الخميس 2 مايو 2024

محمد رياض : الاختيار.. جسد فترة صعبة من تاريخ مصر

محمد رياض

5-6-2022 | 07:46

نانيس جنيدي

 

اسمه وحده علامة من علامات الدراما المصرية الناجحة، ورغم أنه قدم أكثر من 130 عملا خلال مشواره الفنى إلا أنه توج هذا المشوار هذا العام من خلال مشاركته فى مسلسل «الاختيار3»، والذى يحدثنا اليوم عن كواليسه وعن كواليس أعماله السابقة.

تألقت  من خلال دورك المهم فى مسلسل «الاختيار 3».. حدثنا عن التجربة وكيف تراها ورأيك فى العمل ككل؟

قدمت دور العميد يسرى ولم يسعدنى الحظ لمقابلته شخصياً لتأدية دوره فى مسلسل الاختيار، ولكن تم الاعتماد فى تجسيد دوره على الورق المتاح، وكان هناك شخص من المتخصصين مصاحبنا فى كل المشاهد، لأن تلك الشخصيات لها طبيعة خاصة من حيث الحوار الخاص بها وحركات الجسد. وتابع: أهمية مسلسل «الاختيار»، هو أنه تحدث عن فترة صعبة فى تاريخنا المعاصر، وتقريبا كلنا عاصرنا تلك الفترة وشاهدنا كل القلق الذى كان يحدث فى البلد، والآن نعرف من خلال الاختيار الكواليس وحجم الأخطار الموجودة على البلد فى تلك الفترة، ودور أجهزة الدولة التى كانت تعمل فى ظل هذه الظروف الصعبة.

كانت لك فرصة العمل مع البرنس أحمد مظهر.. حدثنا عن هذه التجربة؟

هـذا الـرجـل لا يـعـوض، ولقب فـارس لم يـأت من فــراغ، كـان فـارسًـا بحق فى تعاملاته، و«برنس» فى أخلاقه، هين ولين فى مواقفه، كنت من المحظوظين أني عملت معه فى مسلسل «ضد التيار»، وخلال عدد المـرات التى قابلته بها، ضرب لى مث ًلا فى الأخلاق والنبل والتعامل مع الناس والهدوء، فهو إنسان عظيم.

حدثنا عن كواليس العمل معه؟

كان فى الكواليس قمة التواضع والهدوء، بجانب تركيز والتزام لا يعوض، وتعلمت منه الالتزام والمسئولية، أذكر يومًا خلال التصوير وكان لى موعد لتصوير مشهد معه، ووصلت متأخرًا لأننى كنت فى عمل آخر، وكنت فى قمة الإحراج منه ذهبت لأعتذر له، وجدت رد فعل أحرجنى أكثر فكان فى منتهى الهدوء، وقال لى :«متتكسفش أبداً دى ظروف كلنا بنتحط فيها، وأنـا كنت زيك أحياناً كنت بتأخر.. لم أجد منه لوم أو تكشيرة».

لو كانت لك الفرصة فى المشاركة معه فى عمل آخر من أعماله.. فماذا يكون؟

أحمد مظهر من أعظم الفنانين وكان يستحق مكانة أكبر بكثير مما حصل عليها، لا أنسى أدواره فى « الناصر صلاح الدين، لصوص لكن ظرفاء، رد قلبى، لوعة الحب، ودعــاء الـكـروان»، وكلها أدوار تختلف عن بعضها بشكل كبير وأبدع فيها، وكنت أتمنى مشاركته فى فيلمى «الناصر صلاح الدين ودعاء الكروان»، فهما من أقرب الأفلام إلى قلبى.

