أطلقت مصر، قمرا صناعيا جديدا يطلق عليه اسم «نايل سات 301» ، وانطلق صاروخ «فالكون 9» من محطة كيب كانافيرال الفضائية، ليبدأ مهمة مدتها 33 دقيقة لوضع «نايل سات 301» فى مدار نقل طويل.
وسيوفر القمر الصناعى الجديد خدمات إنترنت واسعة النطاق، تشمل المناطق النائية، والمشاريع الجديدة، ومشاريع البنية التحتية، والمجتمعات العمرانية الجديدة، وكذلك حقول الغاز والنفط في شرق البحر الأبيض المتوسط، كما ستشمل تغطيته أيضًا دول الجنوب الإفريقى وحوض نهر النيل، بهدف تحقيق تواصل أكبر مع شعوب القارة الإفريقية، رغبة في تعميق العلاقات المصرية الإفريقية.
وكان آخر قمر صناعى أطلقته مصر هو «طيبة-1»، وتم إرساله إلى الفضاء الخارجى من فرنسا فى نوفمبر 2019. وسلط رئيس وكالة الفضاء المصرية محمد القصى الضوء حينها على أهمية هذا القمر فى منطقة تشهد مخاطر أمنية كبيرة.
واستغرقت عملية تصنيع القمر الصناعى الجديد نحو قرابة عامين ونصف العام، ليحل بذلك محل القمر «نايل سات 201»، الذي ينتهى عمره الافتراضي 2028، حيث جاءت عملية الإطلاق بعد انتهاء جميع عمليات الاختبار والتشغيل، التي أعقبت نقله من مقر شركة تاليس بفرنسا.
وأجرت الشركة المصرية للأقمار الصناعية مفاوضات مكثفة، من أجل توسيع وتعميق الشراكات الاستراتيجية مع كبرى الكيانات العاملة في مجال بث القنوات الفضائية مع كل من السعودية والكويت والإمارات والأردن والشركة المتحدة للخدمات الإعلامية وشركة OSN وشركة SES إلى جانب شركة جلف سات الكويتية.
وتم تصنيع القمر «نايل سات 301»، وفق تكنولوجيا متقدمة تمكنه بمفرده وذاتيّا من تحديد أى مصدر للتشويش و التمل على معالجته ، مثل التي تتعرض لها الأقمار الصناعية بين الحين والآخر، لتوفير التأمين الكامل للقنوات التليفزيونية العاملة عليه .
ويمتلك القمر الجديد إمكانيات فنية عديدة، إذ يبلغ عمره الافتراضى 15 عامًا ويزن 4.1 طن ويضم 38 قناة قمرية، كما سيتوسع فى نطاق تغطيته الموجودة حاليا.كما يقدم القمر الجديد خدمات الإنترنت واسع النطاق لتغطية محافظات الجمهورية والمناطق النائية، من أجل توفير خدمات الإنترنت للمشروعات الجديدة ومشروعات البنية الأساسية والمجتمعات العمرانية الجديدة وحقول البترول شرق البحر المتوسط لاسيما حقل ظهر.
من جانبه قال حسين زين، رئيس الهيئة الوطنية للإعلام : إن مشاركة الهيئة الوطنية للإعلام فى فاعليات انطلاق القمر الصناعى نايل سات 301 هو أمر طبيعى، حيث تملك الهيئة 41% من شركة «النايل سات»، وتعتبر هذه الخطوة هي إنجاز لجمهورية مصر العربية في المجال الإعلامى، معقبا بأن ذلك يعتبر تطورا طبيعيا يجب أن يحدث فى دول العالم ووسائل الاتصال الحديثة، إذ أن توفير هذه الخدمة من شأنه أن يحقق تكاملًا مع القمر المصرى "طيبة 1"، وبذلك تكون مصر قادرة على تقديم خدمة الإنترنت الفضائى، من خلال قمرين صناعيين بما يضمن تأمين واستمرار هذه الخدمة.
وأضاف رئيس الهيئة الوطنية للإعلام : أن التقنية الحديثة التى يستخدمها القمر الصناعى الجديد «نايل سات 301» أثناء انطلاقه، هى التقنية المطلوبة، لأنه سيغطى المناطق التى لم يكن بمقدور القمر الحالى الوصول إليها لافتا إلى أن القمر الصناعى الجديد سيقدم خدمات هائلة منها الإنترنت، حيث يساعد فى زيادة سرعة الإنترنت وسيكون واسع النطاق سواء داخليا أو خارجيا .
وتعد مصر أول دولة في إفريقيا والشرق الأوسط بدأت الدخول فى علوم الفضاء الأساسية، جاء ذلك عام 1998 ليعلن الانطلاقة الأولى لمصر فى مجال صناعة وإطلاق الأقمار الصناعية، فتعاونت مصر مع دول صديقة في هذا المجال مثل روسيا وأوكرانيا وكازاخستان، على تدريب كوادر مصرية فى هذا المجال، أثمر هذا التعاون عن إطلاق أول قمر صناعي مصرى «نايل سات 101» في 28 أبريل 1998 وانتهى عمره الافتراضى عام 2013.
وتوالت بعد ذلك عمليات إطلاق أقمار صناعية مصرية، ففى 17 أغسطس عام 2000، أطلقت مصر القمر الصناعى نايل سات 102، من قاعدة جويانا الفرنسية، وبدأ تشغيله رسميا فى 12 سبتمبر 2000 بواسطة شركة بريطانية – فرنسية، وفى 2004 جرى إطلاق القمر الصناعى نايل سات 103، المخصص لأغراض الاتصالات.
وفي 17 أبريل 2007 حدث تطور نوعى، إذ أطلقت مصر بالتعاون مع أوكرانيا القمر الصناعى «إيجيبت سات-1»، أول قمر صناعى مصرى للاستشعار عن بعد، من على قاعدة الإطلاق بكازاخستان. وفى 21 فبراير 2019، أطلقت مصر القمر الصناعى «إيجيبت سات» من قاعدة إطلاق بايكونور الروسية، لدعم أغراض البحث العلمي والاستشعار عن بعد ومجالات التنمية المستدامة المختلفة بالدولة على مستوى الزراعة ـ التعدين ـ التخطيط العمرانى ـ البيئة، وكذلك الرصد السلبى للمخاطر الطبيعية مثل «التصحر ـ حركة الكثبان الرملية ـ السيول» وغيرها، وعوضا عن القمر الصناعى «إيجيبت سات- 2» الذى فٌقد الاتصال به في فبراير عام 2015، وجرى إطلاقه عام 2014 بالتعاون مع الصين .
كما تم إطلاق 3 أقمار صناعية من نوع «كيوب سات»، من قاعدة الانطلاق باليابان إلى المدار المخصص له، وتم تصميمها وتنفيذها بالكامل دون الاستعانة بأية خبرات أجنبية، فضلا عن دورها فى تطوير تكنولوجيا صناعة الفضاء المحلية، والاستعانة بها في مجالات الزراعة والجيولوجيا والمجالات المرتبطة بالتنمية، حسبما أعلنت وزارة التعليم العالى والبحث العلمى.