الثلاثاء 30 ابريل 2024

إيهاب فهمي : أعشق المسرح وأحب رائحة كواليسه

إيهاب فهمي

10-7-2022 | 12:13

همسه هلال

تولى الفنان إيهاب فهمى منصب مدير المسرح القومى منذ أقل من 3 سنوات تقريبا، ونجح فى إدارة المسرح والنهوض به من خلال خطة متطورة وطموح يسير عليها، وأصبح المسرح الآن يعيش حالة من النشاط والتوهج لكثرة واختلاف الأعمال التى تعرض على خشبته، كما أنه كسر مقولة إن نجاح الفنان فى العمل الإدارى ينسيه عمله الأساسى فى الفن، فهو أيضا يعيش حالة من النشاط الفنى سواء فى الدراما أو السينما، واعتدنا منه على أدوار مختلفة ومتنوعة تجذب الأنظار، ذهبنا إلى المسرح القومى وكان لنا معه هذا الحوار..

 

يعيش المسرح القومى الآن حالة من النشاط الكبير، وهذه السنة الثالثة لك فى منصب مدير المسرح القومى، حدثنا عنه منذ فترة توليك له وحتى الآن؟

توليت إدارة المسرح القومى عندما تعرض العالم كله إلى وباء فيروس كورونا فى شهر 2 عام 2020، وتم غلق بلاد العالم نتيجة لهذا الفيروس، لكنى لم أكترث لذلك وبدأت أول مشروع اسمه «مسرح الأون لاين» أنا وصديقى الأستاذ سامح بسيونى، وقمنا بعمل 10 مسرحيات عرضت على قناة «خليك فى البيت الثقافة بين إيدك»، ثم أزيل شبح الكورونا بالتدريج، حينها قمنا بعمل افتتاح لأول مرة فى تاريخ المهرجان التجريبى داخل المسرح القومى، ثم أعدت «المتفائل» بطولة الفنان سامح حسين، ثم قدمت أمسيات كثيرة جدا فى رثاء النجمين الراحلين الأستاذ محمود ياسين والأستاذ عزت العلايلى رحمة الله عليهما، حيث بدأت بالطبع بروفات «أهلا يابكوات» مع الفنان حسين فهمى والفنان عزت العلايلى لكن القدر لم يسعفنا من إعادتها، ثم قمت بعمل مسرحية «فى انتظار بابا» إخراج العظيم سمير العصفورى وبطولة نخبة من نجوم الفن على رأسهم سماح أنور، أحمد سلامة، إنتصار، وحيد عاشور، قامات كبيرة، وتلاها عمل باسم «الوصية» من إخراج خالد جلال، حيث كانت فى إطار التعاون بيننا وبين الشئون المعنوية بالقوات المسلحة، وتتحدث قصتها حول  الشهيد محمد المعتز رشاد، وكانت من المسرحيات الناجحة جماهيريا ونالت إعجاب الجميع، ثم قدمنا «ليلتكم سعيدة» وكانت فى إطار الأون لاين وتم عرضها على المسرح القومى من إخراج خالد جلال وسافرنا بها إلى قرطاج وعرضت هذا الأسبوع فى مدينة وهران بالجزائر، ثم مسرحية «الحفيد»، هذه خطتى دائما، حيث أحب أن أعود إلى المسرح الاجتماعى الذى يهدف إلى إيصال رسالة من وراء العمل، وأقدم فى «الحفيد» مخرجا حقق نجاحا كبيرا جدا فى «أفراح القبة»، وهو محمد يوسف منصور، من بطولة النجوم لوسى، عابد عنانى، تامر فرج، وممثلين شباب مهمين جدا، ولدينا خطط أخرى منها «سيدتى الجميلة» ومسرحية اسمها «الجسر» فى مرحلة البروفات والتجهيز، كما هناك مفاجأة كبيرة يقدمها الكاتب الكبير عبدالرحيم كمال مع النجم طارق لطفى سوف تكون عملا هاما جدا.

هل ترى أن العمل الإدارى يعطل كفنان عن أعمالك الفنية وجعلك يجعله مسئولا أكثر؟

أنا لا أحب الفشل، وعندما أشعر به أنسحب على الفور، وعندما كلفت بهذا المنصب من وزيرة الثقافة الدكتورة إيناس عبدالدايم حينها قدمت افتتاحا لم يحدث فى تاريخ المسارح، وكان المسرح حينها على الأرض وعندما استلمته قام وأصبح مسرحا مهما وهو «العائم» من خلال تقديم عدة عروض لزملائى بعد غياب دار العرض فى المنيل، وعرض «حب رايح جاى» لمدة 11 شهرا فى المسرح الكوميدى، وبعدها كنت رفضت العمل الإدارى ثم جاءت الدكتورة إيناس عبد  الدايم وأسندت لى منصب مدير المسرح القومى، وقالت لى جملة مشهورة مازلت أتذكرها حتى الآن «الناس بترفض وأنت ترفض مين هيحب مصر مين هيشتغل عشان مصر»، وهذا دورى أن أقف مع بلدى وأقدم رسالة وحتى لو شيئا بسيطا لأن هذا البلد أعطانا كثيرا جدا، ولا شك أن العمل الإدارى مرهق جدا مع شغلى فى الفن ومرهق أيضا مع حياتى ومسئولية كبيرة، لكن الحمدلله أنا ناجح فيها جدا وربنا وفقنى وأعتقد أننى ألغيت مقولة إن العمل الإدارى يعطل، لأننى ناجح الحمدلله فى العمل الإدارى والفنى.