«نفسى أتكرم وأنا عايش» قلت هذه العبارة من خلال عضويتك للجنة العليا للمهرجان القومى للمسرح.. ما الذى دفعك لقول ذلك؟

سر هـذه المقولة هو حزنى على كبار النجوم الذين أثروا وأعطوا أعمارهم للفن ولم يروا تكريماتهم بأعينهم، فمثلا هذا الـعـام نكرم النجم الكبير عـبـدالله غيث، واكتشفنا أنه لم يتم تكريمه ولو لمرة واحدة بحياته، وهو العملاق عبدالله غيث، فلنا أن نتخيل حجم التقصير. وتابع .. لدينا بمصر عشرات المهرجانات الفنية كل عام منها مثلا : مهرجان المسرح القومى والتجريبى والمهرجانات سينمائية الجونة والقاهرة السينمائى، وطلبى أن يتم تكريم النجوم وهم على قيد الحياة وليس بالضرورة أن يكونوا كبار بالسن، لماذا ننتظر أن يبلغ الفنان سنًا كبيرة لنفكر فى تكريمه؟!، فالتكريم له قواعد، أن يؤثر المكرم فى مهنته، سواء ممثلا أو منتجا أو مخرجا

أو كاتبا أو «مونتير أو ماكيير». وأضاف .. أى عنصر من عناصر العملية الفنية بأكملها يستحق التكريم لابد من تكريمه، وليس على عدد سنين مشواره الفنى والمهنى، ولكن على مقدار تأثيره فى مهنته، ومدى البصمة التى تركها فى مسيرته وأتمنى أن يحدث هذا، ويحزننى جـــداً ألا يــرى الـنـجـوم نجاحهم وتقدير الجمهور وصناع الفن لأعمالهم، وفى الغالب يكون القدر أسبق..أنـا لست ضد الاحتفاء بالفنان بعد وفاته، وقد يكون من خلال ندوات أو نشرات فنية عنه، أو كتاب أو فيلم تسجيلى يتضمن مشوار حياته، ولابد أن يحدث ذلـك لأننا نأخذ منهم دروسـا وعبرا، ولكن فكرة التكريم بالنسبة لى لابد أن تكون فى حياتى لأشعر به وإلا بماذا

سيفيدنى بعد رحيلى.

من المعروف أن علاقتك بالعملاق الراحل محمود ياسين كانت طيبة اذكر لنا بعض المواقف معه وكيف كانت المعاملة بينكما؟

محمود ياسين لم يكن حمايا، كان أبويا، ولم أشعر يوماً أننى غريب بهذه الأسرة أو أننى لست أحد أبنائه، وهذا الشعور لدى آيــات أباظة أيضاً زوجــة عمرو، فلم يكن يتعامل معنا على أننا زوج ابنته وزوجة ابنه، وكذلك الفنانة شهيرة أيضًا، فاهتمامهما بكل أفراد الأسرة يفوق الوصف.

وأضـاف .. من المواقف التى لا أنساها له ما حييت وأنــوى أن أفعل مثلما فعل، هو أننى عندما ذهبت لخطبة رانيا، وكنت فى قمة الرعب لوقوفى أمـام قيمة وقامة كمحمود يـاسـن، ولكننى فوجئت به يهدئنى ويحتضننى، ويبلغنى بأنه لا يطلب منى أى شىء، ويكفى أننى سأحضر شقة الزوجية، لأننى مازلت ببداية حياتى.

فيما أفادك كونك أحد أفراد أسرة محمود ياسين وماذا تعلمت منه؟

تعلمت منه احترام الفن، وحبه وتقديسه له، وتعلمت أن كلمة فنان ليست سهلة، وأن أحترم مهنتى، كما أحببت اللغة العربية واحترامها وحب الثقافة والقراءة، فكان رحمة الله عليه قارئاً متميزاً.

