الجمعة 22 نوفمبر 2024

إلهام شاهين : أنا متمردة وأبحث عن الأدوار الصعبة

إلهام شاهين

19-6-2022 | 13:46

أميمـة أحمـد

فنانة من العيار الثقيل جداً، شخصية غير تقليدية، متمردة، لا تقبل أن تصنف فى قالب واحد من التمثيل، لكنها دائماً وأبداً تبحث عن الاختلاف، هى نجمة بكل المقاييس، كانت القاسم المشترك في أهم أفلام الثمانينيات والتسعينيات، وعلى المستوى الدرامى، كانت بصمتها واضحة وجلية،س عرفت بشجاعتها وجرأتها فى مناقشة القضايا المجتمعية الهامة، وفتح ملفات شائكة لا يقترب منها إلا فنان يؤمن برسالته، أما على المستوى الشخصى، فمواقفها الوطنية تتحدث عنها؛ حباً لبلدها وحرصاً على مستقبل هذا البلد.

إنها الفنانة المتألقة إلهام شاهين، التى أطلت على جمهورها فى رمضان الماضى، بعمل وطنى من الطراز الأول، وهو مسلسل «بطلوع الروح»، عن المسلسل والصعوبات التى واجهتها به، وأبرز ردود الأفعال حوله، كان لنا معها هذا الحوار ...

 

كنا قد عايشنا معك اللحظات الأولى من إنطلاق مسلسلك  الرمضانى  «بطلوع الروح»، والأن بعد مضى فترة على عرضه دعينا نتعرف على قصتك معه بشكل مفصل؟

من الوهلة الأولى التى قرأت فيها سيناريو مسلسل «بطلوع الروح»، شعرت بأننى أمام رسالة مهمة جداً، فالمسلسل ناقش قضية من أهم القضايا وهى «محاربة الإرهاب»، وهى من أهم القضايا التى يجب علينا جميعاً مناقشتها، ومعرفة ما يدور حولنا فى كل العالم وفى مصر وجميع البلاد العربية، فهى رسالة مهمة لتوعية الجمهور ولكشف وفضح المدعين الذين يتاجرون بالدين، فالإرهاب ليس بالقتل فقط، بل إن هناك إرهاباً فكرياً، ويجب علينا جميعاً محاربته، وهذه هى رسالة الفن الأولى من خلال تنوير وتبصير المجتمع بما يحاك ضده من مؤامرات.

وعلى جانب شخصى، فهذا العمل يتفق جداً مع ميولى وقناعاتى بشكل كبير جداً، فأنا أتعاطف جداً مع الشعوب العربية التى تعانى من ويلات الإرهاب، وهذا ما قدمناه فى المسلسل وتعرضنا خلاله لتنظيم «داعش»، الذى احتل أرضاً عربية، دون وجه حق، وأراد أن يقيم فيها ما يسمى «دولة الخلافة الإسلامية»، فمن منحه هذا الحق، وبأى صفة ينصب نفسه حاكماً على غيره!

الهام شاهين

رغم كثرة أحداث المسلسل إلا أنه عرض فى 15 حلقة فقط.. لماذا؟

بسبب ضيق الوقت، فأحياناً كنا نقوم بالتصوير قبل عرض الحلقة مباشرة.

منذ أن عرض بوستر المسلسل أحدث حالة من الضجة ما بين مؤيد ومعارض.. لماذا حدث ذلك حتى من دون مشاهدة العمل؟

لأن هناك البعض ممن  لديهم فكر «داعشى»، بل ويشجعونه أيضاً، وهناك أناس متأسلمون بالاسم فقط ولديهم تطرف فكرى، وأنا كونى أهاجم «داعش» ليس ذلك معناه أننى ضد الإسلام، لأن «داعش» ليس الإسلام.

كثير من الناس كل معرفتهم بـ«الدواعش» هو الاسم فقط وعندما شاهدوا المسلسل لم يتوقعوا ذلك.. هل أحداث المسلسل من أرض الواقع بالفعل؟

حرفياً كل أحداث المسلسل حقيقية، فالكاتب قام بدراسة وافية جداً بكل تصرفات «داعش»، ونحن أثناء التحضير للعمل شاهدنا كل فيديوهات تنظيم «داعش» الحقيقية حتى شكلنا الخارجي وطريقة ملابسنا أخذناها منهم بحذافيرها، فقد تابعنا حياتهم وكيف يتعاملون مع الأسلحة وكيف كانت نساؤهم وحياتهم عموماً، حتى نستطيع نقل واقعهم بصورة أكثر دقة

الهام شاهين.

