قد لا يعرف الكثيرون عن الكوميديان الحزين وأشهر عازب بالوسط الفني عبد السلام النابلسي أنه ولد بلبنان في 23 أغسطس عام 1899، كما لم يعرفه الجمهور ككاتب وشاعر على الرغم من عمله بالصحافة الفنية والأدبية في عدة مطبوعات، كمجلة مصر الجديدة وصحيفة اللطائف المصورة وصحيفة الصباح، وذلك قبل اتجاهه للسينما، واحترافه التمثيل.
كتب النابلسي عن فيروز ذات يوم، في مقال ضمن سلسلة مقالات تحمل اسم نجوم على الأرض : « تراتيل قديسة.. وأصداء كنيسة.. ابتهال ساجد فى المساجد وصلاة عابد فى المعابد .. صوتها نور وبخور ونفحة من عطور .. هو كالصديق عند الضيق يواسيك وينسيك ويشجيك .. الحزن طابعه كأنه مولود معه ينوح مثل الحمائم أو كالدعاء فى التمائم .. يزيل الهم والكرب ويعلم حب الله وحب الحب، هي في جبين لبنان غرة، وعلى صدره درة، وآه لو أرخت لصوتها عنانه، ودعمت بالطرب الشرقي كيانه، وآه لو لم توقفه عن مداه وأطلقته على هواه إذن لكانت ماذا أقول؟ إعجاز غير معقول.. بل أراني الآن أقول هي كما هي في جبين لبنان غرة وعلى صدره درة».
وقد استقبلت فيروز المقال بسرور شديد، وقد ارتبطت بعلاقة صداقة وطيدة بالنجم الراحل، وطالما التقى بها خلال زياراته إلى لبنان.
يذكر أن الراحل عبد السلام النابلسي في أيامه الأخيرة كان يشعر بدنو أجله، لدرجة أنه كان يترك مفتاح غرفته من الخارج، وأخذت حالته تزداد سوءًا إلى أن امتنع عن الطعام تمامًا قبل أيام من رحيله، حتى جاءت ليلة 5 يوليو 1968 حيث لفظ أنفاسه قبل وصوله إلى المستشفى، ولم يكن يمتلك مصاريف الجنازة فتكفل بها صديقه الفنان فريد الأطرش عن طريق شقيقه فؤاد، والذي كان يحاول أن يخفي الخبر عن فريد، لكنه علم به من الصحف، وانهار مريضاً حزنا على وفاة صديق العمر.