حققت الفنانة مروة عبدالمنعم سلسلة من النجاحات على خشبة المسرح، وقدمت عدة مسرحيات خاصة بالطفل والأسرة، منها مسرحية « سنوايت» ومسرحية «ريبانزول»، لتعود من جديد على خشبة المسرح بعمل مسرحى آخر للأسرة والطفل، وهو «الجميلة والوحش»، وهى قصة عالمية قامت بتمصيرها لتقدمها للأطفال
.
اختصت مروة «الكواكب» للحديث عن سبب إقدامها على تنفيذ هذا العمل المسرحى، وكيف كان الاستعداد له، والصعوبات التى تواجهها على خشبة المسرح، كما تحدثت معنا عن المقارنة بين المسرحين المصرى والعالمى، وتجربتها الأخيرة فى مسرحية «عائلة لاسعة جداً» مع الفنان أحمد زاهر، ورأيها فى تقديم سينما للأطفال بالشكل الحديث، وغيرها من التفاصيل فى الحوار التالى...
ما الذى دفعك لتقديم مسرحية «الجميلة والوحش»؟
فى الحقيقة أنا أرى أن مسرح الطفل والأسرة منطقة فارغة تماماً للإبداع فيها، خاصة أننى حققت نجاحاً سابقاً فى أكثر من عرض مسرحى مثل «سنوايت» و«ريبانزول» واستطعت بتلك الأعمال أن اجتذب جمهوراً كبيراً من فئة الأطفال والعائلات، ويسعدنى دائماً أنهم على تواصل معى ودائماً ينتظرون كل عرض جديد، لذلك ومن هذا المنطلق تشجعت لتقديم «الجميلة والوحش»، متمنية أن تنال النجاح السابق الذى حققته الأعمال السابقة.
وكيف كانت المعالجة التى اختلفت عن القصة العالمية؟
بالنسبة للمعالجة الدرامية، فلم أضف جديداً فى القصة، بل قدمتها كما هى مع إضفاء الروح المصرية على الرواية العالمية، فهى تحكى عن فتاة فقيرة تعيش فى قرية صغيرة مع والدها، أما الوحش فهو أمير شاب حولته إحدى الساحرات بتعويذة سحرية إلى كائن قبيح، ولا تزول تلك التعويذة حتى يتعلم الأمير معنى الحب.
هل كانت هناك صعوبات واجهتكِ فى المسرحية؟
الصعوبة تكمن فى أن يتوحد الطفل مع الشخصية والقصة بكل تفاصيلها التى أقدمها؛ لأنه على دراية تامة بكل تفاصيل القصة العالمية، كما أن مخاطبة الأطفال تشترط الدقة فى كافة التفاصيل وتقديم كل ما يشبع رغباته على خشبة المسرح، كما أن وضع الأسرة فى الحسبان شىء مهم، فالطفل يشاهد المسرحة مع أسرته، فمقاييس الأسرة فى المشاهدة تختلف عن الطفل، وإرضاء الجميع صعب جداً، ولكنى أحاول اكتساب الطرفين فى النهاية. والأصعب من ذلك هو التسويق للمسرحية.
هل اطلعتِ على الأعمال المسرحية العالمية المخصصة للأطفال فى مصر.. وما الفرق بينها ونظيرتها المصرية من وجهة نظركِ؟
شاهدت أكثر من مسرحية وتعرفت على ثقافاتهم، وهذه المسرحيات لها جمهور معين وفئة محددة وتقدم باللغة الإنجليزية فقط، وأسعارها مرتفعة جداً، وتعتمد على الإطار التقليدى والاستعراض فقط، وتكون الأحداث فى القصة طبيعية، مفتقدة إلى تقديم عرض مسرحى بالمعنى المعروف؛ لأنهم لا يجلبون معهم كل الأدوات والأجهزة والديكور اللازم لعمل مسرحى متكامل، وهذا ما يحدث معى عند عرض مسرحياتى بالخارج.. أما فى مسرحياتى بمصر فتتوافر كل الإمكانيات لكى أقدم مسرحاً متكاملاً، من بناء ديكورات وشغل جرافيك وأدوات وإضاءات تخدم القصة الدرامية
.
وماذا عن تجربتك المسرحية «عائلة لاسعة جداً» التى قدمتها مع النجم أحمد زاهر فى السعودية؟
استمعت بكواليسها جداً مع كل النجوم المشاركين فيها، منهم صديقى أحمد زاهر ومنة فضالى وليلى أحمد زاهر، كما كانت تلك المسرحية فرصة جيدة للتعرف على الجمهور السعودى الذى أكن له كل التقدير والاحترام، خاصة أننى خاطبت جمهوراً مختلفاً عن الجمهور المصرى، والحمد لله لاقت المسرحية نجاحاً كبيراً عند عرضها
.
