلات الإذاعية، سواء فى ذلك كانت لهم أعمال درامية تليفزيونية هم أبطالها، أم ربما يعوضون تواجدهم التليفزيونى بهذا الوجود فى المسلسلات الإذاعية، فهل هو الرغبة فى التواجد، أم مزيد من الشهرة.. أم عوامل أخرى نعرفها خلال هذا التحقيق الذى يفسر لنا من خلاله نخبة من مصادرنا الأعزاء العديد من النقاط التى أسلفنا ذكرها فى السطور السابقة، فتعالوا معنا نتعرف عما قالوه.. لكن فى البداية نتعرف على أبرز المسلسلات الإذاعية المذاعة هذا العام من بطولة كبار النجوم...

آدم وحورية

شارك كل من الفنان بيومى فؤاد والفنانة حورية فرغلى فى بطولة مسلسل إذاعى بعنوان «آدم وحورية».

كمال اصطناعى

الفنان محمد فراج قدم مسلسل «كمال اصطناعى»، وشاركته البطولة زوجته الفنانة بسنت شوقى، وتدور أحداثه فى عالم من الفانتازيا، وهو من إخراج زهرة رامى، وكتبه الشاعر مصطفى إبراهيم.

العصمة فى إيدى

وقدم الفنان الكوميدى أحمد حلمى والفنانة هنا الزاهد مسلسل «العصمة فى إيدي» وشاركهما الفنان إدوارد، المسلسل تأليف وإخراج مجدى الكدش.

أرواح وأشباح وتمن بسطرمة

و قام الفنان الكوميدى محمد ثروت ببطولة مسلسل إذاعى جديد باسم «أرواح وأشباح وتمن بسطرمة» من تأليف إسلام شلباية، ويدور العمل فى إطار كوميدى.

ابن النادى

وشارك الفنان الكوميدى محمد هنيدى فى مسلسل إذاعى تحت اسم «ابن النادي»، وشاركته البطولة الفنانة آيتن عامر، وهو من إخراج خالد حلمى، وذلك للعام السابع على التوالى، وكان النجم قد ظهر فى منتصف شهر سبتمبر لعام ٢٠١٦، للمرة الأولى كبطل لمسلسل «سبع لغات» الإذاعى، بمشاركة الفنانة آيتن عامر، وحقق حينها نجاحاً كبيراً، واستمر طوال السنوات الست الماضية فى تقديم الأعمال الإذاعية حتى تعاقد هذا العام على المسلسل السابع على التوالى، ويذكر أن من بطولة هنيدى مسلسلات «كنز مأمون المأذون، شيف الحارة، لحن بتلو والسبع لفات».

وإذا كانت هذه هى جولتنا فى جديد هذا العام، فكما قلنا إن الظاهرة ليست بوليدة، بل هناك نجوم كبار آخرون من أكبر الأسماء كانت لهم مشاركات خلال الأعوام السابقة، على سبيل المثال لا الحصر نذكر..

الفنان أحمد عز الذى قدم مسلسل «بليز يا إنجليز» عام ٢٠٢٠ من تأليف أيمن سلامة وإخراج على مصيلحى، وبطولة بشرى ولطفى لبيب، ومسلسل «نادى أندرويد» عام ٢٠٢١ وشاركته البطولة نسرين طافش، من إخراج على مصيلحى، وتأليف أيمن سلامة.

كما قدم أحمد حلمى مسلسلات «لمس أكتاف» و«وش فى وش» و«مين معايا» و«الأستاذ مخنوق».

وشاركت الفنانة مى كساب أيضاً فى بطولة مسلسل «دفعة محمد صلاح»، وشارك فى بطولة المسلسل أنعام سالوسة، مصطفى خاطر، عبدالله مشرف، سامى مغاورى، يحيى محمود، فتحى سعد ومحمود عامر، والقصة من تأليف عمر طاهر، وإخراج خالد الشوربجى.

وقدم محمد سعد مسلسل «29 يوم»، وشاركته البطولة هنا الزاهد، تأليف مجدى الكدش وإخراج على مصيلحى، وشارك فى مسلسل «غرام وإكسدام» مع يسرا اللوزى وياسر فرج.

وخاض كريم عبدالعزيز تجربة التمثيل الإذاعى للمرة الأولى، وذلك من خلال المسلسل الاجتماعى الكوميدى الجديد «إلا هى» وأخرجه عمرو عبده دياب.

