بـقلـــــــــــــم : نـاصـر جـابـــر
منذ عرف الإنسان طريقه إلى الفن وأصبحت الحركة الفنية ذات ثلاثة محاور المحور الأول العمل الفنى أيا كان نوعه وتخصصه، والمحور الثانى الجمهور أو المشاهد أو المتلقى والمستهدف الوصول إليه بالعمل الفنى، ثم يأت المحور الثالث وهو محور مهم جدا جدا وهو النقد والناقد الفنى الذى درس وتخصص فى كافة مجالات الحركة الفنية والبناء الفنى وهناك معاهد وكليات ورسائل ماجستير ودكتوراه فى النقد الفنى وهو من يستطيع أن يفنّد ويقيّم مناطق القوة والضعف فى العمل الفنى بنظرة علمية قائمة على الأسس والقوانين والقواعد والمدارس النقدية المتعددة والتى تنوعت وتعددت إلى درجة كبيرة جدا كلها تصب فى مصلحة الحركة الفنية، وعُرف الناقد الفنى أنه (شخص متخصص فى تحليل الفن وتفسيره وتقييمه. تساهم انتقاداتهم أو مراجعاتهم المكتوبة فى فنون النقد). لعب الناقد الفنى حتى نهاية التسعينيات من القرن الماضى دورا كبيرا ومؤثرا فى الحركة الفنية خاصة فى الأعمال الدرامية فى السينما والتليفزيون وحتى الأعمال المسرحية والأعمال الفنية الإذاعية ولم يكن تاثيره فقط ينصب على تقييم العمل الدرامى بكافة أشكاله وأنواعه، بل كان لقلم الناقد الفنى دور كبير فى صناعة النجم أو الفنان أو حتى المطرب وكان الناقد إذا اقتنع بموهبة فنان أو موهبة شابة جديدة وكتب يثنى عليها فى نقده ومقالاته كانت تفتح طريق النجومية لهذا الفنان أو ذاك المطرب وكثير من نجوم الصف الأول قالوا أكثر من مرة إنه أى النجم عندما يكون بصدد تقديم عمل فنى جديد قبل أن يقبله أو يرفضه أو يقدمه عينه على النقاد وكيف يكون رد فعلهم لهذا العمل .. حكى لى الكاتب والناقد المرحوم حلمى سالم نائب رئيس تحرير مجلة الكواكب قصه ظريفة توضح مدى تأثير النقد والناقد الفنى أنه كتب مقالا نقديا انتقد خلاله أغنية قدمتها المطربة فايزة أحمد، وأنه غير راض عن بعض كلماتها وأداء فايزة له، وإذ بالمطربة الرائعة فايزة أحمد تحضر إلى مجلة «الكواكب» وسألت عنه وحدثت مشكلة كبيرة، وكانت ثائرة غاضبة جدا من هذا المقال .
وبظهور الشبكة العنكبوتية الإنترنت والتطور الرهيب والمتسارع فى وسائل السوشيال ميديا والتواصل الاجتماعى، أصبح جمهورهم هو الناقد الفورى والآنى، وأصبح الفنان يدرك مدى نجاح عمله الدرامى من خلال هذه الوسائل وأصبحت هى المعيار الأساسى والذى لا يخطئ فى تقييم النجم والعمل الفنى سواء إيجابا أو سلبا، وهذا الناقد الفنى لا يعرف المجاملة ولا المحاباة، وأبرز الأمثلة على ذلك مجرد عرض الحلقات الأولى من مسلسل «الكبير أوى»، والذى عرض فى رمضان الماضى بطولة: النجم أحمد مكى والوجه الجديد رحمة أحمد فرج (مربوحة)، فقد صنعت السوشيال ميديا نجوميتها وأكدت على موهبتها ونجاح وتميز المسلسل.. العكس تماما رمضان قبل الماضى فى مسلسل «نسل الأغراب»، من أول حلقاته انتقده جمهور السوشيال ميديا وكان على صواب، ولم يحقق المسلسل أى نجاح يذكر ..فنجاح العمل الفنى ونجاح الفنان أصبح مرهونا بالناقد الفنى الجديد الذى لا يجامل أحدا، ونقده وتقييمه محك النجاح والفشل.