بقلم : أشرف غريب
لا أدرى لماذا تجاوز هذا الشاعر الذى لن أذكر اسمه حتى لا أحقق له ما يريد إذا كان يسعى للشهرة ، لا المقام ولا القامات التى تناولها كانت تسمح له حتى بمجرد التفكير فى هذا التجاوز .. شاعر لا يعنينى الآن إن كان مجيدا أم لا ، معروفا أم لا ، مغرضا أم لا ؟ كل ما يعنينى أنه اعتلى منصة اتحاد كتاب مصر ليردد كلاما يدخل فى نطاق النميمة عن أن سيدة الغناء العربى ربما تزوجت إحدى عشرة مرة بخلاف أعداد اخرى ، وأن شكلها كان " ملخبط " وأن شاعرها المفضل أحمد رامى كان عاشقا " نجحت فى استغلاله ، ولم لا وهى " ست موالدية " أى ابنة الموالد الشعبية بينما رامى ابن ناس ومتعلم تعليما عاليا ( ح ييجى إيه فى هذه الموالدية؟! ) هكذا أراد أن يقول.
تخيلوا هذا الكلام يقال عن كوكب الشرق فى أحد معاقل الثقافة المصرية ، صحيح أنه تدارك الأمر وأكد فى الندوة ذاتها على عظمة أم كلثوم المطربة ، وصحيح أيضا أنه اعتذر بعد ذلك على صفحته على مواقع التواصل بعد أن قامت الدنيا عليه وخاصة فى نقابة الموسيقيين وجمعية المؤلفين والملحنين لكن ماذا يفيد الاعتذار بعد كل هذا الهراء ؟ لقد ذكرنى ذلك الاعتذار الباهت باعتذار مشابه أعلنه قبل أسابيع ممثل هارب ومنبوذ كان قد نال من سمعة سيدات مصر ثم عاد واعتذر فلم يقبل منه أحد هذا الاعتذار .
المؤسف أنها ليست المرة الأولى التى تتعرض فيها السيدة أم كلثوم لكلام كهذا وكأنه موسم الهجوم على تلك السيدة التى وحد صوتها كل الآذان العربية من المحيط للخليج وكانت خير سفير لبلادها فى وقت كانت فيه مصر تعيش محنة هزيمة يونيه 1967 فقد طالعت قبل أشهر فيلما من المفروض أنه وثائقى عن كوكب الشرق تناول فى جانب منه علاقة أم كلثوم بالموسيقار محمد القصبجى ، فإذا بأحد المتحدثين يقول أنها كانت تتعامل مع الموسيقار الكبير على طريقة " شوق ولا تدوق " أى أنها كانت تلقى له بالطعم كى يحقق لها ما تريد دون أن تعطيه ما يريده هو .. هل هذا يليق ؟
نعم السيدة أم كلثوم – تماما مثل غيرها - ليست قديسة ، ولا هى معصومة من الأخطاء ، وسبق أن كتبت فى هذا المعنى قبل اثنتين وعشرين سنة بعد عرض مسلسل " أم كلثوم " وصارحت به – فى حينه - الصديق العزيز الكاتب الكبير محفوظ عبد الرحمن مؤلف المسلسل من أنه ليس من المنطقى تقديم سيرة حياة بشر فى نحو أربعين ساعة من دون خطأ إنسانى واحد ، نعم هذا صحيح لكن الأصح أنه ليس من اللائق أن يقال مثل هذا الكلام – لا بالمعنى ولا بالمفردة – عن قيمة هى الأكبر والأهم فى تاريخنا الفنى كله ، ثم لمصلحة من يتم هدم أم كلثوم أو على الأقل خدش صورتها بكلام مرسل انطباعى لا يقف على دليل وبهذه الصورة الفجة؟ أنا شخصيا أكتب تاريخ من أريد وأنتقد من أريد ولكن على أسس ومنهج علمى وتوثيقى وبلغة تحترم عطاء هذا الفنان أو ذاك واسمه الكبير الذى أفنى عمره فى الحفاظ عليه .