وشارك أحمد فهمى ومنذر رياحنة وطارق لطفى فى مسلسل «التنظيم السرى» للمخرج صفى الدين حسن، وتأليف الكاتب ثروت الخرباوى الذى يرصد من خلاله عنف وإرهاب جماعة الإخوان منذ نشأتها على يد مؤسسها حسن البنا فى عشرينيات القرن الماضى.

وقدم سامح حسين ومى كساب مسلسل «أنا والفلوس وهواك»، وشارك فى بطولة المسلسل أنعام سالوسة ومروة عبدالمنعم وإيمان السيد وحمادة بركات، ومن إخراج عمرو دياب.

كما تقاسم جمال سليمان ومنة فضالى ونضال الشافعى بطولة مسلسل «لست وحدك»، وهو مأخوذ عن قصة للأديب يوسف السباعى، كتبها للإذاعة محمد على وأخرجها محمد لطفى.

وقدم أحمد رزق مسلسل «رحلة حرب الشبكشى» بطولة كل من هبة مجدى وأشرف عبدالغفور وسميرة عبدالعزيز، والعمل من تأليف عبدالحميد أبوزيد وإخراج أمجد أبوطالب.

وجمع مسلسل «تامر وشيرين» كلاً من شيكو وهشام ماجد، ومسلسل «كامل من مجاميعه» كان لعمرو سعد ودينا فؤاد، ومسلسل «ألف نهار ونهار» لهانى رمزى ونشوى مصطفى، ومسلسل «دوخينى يا لمونة»، بطولة كل من ياسمين عبدالعزيز، وكريم محمود عبدالعزيز وأشرف زكى، ومن تأليف أمل عبدالحميد وإخراج حسين إبراهيم.

وأيضاً جمع مسلسل «الجن الأزرق» نجوم «مسرح مصر» ويزو، وأوس أوس، ومحمد عبدالرحمن وأبانوب، وجمع مسلسل «رسالة إلى الوايلى» كلاً من يسرا وحسن حسنى وصلاح عبدالله وعبدالرحمن أبوزهرة وسامى مغاورى، بالإضافة إلى مسلسل «مذكرات خوخة» لنيللى كريم، وقدم ماجد الكدوانى وحنان مطاوع مسلسل «كمال جاد تالنت»، وقدم كريم فهمى ومحمد ثروت مسلسل «الضربة القاضية»، وشارك فى مسلسل «هارب من عش الزوجية» كل من حسن الرداد وسهر الصايغ.

وخاض مصطفى قمر تجربة الإذاعة من خلال مسلسل «أنا يا ناس» بطولة ندى بسيونى وريهام عبدالغفور، كما قدم هانى رمزى، بطولة مسلسل «قمر فى سكة سفر».

وحول هذه الظاهرة يقول الإعلامى الكبير محمد نوار.. رئيس الإذاعة المصرية: لاشك أن الإذاعة المصرية العريقة على مدار تاريخها ومنذ بدأت عملها عام ١٩٣٤ وهى تنتج المسلسلات الإذاعية، وتلعب من خلالها كباقى ما تبثه دوراً تنويراً وتوعوياً وتثقيفياً، ولدينا رصيد ضخم من هذه الأعمال يصل إلى ٢٥٠٠ مسلسل، ونحن نعى تماماً أهمية وجود المسلسل الإذاعى.

ويضيف: أذكر مثلاً فى السابق أن مسلسل مثل «سمارة» عند وقت إذاعته «ماكناش نلاقى حد فى الشارع» وحتى مع تقدم الوسائل والوسائط، لم ينتهِ دور وأهمية المسلسل الإذاعى، لكن عندما توليت المسئولية فكرت بمنهج جديد.. فكانت فى السابق الشبكات المختلفة تقوم بالإنتاج كل على حدة..ثم نجد.. كل الشبكات ومنها مثلاً «البرنامج العام» و«الشرق الأوسط» وغيرهما.. تذيعان مسلسلاتها فى نفس الوقت.. فماذا يفعل المستمع؟.. سيختار بالطبع واحدة دون الأخرى وتكون الإذاعات بذلك «ضربت بعضها البعض».