قدمتِ شخصية «أم جهاد» وكانت صعبة ومركبة ومليئة بالعقد النفسية.. هل كانت لها تحضيرات خاصة؟

لم تكن تحضيرات بقدر ما كانت تدريبات على كيفية التعامل مع الأسلحة، فهى زعيمة لـ«داعش» فكان يجب أن تظهر بشكل معين وأسلوب معين، فهى قائد «لواء الخنساء»، أى كتيبة الجيش النسائية، وهى التى تدربهن وتبث لهن الأفكار، فيجب أن تكون مدرَّبة جداً، وأيضاً كان هناك مشهد عندما أتى إلينا الأكراد ليخرجونا من مدينة الرقة، فكان هناك ضرب وحرب ومعارك، وكان يجب أن يظهر كل شىء بشكله الصحيح.

فى ظل الحروب والمعارك التى شاهدناها فى المسلسل شعرنا بمدى صعوبة أجواء التصوير.. حدثينا عنها؟

هذا المسلسل تحديداً لم يكن به مشهد واحد سهل على طاقم العمل كله، فجميعنا اجتهدنا حتى ظهر بهذا الشكل، والحمد لله، استطعنا تقديم عمل واقعى بشكل كبير

الهام شاهين.

 تصدر المسلسل «التريند» منذ عرض أولى حلقاته.. ما أبرز ردود الأفعال التى أعجبتك؟

أحمد لله أن المسلسل استطاع أن يحصد ردود أفعال إيجابية كثيرة، سواء من زملائى داخل الوسط الفنى أو خارجه، فقد نال المسلسل إعجاب زملائى الذين تلقيت منهم اتصالات تهنئة كثيرة، فلا يوجد فنان أو فنانة إلا وتلقيت منه التهنئة على المسلسل ونجاحه، كذلك من أكثر ما أسعدنى أننا أصبحنا رقم «1» فى قائمة الأكثر مشاهدة، فى خمسة عشر يوماً فقط.

دائماً ما يقال عنكِ إنكِ تقدمين أعمالاً لم يجرؤ عليها أحد غيرك.. ما رأيك فى ذلك؟

هذه المقولة تسعدنى جداً، فأنا حقيقة أبحث عن الصعب وأقوم به، فلم يعجبنى أبداً عمل سهل.

دائماً ما كان مجرد ذكر اسمكِ مثيراً للجدل.. لماذا ذلك؟

 لأننى شخصية غير تقليدية، ومتمردة، فطول عمرى منذ الصغير لا أقبل أن أصنف فى قالب واحد من التمثيل، لكنى أبحث دائماً عن الاختلاف، ولا أخشى أموراً من الممكن أن تخشاها زميلاتى فى الوسط، فمن الممكن أن أظهر من دون «ميك أب» أو أظهر بـ«ميك أب» يقبح شكلى من أجل دور معين .

كل أعمالكِ مهمة وتناقش العديد من القضايا الجوهرية.. كيف ترين هذه القضايا.. وهل هناك الكثير لم تناقشيه بعد؟

حقيقة كل ذلك غير منسوب لى، ولكنى أستطيع أن أختار الأعمال التى أقدمها بشكل جيد، فأنا أتلقى الكثير من العروض، وهنا يأتى دور الفنان الذى يختار عملاً ما، ويرفض آخر، فأنا أختار ما يناسبنى وأراه مختلفاً، ويقدم قيمة ورسالة وهدفاً يتفق مع قناعاتى وأهدافى فى الحياة، فأنا أضع معايير لا أتخلى عنها عند قبول أى عمل، فأول ما أبحث عنه أن يكون العمل ذا رسالة مهمة وأكون مؤمنة بها، وأن يكون هناك جديد أقدمه، ولو أن هناك دورًا لم أقدمه أحب جداً تقديمه، والقضايا لا تنتهى فكل يوم فى الحياة هناك الجديد.

كيف تحافظين على جمالكِ ورشاقتكِ لتظلى دائماً من أجمل فنانات الشاشة؟

رشاقتى متغيرة كل فترة حسب الدور الذى أقدمه، أما عن جمال البشرة فأنا لا أحب الـ«ميك أب» نهائياً، ولا أضعه كثيراً، إلا إذا تطلب الأمر، وهذا سر الحفاظ على بشرتى.