نجيب محفوظ يعترف: صلاح أبو سيف علمني كتابة السيناريو!
كان هذا اعترافا نادرا من كاتب متواضع لا يقول إلا الصدق: نجيب محفوظ عبدالعزيز إبراهيم أحمد، الشهير بنجيب محفوظ، شيخ مشايخ كتاب الرواية في عالمنا العربي، والمنفرد بحصد جائزة نوبل للآداب في مصر والعالم العربي، إلى جانب نبوغه في فنون القصة والرواية الأدبية، إلا أن إسهاماته في فن كتابة السيناريو لا تخطئها العين، هو الذي قال إن مخرج الواقعية الكبير صلاح أبو سيف هو من علمني كتابة السيناريو، وهو سيناريست لا تخطئه العين المتخصصة، كتب السيناريو لأعماله الأدبية ولغيره من كبار الكتاب، وتحولت نصوصه في معظمها إلى صورة سينمائية تخطف القلوب والأبصار، مشواره كسيناريست يتضمن كنوزا منها القاهرة 30، والناصر صلاح الدين ـ مشترك ـ نموذج للنجاح لا يعرف قدره إلا المتخصصين.
يقول محفوظ في حوار صحافي نادر مع الكاتب الصحفي والروائي الكبير الراحل جمال الغيطاني في عدد قديم من جريدة الأخبار المصرية، قال صاحب نوبل بلغته التي تكشف عن صدقه وبساطته: «السينما دخلت حياتي من الخارج، لم أكن أعرف عنها شيئا، نعم كنت أحب أن أشاهد الأفلام، كل ما كنت أعرفه أن هذا الفيلم لرودلف فاللنتينو أو لماري بيكفورد... إلخ، لم أكن أعرف أن هنالك كاتب سيناريو أو غيره، وفي سنة 1947 قال لي صديقي فؤاد نويرة: صلاح أبو سيف المخرج عايز يقابلك، وفي ذاك الصيف، قابلنا صلاح أبو سيف في شركة تلحمي للسينما، هنالك قال لي أبو سيف: في الواقع أنا قرأت روايتك «عبث الأقدار» وتبينت فيها أنك من الممكن أن تكون كاتب سيناريو جيداً، أنا لدي قصة «عنتر وعبلة»، قلت: ليست لدي فكرة عن الموضوع؛ فقال: معلهش، ستعرف السيناريو، وفؤاد شجعني على قبول العرض»، وتوالت سلسلة الأفلام التي كتب محفوظ سيناريوهاتها منذ نهاية الأربعينيات وحتى الخمسينيات وأهمها: جعلوني مجرماً (1954)، والناصر صلاح الدين، وغيرهما.