لا شك أن الفن هو مرآة للواقع والمجتمع، يناقش كل قضاياه ويعرضها سواء كان فى عمل سينمائى أو تليفزيونى أو أغنية أو ع مخلى خشبة المسرح، وإن كنا أكثر تحديداً لاحظنا مؤخراً أن العلاقات الزوجية والحياة الأسرية كانت محل اهتمام وتناول كبير على شاشات التليفزيون، وتم تقديمها بأشكال مختلفة، لذلك قامت االكواكبب فى هذا التحقيق بمناقشة صناع الفن حول تعرض الدراما التليفزيونية لقضايا وخلافات الحياة الزوجية بين الرجل والمرأة بمختلف أشكالها، وجاء ذلك بسؤالهم كيف تناولت الدراما مشكلات وقضايا الزواج والخلافات التى تحدث فيه.. وهل نجحت فى هذا التناول، لنستعرض إجابات مصادرنا الأعزاء في التحقيق التالى...
فى البداية.. يقول المؤلف عمرو محمود يس، تناولت الدراما علاقة الرجل بالمرأة عبر تاريخ طويل جداً من الأعمال الاجتماعية، سواء دراما تليفزيونية أو سينمائية، وهناك من تناولها بطابع آخر ليس اجتماعياً بحتاً مثل مسلسل «الاختيار» الذى تكلم عن الجيش المصرى والشرطة المصرية، ونجد أن الكاتب يذهب بنا لتفاصيل متعلقة بحياة الضابط الأسرية وعلاقته بزوجته وأولاده. وأشار يس، إلى أنه تناول هذا الموضوع بزوايا عديدة فى أعماله لم يذهب لها غيره، مستطرداً: ناقشت متلازمة الدورة الشهرية عند الزوجة، وأثرها النفسى عليها وعلى المحيطين بها، سواء الزوج أو الأولاد، حيث يترتب عليها مشاكل لم تكن موجودة لولا هذه المتلازمة، وبعضها يكون خلافاً بسيطاً وقد يصل لحد الطلاق وأحياناً يصل إلى جريمة، وهذا كله ناتج عن عدم فهم الرجل لطبيعة المرأة وما تمر به من حالة نفسية وجسدية، كما تحدثت عن مشكلة الخيانة الزوجية نتيجة عدم تفهم الطرفين لبعضهما مع تدخل طرف خارجى يستغل هذا الخلاف. وأضاف: ناقشت فى حدوتة «أحمد يا عمر» حالة الزوج صاحب الأحلام والطموح المتعلق بموهبته كعمله كاتب مثلاً، وينتظر الفرصة كى تنتشر أعماله، وفى المقابل تعمل الزوجة، وهنا أوضحت كيف أخطأ الطرفان مما أوصلهما للانفصال. وأكد: كذلك تطرقت فى حكاية «جدول الضرب» إلى قضية مهمة جداً، وهى الزوج الذى يعتدى على زوجته بالضرب نتيجة نشأته فى بيت يسمح بضرب المرأة، وكبر على هذا النهج. وأوضح يس: عرضت حواديت كثيرة فى «نصيبى وقسمتك» كان عددها ٤٣ حدوتة تقريباً، رأينا أيضاً عندما يكون الزوجان متمسكين ببعضهما، كيف يساعدهما ذلك فى تخطى المشاكل والصعاب، وأهمية برهما بوالديهما الذى يجعل حياتهما أفضل، ولديّ نموذج آخر فى «اللى مالوش كبير» ودور والد الزوجة، حيث كان للأب هنا دور كبير فى اعتداء الزوج على ابنته، وإنه لا يرى الزوج مخطأ، بل يطلب منها أن تتحمل لأن زوجها يدعمهم مادياً. وتابع يس: كما شاركت بنفسى فى حكاية «هناء وشريف» مع ريهام حجاج وهانى سلامة، التى تتلخص فى ارتباط الأخ والأخت ببعضهما بدرجة كبيرة تجعلهما يتدخلان فى حياة بعضهما بشكل يزعج الزوجان، وليس شرطاً تدخل الأخ والأخت في حياة بعضهما، فهناك الأب أو الأم حبهما لأولادهما يجعلهما يتدخلان فى حياتهم بصورة تؤذيهم. وأكد يس، أن تناول الدراما المصرية لقضايا أسرية ونماذج كثيرة للزوج والزوجة فى صور وزوايا كثيرة ترفع وعى المشاهد وتجعله يتأثر بتلك النماذج، ويدرك كيف يتصرف إذا تعرض لإحدى المشكلات التى شاهدها. جدير بالذكر أن مسلسل «نصيبى وقسمتك» عبارة عن حلقات منفصلة متصلة تتناول أحداثها موضوعات مختلفة، وتناقش علاقة الرجل بالمرأة، والمشاكل التى تحدث بينهما، وكيف يمكن التغلب عليها لإنجاح علاقتهما. بينما يقول المؤلف أحمد عصام: هناك أعمال كثيرة تناولت مشاكل الزواج،
مسلسل "طلقتك نفسي "