 ما التحديات التى واجهتك عندما توليت إدارة المسرح القومى؟

كما ترون المسرح القومى في حالة نشاط دائما لا ينام، حيث قمت بإلغاء فكرة البيروقراطية على قدر ما استطعت وما يتناسب مع الإمكانيات، نحن مؤمنون برسالة الفن وخفض سعر التذكرة من فئة من الجمهور وجعلهم يستمتعون بالفن، وهذا دورى كفنان و مسئول داخل منظومة حكومية داخل الدولة.

مسرح

 وماذا عن خططك الآتية التى تسعى لتحقيقها بالمسرح؟

الخطة تتلخص فى جذب نجوم الفن إلى المسرح مثلما نرى نجمة مثل لوسى فى مسرحية «الحفيد»، وأيضا داليا البحيرى ومحمد رياض فى «سيدتى الجميلة» كذلك لدينا طارق لطفى، الحمدلله أساعد فى عودة المسرح إلى أمجاده وشباكه وجمهوره فى ظروف صعبة، وخطتى الطموح التى أسعى لها حقا وأتمنى تحقيقها فى مرحلة العمل الإدارى هى أن جميع المسرحيات تصور وتضع داخل أرشيف تليفزيونى أو ترفع على الإنترنت وتُرى بشكل أفضل من هذا

مسرح.

 ماذا عن ذكريات إيهاب فهمى و بدايته مع المسرح؟

المسرح هو الحياة، حيث إننى خريج المعهد العالى للفنون المسرحية، وأمنيتى كانت أن أقف على خشبة القومى، أما أن أتولى مدير المسرح الذى عمل فى هذا المنصب قبلى يوسف وهبى، سميحة أيوب، محمود ياسين، جلال الشرقاوى، وكرم مطاوع، أسماء تخض ولها تاريخ كبير فى الفن المصرى،أننى أكون موجودا مع هؤلاء العمالقة فى نفس المكان شرف كبير جدا وغالٍ علىّ، لأننى أعشق المسرح بمعنى أوضح أحب أن أشم رائحة كواليس المسرح كفنان وليس كمدير.

أنت خريج المعهد العالى للفنون المسرحية، هل توقعت يوما أنك ستصبح مديرا لهذا الصرح الكبير؟

هناك كلمة قلتها عندما توليت هذا المنصب، وهى: «أنا دخلت امتحان مسرح كان عمرى 16 سنة ونص تقريبا الأستاذ كرم مطاوع قال لى: أنت شكلك صغير جدا baby face، وبعد الانتهاء قال لى أيضا: أنت شاطر اذهب وانته من دراستك فى الثانوية العامة، ثم بعدها التحقت بكلية التربية الموسيقية ثم ذهبت له مرة أخرى وعندما رآنى قال لى: أنت جئت لى هنا منذ عدة سنوات قلت له: نعم ثم قال لى: أنت شاطر وموهوب وهتبقى حاجة كويسة جدا بمعنى إن ممكن تبقى ليك حاجة كبيرة فى يوم من الأيام»، كان حينذاك هو مدير المسرح القومى، كما قال لى: فى يوم من الأيام ممكن تكون مديرا لهذا المسرح، قلت له: أريد أن أمثل فقط، ثم قال لى: وما المانع أنك تعمل مديرا للمسرح، تلك الجملة كانت مثل صدى الصوت ترن فى أذنى عندما توليت إدارة المسرح وأنا أصعد درجات السلالم، شعور غريب أنك تعيش شيئا لم تتخيله.

كونك مديرا للمسرح القومى، لماذا لا تفكر في تقديم عمل مسرحى عليه؟

لا أحب ذلك، لأن لدىّ «ستايل» بمعنى أن هناك فنانين آخرين أولى منى بهذا المكان، وفكرة أنى أكون ممثلا داخل منظومة العمل الإدارى داخل المكان الخاص بى لا أفضلها، لأننى أريد أن أعطى فرصة لزملاء، لكنى فنان أعمل على مسرح آخر، وكنت قد انتهيت من «سيرة الحب» منذ عام تقريبا واستمر عرضها 3 سنوات، وحققت نجاحا كبيرا جدا، وإذا سنحت الفرصة فى مسرح آخر غير القومى سوف أنضم بالتأكيد، وذلك لأنه لا يصح أن أكون خصما وحكما فى نفس الوقت عند حدوث أية مشكلة إدارية داخل العرض كيف سآخذ قرارا وأنا ممثل داخل العرض؟، جميع الناس يحدثنى ويقول لى أفعل العكس ولكن هذا قرارى، ومن المحتمل أن أقدم عملا مسرحيا على أحد المسارح الأخرى.

دراستك الأولى كانت فى كلية التربية الموسيقية، ماذا أضافت لك هذه الدراسة فى مجال التمثيل؟ ولماذا لم تتجه للعمل فى هذا المجال؟

خرجت فى هذه الكلية بالهارمونى الإيقاعى للتمثيل، واستخدام طبقات الصوت فى الأدوار المختلفة، أن يكون لديك العلم وتستطيع استخدامه فى صوتك استفدت من هذا كثيرا خاصة فى «604» عندما جسدت شخصية الشيطان تون الصوت مختلف بشكل كبير، دراستى للمزيكا أفادتنى كثيرا فى هذا الدور، أما عن عملى فى  مجال الموسيقى بالطبع عملت به لكنى لم أكن مشهورا فيه، لعبت بيانو فى صباح الورد كان فى بداية حياتى، كما لعبت العود فى «العندليب» عندما جسدت شخصية بليغ حمدى ولكن صوت الغناء ليس صوتى.