كانوا يقولون إن هناك تنوعاً، فهذه تذيع مسلسلاً رومانسياً، وهذه تذيع مسلسلاً كوميدياً، وتلك اجتماعياً وأخرى تاريخياً وهكذا.. لكنى أرى أنه نوع من التنافس غير المحمود.. ففضلت أن يتم ضم فترة العرض فى زمن موحد؛ لبث مسلسل واحد، وهذا ليس حجراً على ذوق المستمع.. فيمكننا عرض باقى الأعمال عبر أوقات أخرى، وكل واحد يختار على ذوقه ما يناسبه فى الوقت الذى يناسبه، لكن أن يكون لدينا ٨ شبكات إذاعية وخمس منها تقدم مسلسلات «طب المستمع يعمل إيه؟!».

من ناحية أخرى يضيف نوار: لدينا أيضاً أعمال رائعة ونادرة تعد تراثاً إذاعياً ضخماً يمكن إعادتها، حيث أجيال اليوم لم تستمع إليها فى الماضي، فيعد بثها من جديد وكأننا نذيع منتجاً جديداً يستمع إليه الجيل الحالى لأول مرة، ونقوم الآن ببث هذه الأعمال، وقد اخترنا مثلاً هذا العام مسلسلاً ممتازاً بعنوان «صفر على الشمال» للنجمين سمير غانم ودلال عبدالعزيز ودنيا سمير غانم، ولقاء الخميسى، وأذعنا «شنبو فى المصيدة» و«إنت اللى قتلت بابايا» وغيرهما من الأعمال الجميلة التى مازالت تلقى صدى ونجاحاً.

وتقول الدكتورة هويدا الدر: الأستاذ المساعد ورئيس قسم الإذاعة والتليفزيون بكلية الإعلام جامعة المنوفية:عندما نتحدث عن ظاهرة استقطاب المحطات الإذاعية الخاصة لكبار النجوم ، فإن ذلك لا يعود فقط لتقلص الإمكانيات المادية اللازمة للإنتاج، ولكن لأن هذا الإنتاج الآن أصبح يتطلب توافر عدة عوامل أخرى كأدوات خاصة بذلك الإنتاج، لاسيما على صعيد مجاراة تكنولوجيا الإنتاج وتوافر أجهزة المونتاج الإلكترونى وأجهزة المؤثرات الصوتية الحديثة وحداثة الميكروفونات، وعلى مستوى الإبداع فى الكتابة، فالمؤلف صانع الأفكار والمحتوى نفسه يفضل الآن إعطاء منتجه للمحطات الخاصة، فقد صار يبحث عن القناة التى تقدم منتجة فى أفضل صورة ممكنة، حيث السرعة فى الأداء بعيداً عن الروتين فى الإجراءات والخطوات، ففى الإذاعات الخاصة يجد اختصاراً الوقت ومراحل الإنتاج المختلفة بدءاً من اختيار الأفكار للدعم، للتنفيذ، والتى يؤدى بطؤها لانسحاب الكثيرين من هذا الملعب، بينما فى المحطات الخاصة، فهناك فريق متكامل من المتدربين على استخدام أحدث الوسائل التكنولوجية لإنجاز نفس المهمة، وعلى مستوى الإخراج أيضاً، وحيث الإخراج الدرامى الإذاعى هو أصعب أنواع الإخراج التى يقوم بها المخرج الإذاعى، كونه يتطلب مهارات الاعتماد على توظيف الموسيقى والمؤثرات الصوتية، بالإضافة إلى الصوت البشرى بأفضل أداء وإلا فلن يصل بالشكل المناسب للجمهور، وفى القنوات الخاصة توجد العديد من الكوادر لناس تدرك جيداً كيف توظف خصائص الوسيلة وتطورها للخروج بمنتج ممتاز.

وتستكمل د. هويدا الحديث حول نقطة أخرى، وهى السوشيال ميديا، التى أصبحت الآن الأداة الأسرع انتشاراً وتواجداً بين أوساط الشباب، وهذه التى تلجأ لها المحطات الخاصة بالتنسيق عبر صفحاتها المختلفة لإعادة عرض المنتج الدرامى الإذاعى إذا لم يتم الاستماع إليه فى موعد إذاعته على الهواء، فيمكن للمنتج تعويض ذلك عبر صفحات السوشيال ميديا التى تسارع المحطات الإذاعية ببث أعمالها من خلالها، ومن هنا يأتى أيضاً وعبر الإعلانات الموجودة على هذه الصفحات الربح الذى تعاود المحطات من خلاله وعبر هذا التعاون استعادة أموالها من عوائد الإعلانات وبذلك تغطى مصروفاتها من أجور الفنانين العالية، ومن ثم تدور عجلة الإنتاج مجدداً، فهى فى كل الأحوال رابحة.