وقدمت فى مسلسل «طلقتك نفسى» هذا الإطار، حيث ناقش المسلسل قضايا وخلافات كثيرة خاصة بالحياة الزوجية وما يمر به الأزواج. وكشف عصام، أنه يعمل حالياً على الجزء الثانى من مسلسل «طلقتك نفسى» ويناقش فيه قضايا جديدة مستطرداً: المشاكل الزوجية لا تنتهى، وكل يوم تظهر مشاكل جديدة الناس لم تسمع عنها. وتابع عصام: المسلسل حصد ردود أفعال كثيرة أثناء عرض موسمه الأول، مثلاً عندما تطرقت لمشكلة البخل وكيف لا يعرف البخيل أن به هذه الصفة، وبعد عرض هذه الحدوتة، وبعدما عرف البخيل نهايته بالطبع سوف يغير من نفسه ونهجه. وأكد عصام أن الفن هو مرآة المجتمع، وهو شىء مؤثر جداً ومهم، ويكون سبباً رئيسياً فى إحداث تغيير بالأشخاص، لذلك نلقى الضوء على القضايا المهمة من خلال الفن ونحاول طرح حلول لها بشكل لا يؤذى المتفرج. مسلسل «طلقتك نفسى» يتناول في إطار من الدراما والقصص المنفصلة، أغرب أسباب انتشار الطلاق من خيانة، أو كذب أو تدخل الأهل وغيرها من الأسباب، التي تؤدي للنهايات المأساوية للعلاقات العاطفية. المسلسل شارك فى بطولته عدد من النجوم الشباب منهم هاجر أحمد وأحمد شامى وميدو عادل ونانسى صلاح ومحمد مهران وكارولين عزمى وهايدى موسى، كما شارك عدد من النجوم كضيوف شرف منهم بيومى فؤاد ونهال عنبر، وعايدة رياض وآخرون، أخرج العمل محمد النقلى ، قصة أحمد عصام وسيناريو وحوار أحمد عصام وأحمد صبحى.
ويرى المخرج محمد النقلى، أن الدراما تناولت المشكلات الزوجية من خلال عدة جوانب مختلفة وبأكثر من أسلوب، ولم تكتفِ فقط بطرحها للقضية بل هناك من سعى ووجد حلولاً لها، وهذا يجعل الجمهور أكثر وعياً وإدراكاً لمشاكله وإيجاد حلول لها، وهو ما يطلق عليه «الدراما الهادفة»، التى لا تقف فقط عند طرح المشكلة بل تجد حلولاً مختلفة لها.
مسلسل لن اعيش في جلباب أبي
ومن أشهر أعمال المخرج الكبير محمد النقلى الاجتماعية التى ناقشت هذه المشكلات مسلسل «عائلة الحاج متولى» وتطرق فيه لمشكلة تعدد الزوجات والمشاكل التى تحدث داخل الأسرة، وتدور قصته حول (متولى) وهو رجل يبدأ حياته من «الصفر»، حيث يعمل لدى تاجر أقمشة يثق به كثيراً، وبعد وفاة التاجر يتزوج متولى من أرملته وينجب منها، لتتوفى هي الأخرى، ويدير هو الثروة كلها، حتى يصبح من أكبر التجار فى المنطقة، لتتوالى بعدها زيجاته الواحدة تلو الأخرى، وهو من بطولة نور الشريف، ماجدة زكى، فادية عبدالغنى، غادة عبدالرازق، سمية الخشاب، مصطفى شعبان، رانيا يوسف، رجاء الجداوى، عايدة رياض، أنعام سالوسة، ميمى جمال، وغيرهم، ومن تأليف مصطفى محرم، وإخراج محمد النقلى.
طارق الشناوى و عمرو محمود ياسين و محمد النقلى
وأكد الناقد الفنى طارق الشناوى، أن أكثر خط درامى تقدمه الدراما فى العالم بكل أنواعها سواء سينما أو مسرح أو تليفزيون أو إذاعة هو العلاقة بين المرأة والرجل، أو الزوجين، وبالتالى قدمت نماذج كثيرة جداً، واختلفت الرؤى والطرق والزمن لمناقشة تلك القضايا، لكن كل ما شاهدناه سواء أكان حلواً أم مراً مثل مسلسل «أريد رجلاً» كان يناقش هذا الموضوع، وتلخصت نهايته عندما طالبت المرأة بالطلاق، لكنها علاقة انتهت وكانت سبباً فى تغيير قانون، كذلك مسلسل «فاتن أمل حربى» الذى ناقش علاقة بين رجل وامرأة فى موضوع لزمن اخر. وتابع الشناوى: من أجمل الرؤى التى قدمها رأفت الميهى «للحب قصة أخيرة»، لمعالى زايد ويحيى الفخرانى، لأنه دخل فيها الجانب الميتافيزيقى المتجاوز الواقع، وأرى أنه عمل من أهم أعمال السينما المصرية، لكنه لم ينل حظه من النجاح، وهناك الكثير من الأعمال التى تناقش هذا الإطار، أيضاً فيلم «زوجتى والكلب» الذى ناقش علاقة حب وشك وخيال مريض وغيرة بين المرأة والرجل.