نينتظر الفنان أحمد وفيق عرض مسلسله الجديد "روز وليلى" الفترة المقبلة حيث بدأ تصويره خلال هذه الأيام، ويشارك في بطولته مع الفنانتين يسرا ونيللي كريم، ومن المقرر عرضه علي إحدى المنصات الإلكترونية، وكعادته يواصل نجاحه وتألقه في اختيار أدواره التي يجسدها بعناية، فدائما يبحث عن الأعمال التي تهم الجمهور وتناقش قضاياه، حيث رأيناه مؤخرا في الموسم الرمضاني الماضي في عدة أعمال مختلفة هى "الاختيار" و "بيت الشدة" و "ميتافيرس" .. وفيق تحدث إلى "الكواكب" واخبرنا عن كواليس تعامله مع مخرج ومؤلف مسلسل "روز وليلى" وكشف لنا عن دوره به، كما تطرقنا للحديث عن نجاحاته الأخيرة وكذلك حبه للمسرح الذي يجد فيه نفسه، وتفاصيل أكثر تعرفونها في هذا الحوار …..
في البداية .. ماذا عن تفاصيل دورك في مسلسلك الجديد "روز وليلى"؟
أجسد فيه شخصية رجل أعمال، وتعاقدت على هذا العمل في آخر أيام شهر رمضان الماضي مع الفنانة يسرا، ونيللي كريم، والفنانة السعودية رغد، والفنان الشاب الجميل تيام مصطفى قمر، وغيرهم من الفنانين الذين يسعدنى العمل معهم، وهو من تأليف" كريس كول" البريطاني، وإخراج "أدريان شير جولد" المخرج السينمائي والتليفزيوني البريطاني.
تتعاون في هذا المسلسل مع مخرج ومؤلف مش عرب ، بل "أجانب"، ما الفرق الذي لاحظته من خلال التعامل معهما؟
بالطبع الفرق واضح في أعمالهما وأعمالنا، ولا يحتاج للمقارنة، واعتبر الفن تجارب ونحن نقدم تجربة فنية ليس لها علاقة بجنسية الأشخاص، حيث أننا نذهب إلى المهرجانات ونتفاعل مع غيرنا من الثقافات الأخرى، كما أن التعاون مع مخرجين وفنانين أجانب ليس غريباً علينا، وعلى سبيل المثال الفيلم التاريخي والإسلامي "وإسلاماه" كان لمخرج غير مصري، وكذلك قام المخرج يوسف شاهين بإخراج مسرح في فرنسا كما عمل معه في أفلام مصرية ممثلين أجانب، وأعتبرها تجربة جديدة ننتظر أن نرى نتائجها، وهذه التجربة من الممكن أن تتكرر عدة مرات منها من سيحصد النجاح والعكس، ولا علاقة لكون صناع العمل مختلفين ولكن دور الفن أن يبقى به تجانس ونتعرف على بعض وكل منا يرى مهارات الآخر، واعتبر هذا إضافة لي ولزملائي وأيضا إضافة للمخرج والمؤلف إنهما يتعاملان مع ثقافة مختلفة.
جسدت شخصية وزير الداخلية في مسلسل "الاختيار"، كيف تقيم هذه التجربة؟
نحن كفنانين يكون بداخلنا إحساس أنك أمام مهمة لابد أن تقدمها وتريد أن يكون لك دور وتساهم في عمل وطني كبير مثل" الاختيار" الذى يلقى ردود فعل إيجابية بل و احتفالية أكثر من أي عمل آخر، وشاركت في مسلسل الاختيار مرتين ، وكانت تجذبنى الأدوار التى أقدمها داخل الاعمال وتلفت انتباهي .. فضلا عن قيمة العمل ككل، وعندما تم إخباري بدور الوزير طلبت منهم نصف ساعة تقريبا لكي أرد عليهم، وهذا حتى أرى شخصية الوزير أحمد جمال إن كانت مناسبة لي أم بعيدة عني، لأن لدي فلتر خاص بي وأبلغتهم بالموافقة على الدور بعد ذلك.
خلال الفترة الأخيرة كثرت الأعمال الوطنية في الدراما، كيف ترى هذا؟
الأعمال الوطنية الأخيرة كانت للإعلام، بمعنى أنها أعمال وطنية معلوماتية لتوضيح الحقائق ووضع إضاءة على أمور بالفعل حدثت في تاريخنا وليست مجرد عمل درامي فقط و إنما (دراما بها جزء كبير تسجيلي)، ونجد أن المؤلف ليس لديه مساحة لكي يؤلف من ذاته إلا في بعض الشخصيات مثل شخصية" كريم وعز والسقا" أعني شخصيات الأفراد، لكن الشخصيات التاريخية
المعروفة يقدمها كما هى لكن بشكل درامي، وأتمنى أن يستمر تشجيع إنتاج الدولة لهذه الأعمال .. لكي يقدم المبدعين شيئاً لبلدهم.
فؤجئنا بتسجيلات هامة ضمن أحداث الجزء الثالث من مسلسل "الاختيار"، هل كان الأمر مفاجأة بالنسبة لك أيضا؟
لم اتفاجأ أبدا مما رأيته أو سمعته، لأني متابع جيد لشأن بلدي منذ صغري، حيث أنني ولدت في بيت لرجل سياسي وشعبي، لذلك أجد نفسي دائما مهموما بأمور بلدي حتى في عملي أكون مهتما بالقضايا مثل (بنتين من مصر، أهل كايرو، ولاد ناس، تحت السيطرة) جميعها أعمال خاصة بالمجتمع وتناقش مشاكله وقضاياه أحب أن أشارك بها، لكن بالطبع هناك بعض التسجيلات كانت مفاجأة لي لكن في الأغلب كنت أعلم بأحداثها بحكم المتابعة.