وماذا عن شهيرة الحماة؟

شهيرة ليست حماة مطلقاً، ولم تكن لى يوماً سوى أم حنونة لأبعد حد، تحب بيتها وأولادهـا وأحفادها حبا كبيرا، بل هم كل حياتها فعلياً، حتى تعاملها معى ومع آيات أباظة، زوجة عمرو، لم يختلف يوماً عن تعاملها مع رانيا وعمرو، بل وربما أفضل. وأضـاف .. شهيرة تتعامل مع الجميع على أننا نفس الأسرة وهى تحوّط على الصغير والكبير، فلو تأخرت فى أحـد الأيــام خارج المنزل تظل تتصل تيلفونيا كل ٥ دقائق  حتى تطمئن أننى وصلت منزلى، فهى قلوقة بطبعها وحنونة جداً. وتابع .. إذا حـدث يومًا خلـاف بينى وبين رانيا دائماً تقف فى صفى وتنصفنى، .. ربنا يديها الصحة والعافية و يديمها لنا .

قـدمـت خـلال مسيرتك الفنية العديد من الأعمال  ولعل أبرزها دورك فى مسلسل «لن أعيش فى جلباب أبى».. حدثنا عن كواليس عملك مع نور الشريف؟

فــى بــدايــة عملى مــع الأســتــاذ نـور الشريف كنت أشعر برهبة شديدة بمجرد الوقوف أمامه، فهو نجم كبير وله حجمه، وقيمته، ولكن بعد فترة من التعامل معه زالـت هـذه الرهبة وأصبحنا عائلة واحـدة داخـل اللوكيشن، ولكنه بطبعه جاد جداً فى العمل، أما خارج اللوكيشن فهو إنسان لطيف جداً وكنت أستمتع بالحديث معه، حيث كان يمتلك قدرة رهيبة على الفصل بن نور الفنان والإنسان.

وتابع .. كنا نذهب فى بعض الأحيان لنلعب «بلياردو» فى مكان ما، واعتاد على المجئ ليشاركنا اللعب، ولن أبالغ إذا قلت أنه كان يحضر كتباً يقرأ منها عن اللعبة، ويشاهد فيديوهات تشرح طريقة اللعب، ويحضر معدات خاصة به، وكان يأخذ الموضوع على محمل الجد، كأنه  سيشارك فى بطولة للعبة ويذهب صباحاً للتمرين فى مكان آخر، حتى يحضر معنا وهو على استعداد للفوز.

ومــاذا عن الأعمال الأخــرى التى تركت أثراً مع الجمهور؟

من أول مسلسل «العائلة، لن أعيش فى جلباب أبى، امرأة من زمن الحب، أميرة فى عابدين، مشوار امــرأة، ابن حـزم، ابن حنبل، الـغـزالى، الـترمـذى»، لكن يبقى لن أعيش فى جلباب أبى أكثر عمل شهد ردود أفعال واسعة من الجمهور مع شخصية عبد الـوهـاب، حتى أنـه كـان يعرض هـذا العام  ومـازال الناس يستوقفوننى فـى الــشــارع، ويتحدثون معى عن الشخصية، وكثيراً ما سمعت أن عبدالوهاب موجود فى كل بيت مصرى، أب يقول لى ابنى هو عبد الوهاب، وآخر يقول لى عبد الوهاب يمثلنى وهكذا.

مسلسل «الضوء الشارد» يعد من الأعمال التى رسخت اسم محمد رياض لدى الجمهور.. كيف كانت كواليس العمل وكيف كانت علاقتك بالراحل ممدوح عبد العليم؟

ممدوح لم يكن بالنسبة لى زميل عمل فقط بل كان صديقا وأخا عزيزا محبا لعمله إلى أقصى درجة، يهتم بكافة التفاصيل الصغيرة والكبيرة، ولأنه كان صاحب تجربة تسبقنى وخبرته أكبر منى، كنت دائما أسأله عن بعض الأمور فى العمل فينصحنى بتجنب هذا أو فعل ذلك، وعلاقتى به إنسانياً كانت جيدة جداً فكنا أخوة داخل المسلسل وخارجه. وتابع .. تصوير الضوء الشارد كان من أجمل الكواليس فى حياتى، حيث كان يتمتع بروح الفكاهة والطيبة الشديدة إلى جانب المرح وكان صاحب شخصية محبة جداً للناس.