هل كانت التحضيرات كافية لتقديمها فى ظل ضيق الوقت للاستعداد لها؟
فى الحقيقة لا، فالمسرح يحتاج الى إعداد أكبر من ذلك، ولكن الفنانين المشاركين بها يمتلكون خبرة كافية للتعامل مع المسرح والديكورات، كما أن فريق العمل كله تفاعل مع النص وقدمه بصورة ممتعة أعجبت الجمهور السعودى.
قدمتِ سلسلة من المسرحيات الناجحة للطفل.. هل ذلك سبباً لابتعادكِ عن السينما والتليفزيون؟
أولاً أنا ضد مصطلح «مسرح الطفل»، فهو مسرح للأسرة ولكل العائلة، فالمسرحية جذبت كل الفئات حتى سن السبعين، وليس من السهل جذب فئة كبيرة من الجمهور وكافة الأعمار ، بل والأهم من تقديم عمل ناجح فقط هو مواصلة النجاح، وهو ما لمسته فى المطالبات الكثيرة التى تطالبنى بإعادة عرض مسرحية «ريبانزول»، لذلك اعرض المسرحيتين «الجميلة والوحش» و«ريبانزول» فى شهر أغسطس نظراً لكثرة الطلبات على العروض، والحق يقال فالعمل فى المسرح يحتاج إلى تحضيرات كثيرة بالشهور تصرف الممثل عن أى أعمال أخرى، والحمد لله أن نجحت فى هذه منطقة وأستثمر فيها نجاحى.
ولماذا لم تقدم أعمال تليفزيونية وسينمائية تخاطب فكر الأطفال؟
سينما الأطفال قد تحقق نجاحاً كبيراً إذا التفت إليها المنتجون وتحمسوا للفكرة بالشكل الصحيح، وأعتقد أنها تحقق إيرادات عالية مثل مسرح الطفل.. والتليفزيون قديماً قدم مسلسلات مخصصة للأطفال كانت ناجحة تنتجها شركة «صوت القاهرة»، فاتمنى أن نستمر فى إنتاجها فى الوقت الراهن.
وما رأيكِ فى الأعمال التليفزيونية والسينمائية التى تقدم فى الآونة الأخيرة؟
أعتقد أن التليفزيون تفوق على السينما بشكل ملحوظ فى ظل وجود المنصات الإلكترونية التى جذبت هذه الأعمال، وجذبت معها المشاهد فى ظل انخفاض الاشتراك بها مقارنة مع سعر تذكرة السينما، خاصة أن معظم الأعمال السينمائية سيتم عرضها على المنصات، والجمهور استسهل الموضوع، والدليل على ذلك أن عدد الأفلام التى عرضت فى موسم عيد الاضحى حوالى ثلاثة أفلام كبيرة فقط، وهذه الفجوة سمحت للأعمال التليفزيونية بالتفوق لأنها تجد وسيلة واحدة فى العرض وهى المنصة الإلكترونية، بينما السينما إذا لم يحقق الفيلم نجاحاً في الإيرادات سيخسر المنتج أمواله، لذلك لا نجد أفلاماً صغيرة، بل كلها أفلام جماهيرية.
هل جيلك ظلم فنياً؟
على الإطلاق، فلكل جيل مرحلة صعود ومرحلة هبوط، وقد يكون الإخفاق من الفنان نفسه، فأنا من جيل ريهام عبد الغفور وياسمين عبد العزيز وحنان مطاوع وغيرهن ممن حققن نجاحاً كبيراً في السينما والتليفزيون، والجميع مر بمراحل مختلفة فى بزوغ نجمه، وهذه أمور تحدث مع كافة الأجيال، وأنا متواجدة حالياً وحققت نجاحاً بالمسرح، وأعود إلى السينما والتليفزيون قريباً
.
ابنتكِ «حور» لديها موهبة فنية كبيرة وضحت على السوشيال ميديا.. هل هناك نية لدخولها عالم التمثيل؟
«" " حور تمتلك موهبة فنية فذة، وتلك المشاهد التى نقوم بتمثيلها معاً مجرد هواية عندها وأنا أساعدها فى ذلك؛ لإشباع هوايتها وليس من أجل التمثيل، فنحن متفقان على أن عالم التمثيل مرفوض ومن المستحيل أن تدخل هذا العالم، لأن هذه المهنة شاقة جداً على الممثل.