ولاء جمال
فنان مثقف غزير المعارف يواصل عطاءه وإبداعه الجميل ،الفنان عبد العزيز مخيون يقدم دروسا بليغة فى فن التمثيل ربما تجاوزت نجوم لهم نصيب الأسد فى الدراما والسينما، إذا أخذ دورا أقل كما وكيفا يمكن أن يصنع منه تحفة فنية بارعة يستحق عنها العديد من الجوائز ويترك به بصمة قوية لا تنسى، قدم دوره فى مسلسل «الاختيار 3» والذى جسد من خلاله شخصية مرشد جماعة الإخوان محمد بديع، هذا بجانب ما قدمه فى «جزيرة غمام» و شخصية الشيخ" مدين "الرائعة .. حول تفاصيل هذه الأدوار وكواليسها والتى لفتت نظر الجميع كان هذا الحوار..
فى البداية وعن دوره في مسلسل «الاختيار3» والذي جسد من خلاله شخصية مرشد الإخوان محمد بديع وقدمه ببراعة جعلته يحظي بإعجاب وإشادة الجميع سواء بشكل مباشر أو علي مواقع التواصل الاجتماعي، أكد الفنان عبدالعزيز مخيون أن مشاركته فى عمل وطني مثل الاختيار يعد واجب وطنى خاصة وأنه يسلط الضوء علي أحداث حقيقية عاشها الجميع لذا فقد تحمس للشخصية فور عرضها عليه وحرص على الإلتزام بالنص المكتوب الذي قدمه كما هو.
وأضاف: أنه بجانب الإلتزام بهذا النص حرص أيضا علي مشاهدة العديد من الفيديوهات المصورة لشخصية مرشد الإخوان التى جسدها من أجل الإلمام بتفاصيلها وطريقة حديثه وتصرفاته وذلك من أجل التعايش معها والدخول فى عالمها.
أما الناحية الشكلية فقد كان لها دور كبير فى خروج الشخصية بهذا الشكل وهو الدور الذي ساعد فيه بشكل كبير الماكير الخاص بالعمل وقد تطلب منه ذلك إطلاق لحيته للاقتراب من الشخصية.
مضيفا، أن لهذا المسلسل دور كبير فى توثيق التاريخ وتنمية روح الانتماء والولاء لدى الأجيال الجديدة.
قدمت شخصية الشيخ " مدين "فى جزيرة غمام
..كيف كان مناخ التصوير بالنسبة لك؟
الشركة وفرت لمسلسل جزيرة غمام إمكانيات كبيرة جدا واختاروا أماكن تصوير مكلفة وبنوا ديكورات كذلك مكلفة و العمل ابهر المشاهدين، ،أنا طبعا كنت أسافر وأستيقظ مبكرا لأصور وأنا أسافر مسافات بعيدة لأننى لا أقيم فى القاهرة، فمشوارى طويل لأسافر من هنا إلى الإسكندرية ٢٠٠ كيلو.
أليس لك مكان فى القاهرة لتقيم فيه أيام التصوير؟
نعم عندما يكون التصوير متصلا بفتح بيتى الذى هنا فى القاهرة وأظل فيه بينما عندما يكون التصوير يوما واحدا أسافر أصوّر ذلك اليوم وأعود إلى الإسكندرية.
فى رأيك .. هل يؤثر توقيت عرض المسلسلات فى نسب مشاهدتها ؟
المسلسل الجيد يفرض نفسه فى اى وقت وكان آخر مسلسل لي كبطولة الكبريت الأحمر بجزأيه الأول والثانى وهذا المسلسل حقق نجاحا كبيرا والشخصية التى أديتها كانت صعبة تحتاج إلى ممثل من نوع زكى رستم هكذا ليستطيع أن يتقمصها وهذا الدور لا تجدين ممثلا فى مصر يستطيع أن يؤديه لأنه فيه كلام فلسفة صوفية فصعب أن أى ممثل يحفظه ويتقمصه بهذا الشكل وبهذه الروح .
ومن أين يأتى عبد العزيز مخيون بهذه الروح فى التقمص؟
هذه مسألة أحاسيس واستغراق وتركيز فيخرج كل هذا .
لكن نوعية السيناريوهات أو الأدوار التى تعرض عليك متى تقول عليها نعم ومتى تقول لا؟
أولا من بعد بطولات مسلسل الجماعة ومسلسل الكبريت الأحمر لم يعرض عليّ بطولات مطلقة، فيعرضون عليّ فقط أدوار ضيف شرف فعندما أجدها مكتوبة بشكل جيد أعملها لكن أى عمل آخر كتابته ركيكة أعتذر عنه .