ماهى أكثر المشاهد تأثيراً فى هذا المسلسل؟

أكثر موقف مؤثر فى المسلسل كان المشهد الذى صفعنى خلاله، وهو كان رافض له بشدة، ولكن المخرج مجدى أبو عميرة أصر عليه وقال له إن هذا مهم للأحداث، وحاولت أن أقنعه، وقمنا بإعادة المشهد أكثر من مرة، لأنه كان يضربنى برقة شديدة أو يضرب بعيداً عن وجهى، حتى آخر مرة أعطانى صفعة شديدة وشعرت بأذنى تحدث صفيراً، وظل يعانقنى بعدها ويعتذر بشدة وشعر بالذنب فكان حنوناً لأبعد حد.

كيف جاء ترشيحك لهذا الدور؟

مـن الأسـبـاب الرئيسية لترشيحى لهذا الــدور هو الشبه الكبير بينى وبين ممدوح عبدالعليم، وكـان قد تم التعاقد معه والاتفاق عليه فعلياً وظلوا يبحثون عن شخص يشبهه ويكون نجماً ولـم تكن هناك أيـة خـيـارات غــيرى، وكنت الوحيد الملائم للشخصية، ورغم أننى رفضت الدور لأكثر من مرة إلا أنه كان يلفت نظرى لأنه جوهرى، رغـم ظهورى فى حلقات قليلة، وحينها كنت أقـوم ببطولات أعمال كاملة حتى تم الاتفاق بيننا، وكانت دوافعى لقبول الدور وقتها فنية أى أن قيمة الدور أهم من حجمه، وكان رأيى سليما لأنه ظل حتى آخر حلقة الغائب الحاضر وأحمد الله على أننى وافقت عليه.

وأنهى رياض حديثه قائلا : لم يكن هذا العمل الوحيد الذى شاركت به مع ممدوح، بل تعاوننا فى أكثر من عمل، ولكن يظل هذا هو الأكثر شهرة.

قدمت أيـضـًا شخصية الشيمى رضوان فى مسلسل «النمر» مع محمد إمـام.. هل كانت مختلفة عما قدمت خلال مشوارك؟

شخصية الشيمى رضــــوان، والـتـى أعتبرها من أمتع الأدوار التى قدمتها، كونها شخصية إنسانية لها عدة جوانب، جانب مهنى وهو الجانب الشرير نوعا ما وذلك ليكون كبير سوق الصاغة، بينما الجانب الآخر هو الأسرى وطريقة معاملته مع ابنته ملك، بالإضافة إلى الجوانب النفسية المتعددة للشخصية.

فى الفترة الأخيرة لمع نجم ابنك عمر فنيًا وشارك فى أكثر من عمل.. كيف ترى تجربته الفنية؟

عمر لديه ميول فنية بحكم دراسته، حيث يدرس حاليا فى الصف الثانى بكلية الإعلام، وكذلك بحكم البيئة الفنية المحيطة به، بداية من جده محمود ياسين ووالدته رانيا ياسين، وخاله عمرو محمود ياسين، بجانب ابن خاله محمود الذى خاض تجربة للتمثيل مؤخرا. وتــابــع .. عـمـر شـــاب مثقف ويحب  التمثيل ويهتم به بشكل كبير منذ صغره، ويـقـوم حاليا بـدراسـتـه مـن خــلال ورش التمثيل،وأضاف..أقوم  أيضا بمساعدته عن طريق دعمه بكورسات لغة عربية، وتصحيح مخارج الألفاظ وغيرها من الأمور التى سوف تجعله ممثلا متمكنا، بجانب موهبته التى أعتبرها العامل الرئيسى للنجاح. واستكمل .. أداء عمر فى التمثيل يشبه «ستايل» جده محمود ياسين وهذا ما جعل الحماس يزداد لديه .