هل ترى أن مشاركتك في أعمال وطنية واجتماعية هامة جعلتك مقربا من الجمهور بشكل أكبر؟
أكيد أصبحت مقربا للجمهور من خلال أعمالي، و الجمهور هو الأساس لأنه من قدمني واستحسن أعمالي واعطى المنتج والمخرج إشارة بذلك أنهم يحبون رؤيتي، لذلك أحب أن أقدم أعمالا تهمه وتخص شئونه ولا أنافقه.
وكيف كانت تجربتك في مسلسل "بيت الشدة" مع الفنانة وفاء عامر؟
قصة المسلسل جديدة وطريفة وترمى علي مصطلح موجود في التاريخ وغير متداول لدينا، حيث كان هناك فترة في مصر الناس يأكلون الكلاب والقطط والفئران و كانت هناك سنين عجاف تسمى "الشدة المستنصرية"، أما عن التعاون مع الفنانة وفاء عامر نحن كنا مع بعض على المسرح لمدة عامين تقريبا في مسرحية " نساء السعادة " وتجمعنا علاقة طيبة جدا ورائعة، فضلا عن العمل مع مخرج شاطر ومؤلف متمكن ؛ فكانت تجربة جميلة بالنسبة لي.
كذلك كنت مشاركا في مسلسل "وجوه .. ميتافيرس" مع الفنانة حنان مطاوع، ما الذي حمسك لهذا العمل؟
قبلت هذا العمل لأني أردت أن أكون مع حنان في بطولة عمل لها فهى بمثابة أخت لي، وكذلك المخرج أحمد حسن متفوق جدا ،أتمنى له التوفيق، لكني تفاعلت مع الدور وقدمته بالطريقة التي أحببتها، فهو ليس موجود علي الورق بهذا الشكل، تجدون أنني قدمت كوميديا مضحكة جدا، وتلاحظون أني قدمت في الحياة الواقعية الأب الجان والعاقل جدا ولذيد مع ابنه ومن حواله لكن داخل" الميتافيرس" شخصية كوميدية جدا ومضحكة وهذا قريب لي لأني لا أحب التعامل برسميات وأفضل أن أكون قريبا من الناس.
مشهد اصطحابك لابنك وذهابك معه إلى المدرسة وحديثك مع معلمته واقناعك لها بأنه صادق، قلت أنك تأثرت به من موقف حدث لك بالفعل مع والدك، ممكن تقص علينا تفاصيل تلك الواقعة؟
حدث معي موقف مشابه لهذا المشهد في صغري،فكان معروفا عني أن هوايتي الأولى قبل التمثيل هى الرسم والفن التشكيلي وأني أرسم كما لو أن من رسم هو رجل كبير وليس طفلا، وذات مرة جاء مدرس جديد لنا وكان بصحبته مفتش ودخل علينا الفصل ورأى رسومات زملائي وتغافل عن رسمتي وأعطاني درجة سيئة، وهذا سبب لي اكتئاب وحزن كبير وعندما رأني والدي وسألني ما الذي حدث أخبرته بكل شيء، حينها اصطحبني إلى المدرسة وقال لهم:"أنا جاي اسأل ابني جاب درجة قليلة في الرسم ليه؟" وكان والدي رجل ذو منصب وله مكانته في محافظتنا، وأخذ يتحدث مع المدير والمدرس قائلا: ابني يحقق ذاته من خلال الرسم وإظهار موهبته به، ونحن أنفسنا نتباهى به وفخورين بموهبته، مين هيرسمله؟! لا أنا ولا والدته ولا أخوته نعرف نرسم مثله، ثم قام المدرس باستدعائي لكي أرسم على الصبورة وبالفعل رسمت عليها وحينها قام المدرس باحتضاني وقال لي: أعذرني يابني أنا لم أتوقع أن أقابل طفلا يرسم بهذا الشكل، والدي لم يأت معي حتي يقوم بزيادة درجاتي ،هو كان يريد أن يرد لي اعتباري وثقتي بنفسي.
وما رسالتك من هذا المشهد؟
المشهد يعبر عن رسالته ويقول :" اهتم بابنك في كل تفاصيله، وما يؤكد ذلك هو آخر مشهد في المسلسل الذي يقول أننا بحاجة لرخصة أبوه وأنه ليس لمجرد أنك خلفت تصبح أبا".
بدايتك كانت في المسرح، هل يمكن أن نرى أحمد وفيق في عمل مسرحي قريبا ؟
بالفعل كنت سوف أشارك في عمل مسرحي على المسرح القومي لكني اعتذرت، لأنني شعرت أن هناك فلسفة على الجمهور ولا يصح أن نتعامل مع الجمهور بمنطق أننا أفضل وأذكى منه، أحب البساطة في التعامل معهم، لكن سأعود قريبا للمسرح، لأني ابن المسرح، ومن المحتمل أن يكون هناك عمل مصري عالمي، لكني أفضل تقديم عمل مصري شعبي وجماهيري قريب من الناس .