وتوضح: ومن ثم يذهب الفنان للقطاع الخاص الذى يوفر له ليس فقط أموالأ ضخمة، ولكن لثقته فى أن منتجه سيصل فى أفضل صورة، حيث استطاعت الإذاعات الخاصة الآن تطوير نفسها جداً؛ لمواكبة متطلبات العصر على الصعيدين التنافسى والتسويقى.

ويقول الناقد الكبير سمير الجمل صاحب كتاب «فن كتابة المسلسل الإذاعى»: لاشك أن العامل المادى وراء اتجاه النجوم الكبار للتمثيل الإذاعى فى القطاع الخاص كعامل أول، حيث إن تقنية إخراج وخروج مسلسل إذاعى للنور.. مسألة بالطبع أسهل بكثير من الأعمال الدرامية التليفزيونية.. فالنجم يسجل دوره بصوته، وهو يقرأ من ورق دون معاناة الحفظ.. ويمكن أن يسجل المسلسل كله ودوره فى الثلاثين حلقة خلال ٤ أو ٥ ساعات، ويمكن أن يسجل بمفردة «Trake» فى يوم وباقى الأبطال فى أيام أخرى، وعبر عملية المونتاج يتم تجميع الأصوات على هيئة الحوار الذى نسمعة، وليس بالضرورة تواجد النجمين المتحاورين أمام بعضها البعض أثناء التسجيل أمام ميكروفون الإذاعة، ومن ثم فما الضرر من أن أسجل ٥ ساعات وأتقاضى مقابل مادى معقول؟.. بالطبع عرض مغرٍ جداً «أجر كبير فى زمن قصير».

هذا بجانب أن المسلسل الإذاعى مازال له رونقه وله جمهوره ومحبيه، كما أتمنى أيضاً أن يشارك اتحاد الإذاعات العربية مع الشركة المتحدة لإنتاج مسلسلات إذاعية وكذلك اتحاد الإذاعات الإسلامية لإنتاج مسلسلات دينية خاصة وأن الناس مازالت تسمع للإذاعة فى السيارات، وحتى فى البيوت لها مستمعوها.

صحيح أن المسلسلات الإذاعية وغيرها من المواد أصبحت إعلانات «متركب» لها مواد، وصحيح أنه للأسف مستوى الكتابه لهذه المسلسلات الإذاعية أصبح ضعيفاً، فأين نحن مثلاً من كتابات الرائع وحيد حامد للمسلسلات الإذاعية، التى انطلق منها كأساس متين ككاتب وسيناريست لأعمال درامية سينمائية وتليفزيونية، والحقيقة أن من لم يكتب للإذاعة فى البداية لم يتمكن من كتابة الدراما المرئية بقوة، لكن للأسف الآن المسلسلات الإذاعية يخرجها مَن يأتى بإعلانات، ويكتبها «كبيزنس»، ومن ثم المسلسل الإذاعى قد تراجع إلى حد ما.

أتمنى أيضاً مشاركة جهات تهتم بقطاعات وفئات اجتماعية بعينها فى الإنتاج الدرامى الإذاعى؛ لإثراء الأفكار والمنتج النهائى.. مثلاً مثل المجلس القومى للمرأة.. يمكنه أن يشارك ويوجه للأفكار التى تصلح لعمل مسلسلات خاصة بقضايا المرأة ومشاكلها من واقع ما يلمسه خلال عمله، وذلك لأننا أصبحنا نعى اليوم جميعاً أن الدراما تعد أمناً قومياً، والوعى أصبح أمناً قومياً.. والإذاعة طوال عمرها كانت «منورة» بمسلسلاتها الإذاعية، التى يجب أن تعود بقوة ليس فقط على مستوى القطاع الخاص وإنما الحكومى أيضاً لأن دوره مازال مهماً ومطلوباً ومؤثراً، وعليه أن يبحث عن طرق جديدة للتمويل، وتشجيع المنتجين على المساهمة معه لعودة الإنتاج الإذاعى بقوة كما كان.