ولكن هل يكون الورق مكتوبا كاملا أم أنك تواجه مشكلة أزمة كتابة باقى الحلقات أثناء التصوير على الهواء؟
الغالبية الآن يشتغلون على الهواء لكن هناك بعض الأعمال بالتأكيد تكون مكتوبة ومدروسة جيداً كما هو الحال فى الاختيار وجزيرة غمام.
بالتأكيد عبد العزيز مخيون بكل هذا الثقل الثقافى والفنى يقرأ كثيرا هل لازلت تقرأ مثل ما مضى؟
نعم لكن عندى مشكلة الآن عندما أقمت بعيدا عن القاهرة لا أستطيع أن أتحصل على الكتب أنا بعيد عن المكتبات، ثم الآن فى مكتبتى بشعر بالملل عندما أريد كتابا معينا وأنا أبحث عنه لأنها ليست منظمة فلابد أن يبحث لى أحد عن الكتاب الذى أريده غير أننى أجد كتبا كثيرة ضائعة من عندى، يعنى مثلا أنا الآن ومنذ أكثر من عام أريد أن أعود لكتاب اسمه «الفن والمجتمع عبر التاريخ»هذا الكتاب كان عندى وصديقى الشاعر أمل دنقل كان قد أخذه ومن وقتها لا أستطيع العثور على الكتاب ولا أن أعوضه ولا أجده فى المكتبات هذا على سبيل المثال ،أيضا كتاب مثل «فجر الضمير»للكاتب برستد أنا كان عندى له نسخته الخاصة بألف كتاب، كذلك لا أعلم أين ذهب منى ولا أجد أحدا يخرجه لى من المكتبة .أنا أحكى لكِ عن رحلة الكتب معى بالتفصيل .
ولماذا تركت القاهرة المليئة بالمكتبات وأحببت البعد عنها؟
أنا أعيش ما بين الإسكندرية والبحيرة، والاثنتان قريبتان من بعض أنا كنت أعيش فى القاهرة وبيتى لازال موجودا فيها لكنى شعرت بزحام شديد وكنت غير متآلف نفسيا مع مدينة القاهرة ووجدت الإسكندرية ألطف.
هل تشعر بالحنين إلى نجوم ونجمات جيلك الذين يشبهون تفاصيل تحبها ؟
نعم أفتقدهم وأشعر بالغربة لغيابهم أنا عملت مع فنانات و فنانين عظماء مثلا كلكم تبحثون عن جمال روح سعاد حسنى لماذا لأنها كانت طيبة وكانت إنسانة صادقة وفنانة كبيرة كان فيها صفات حلوة ولم أر هذا النموذج لسعاد حسنى او مايشبهه فهذا النموذج ليس موجودا عملت معها فيلم «الجوع»كانت من أروع ما يكون ولا أنسى نادية لطفى كانت صديقتى وراعتنى الله يرحمها وأنا نتيجة بعدى عن القاهرة كنت مقصرا معها لم أذهب كثيرا لأزورها فى المستشفي آخر مرة عندما ذهبت وتيسرت الأمور وجدت ممنوع الدخول كانت فى حالة واعية وقلت للمرافقة أبلغيها أننى أتيت وبعدها كانت الوفاة فحضرت جنازتها وقبل ذلك ذهبت لها المستشفى وجدتها خرجت وهذا قبل أن تدخل المستشفى المرة الأخيرة فذهبت لها فى البيت الذى كان فى المنصورية أو المريوطية بيت ريفى هكذا وهذا كان آخر لقاء بينى وبينها من مدة طويلة ،نادية لطفى كانت عظيمة مثل سعاد حسنى التى عملت معها «الجوع»وكان لنا مشاركة مع بعض ومواقف كانت تشارك معنا بحماس ونادية لطفى لم أمثل معها شيئا لكن كنا متصلين ببعض وكانت بيننا صداقة وكنت أؤيدها عندما ترشحت فى النقابة .
ماهي نوعية الأدوار التى تعرض عليك؟
ما يعرض عليّ خلال العامين الأخيرين أقل بكثير من إمكانياتى ومن طاقتى أنا طاقتى كبيرة وكان هذا ظاهرا فى مسلسلين عُرضا واحدا تلو الآخر أو نقول ثلاثة لأن الكبريت الأحمر كان جزآن، يعنى مسلسلان ثم مسلسل الجماعة فللأسف ماعرض عليّ بعد ذلك أقل بكثير من إمكانياتى فيما عدا «الاختيار3» والهضيبى فى مسلسل «الجماعة» .
وماذا عن السينما ألم تشارك فى فيلم مؤخرا؟
كان فيه فيلم اسمه «الغربان» اشتغلت فيه يوما واحدا فى «سيوة»وتوقفوا منذ أكثر من عامين.