أسطورة كوميدية يصعب تقليدها، تاريخ فنى مكتمل بذاته، يكفى لذاكرة سينمائية خاصة، ومع احتفال الكواكب بمرور 110 أعوام على ميلاد الفنان الكبير إسماعيل ياسين، تحاور اليوم حفيدته سارة، ابنة نجله الوحيد المخرج الراحل ياسين إسماعيل ياسين، لتكشف لنا ما وراء الشاشة فى حياة جدها وعلاقته بهم وبأصدقائه وكذلك العديد من أسراره الفنية التى لا تروي من قبل بل وترد على العديد من الشائعات التى طالته ، وتروى لنا ما رُوى لها عنه، وما لم يعرفه الجمهور
. خرجت تصريحات خلال الفترة الأخيرة من إحدى الفنانات تفيد بأن زوجة الفنان إسماعيل ياسين كانت تتحكم فى اختياراته الفنية التى يقدمها.. ما ردك على ذلك؟ جدتى لم تدخل فى أى عمل كان يقدمه جدى، ورأيه كان من رأسه، وهذا ما قاله لى والدى رحمه الله وأكده مراراً، جدى لم يكن يسمح بتدخل أى شخص فى عمله مهما كانت صلته به، وعلى الرغم من أنها كانت سكندرية، ومعروف عن السكندريات قوة الشخصية، إلا أنها كانت مؤمنة بأن الرجل رجل والست ست، فكانت ست بيت شاطرة تعتنى بجدى ووالدى ولا تتدخل فى عمله. قيل أيضاً إن جدتكِ كانت مسرفة وهى السبب الرئيسى فى ضياع ثروة إسماعيل ياسين.. ما حقيقة ذلك؟ هذا أيضاً ليس صحيحاً، فالمسرح هو الذى أضاع ثروة جدى إسماعيل ياسين؛ نتيجة اتجاه البعض لدعم عدد من الوجوه الجديدة وقتها. وهل نصحه أحد بالابتعاد عن المسرح فى تلك الفترة؟ نعم، كثيرون قدموا له النصيحة بالابتعاد عن المسرح، لكنه كان مصمماً على تواجده المسرحى، وقدم عروضاً من إنتاجه مع أبو السعود الإبيارى، وكان يدفع أجور العاملين من جيبه الخاص لأن المسرح كان يخسر وهو يرفض إغلاقه، فقد كان يترك المسرح مفتوحاً للعمل، رافضاً إغلاقه رغم الخسائر التى يحققها، فقد كان يعتبر المسرح مسئوليته ويتكفل برواتب العاملين به، وهذا دليل آخر على أن جدتى لم تكن تتدخل نهائياً فى اختياراته أو تصرفاته فى عمله، علاوة على ذلك أن الضرائب حجزت على جزء كبير من أمواله فى آخر عمره، وهذا اضطره لتقليص الكثير من النفقات. هل كانت لجدتكِ صديقات من داخل الوسط الفنى؟ نعم كانت هناك صديقات لجدتى من داخل الوسط الفنى، وكان الأقرب لها الفنانة تحية كاريوكا والفنانة درية أحمد والدة الفنانة سهير رمزى. استكمالاً للشائعات التى خرجت عن جدكِ وجدتكِ.. قيل إن جدتكِ كانت سبب عدم تقديمه أى مشاهد بها قبلات.. هل هذا حقيقى؟ جدتى كانت غيورة جداً، وكانت ترفض بالفعل أى مشاهد بها أحضان أو قبلات، ولكن القرار كان قرار جدى، وأذكر أنه ذات يوم عندما شاركت معه نجوى فؤاد فى فيلم «إسماعيل ياسين فى الطيران» حدث بينه وبين جدتى خلاف لأنها كانت تغير منها، لكن جدى رفض تدخلها لأن شخصيته قوية وعصبى، لكنه كان يرفض هذه المشاهد من تلقاء نفسه، حتى قبل أن يتزوجها، فربما تقابلا فى نفس التفكير فى هذه النقطة لكنها لم تكن السبب أو فرضت رأيها عليه، وهو شخصياً كان يرى أن هذه المشاهد غير مناسبة لشخصيته ولنوعية الأعمال التى يقدمها.. فما الداعى لها، هو يعلم أنه يدخل كل البيوت من شاشة التليفزيون، وجمهوره من الأطفال جمهور عريض، وعليه أن يكون على قدر هذه المسئولية وألا يكون نقطة قلق لأى شخص من أن يشاهد أبناؤه شيئاً غير لائق. بعيداً عن العمل.. هل كانت غيرة جدتكِ تؤثر على علاقاته بزميلاته؟ على الرغم من أن جدتى كانت غيورة جداً، إلا أن تلك الغيرة لم تؤثر على علاقاته فى العمل، فمثلاً كانت له صديقات مثل درية أحمد وتحية كاريوكا، ولم تعترض على أى منهما أبداً، بل كانتا من أهم صديقاتها داخل الوسط الفنى، ولكن كانت علاقته بنجوى فؤاد تزعجها، ليس لشىء سيئ بل فقط غيرة، ورغم ذلك رفض رأيها وأبلغها بأن عمله خط أحمر لا يمكن أن تتخطاه. معروف أن إسماعيل ياسين كان يحب زوجته جداً.. فكيف كان يظهر لها ذلك فى ظل شخصيته العصبية والعنيدة؟ فعلاً كان يحبها جداً، والدليل أنه كان يطلق عليها لقب «وش السعد»، وذلك بسبب أدوار البطولة التى قدمها، وانفتاحه فى العمل والرزق الوفير الذى رزقه الله به بعد زواجه منها. هل كان لدى إسماعيل ياسين الوقت لإدارة أمور المنزل.. أم أنه كان يترك الأمر لزوجته؟ بالتأكيد كان يتابع كل التفاصيل، ولكنه كان يثق بها ثقة عمياء، وكانت هى على قدر المسئولية، فقد كانت مهتمة جداً بتربية والدى تربية سليمة، وتهتم جداً بالإتيكيت وتعلم اللغة الفرنسية، وكانت تعشق الموضة. نشتف من حديثك أن شخصيتيهما كانتا مختلفتين.. فهل كانت هناك خلافات بينهما بسبب ذلك؟ بالفعل كانا شخصين مختلفين تماماً، ولكن هذا لا يعنى دوام الخلافات، لكنها كانت خلافات عادية جداً كأى بيت شأنهما شأن أى زوجين، فمثلاً كانت هى اجتماعية جداً وتحب الخروج والناس والعلاقات، أما هو فكان شخصاً انطوائياً ويحب المنزل والوحدة أكثر، ربما بسبب تفكيره بكثرة فى عمله، فكان هو اهتمامه الأول. نجم بحجم إسماعيل ياسين بالتأكيد كانت له الكثير من العلاقات والصداقات.. من هم أقرب أصدقائه من داخل الوسط الفنى؟ كان منزله دائماً مفتوحاً للجميع، وهذا أيضاً بسبب أن جدتى كانت اجتماعية جداً، وأيضاً بسبب جلسات العمل لأفلامه، ولكن ليس كل من دخل منزله صديق له، فمنهم من جمعتهما علاقة العمل، ومنهم زملاء تجمعهم علاقة طيبة ولكن ليست صداقة، أما علاقات الصداقة الحقيقية فكانت تجمعه مع الفنان محمود شكوكو، والكاتب أبو السعود الإبيارى، ولكن يبقى الصديق الحقيقى الأقرب لقلبه هو صديق العمر والعمل الذى قدم معه معظم أفلامه ورحل حزناً عليه، هو المخرج فطين عبد الوهاب. .. وما أقرب أعمال إسماعيل ياسين لقلبه؟ سلسلة الأفلام التى كانت تحمل اسمه، وكذلك جميع الأفلام التى عمل فيها مع المخرج فطين عبدالوهاب، وكان يحب فيلماً اسمه «صاحبة العصمة» لأنه دخل الفيلم تحدياً، لأنه يصنف دراما وليس كوميديا. ما رأيك فى تعليق الفنانة الراحلة هند رستم عن إسماعيل ياسين بأنه عصبى وديكتاتورى؟ نعم، كان عصبياً ولكن فى بيته من أجل تصحيح أخطاء ابنه، أما فى عمله فلم يكن عصبياً أو ديكتاتورياً على الإطلاق. ما تفاصيل أزمته مع الضرائب؟ حجزت الضرائب على جزء كبير من أمواله، يقدر بمبلغ 200 ألف جنيه، وهو مبلغ كبير جداً فى ذلك الوقت، ويعنى ثروة طائلة، فأُصيب بشلل مؤقت بسبب حزنه، خاصة أن ذلك حدث دون الرجوع إليه، وظل يعالج 6 أشهر، من تلك الإصابة. قيل إن إسماعيل ياسين مات مفلساً.. فما حقيقة الأمر؟ هذا الكلام غير حقيقى، فهو لم يرحل مفلساً، هو بالفعل تأثر مادياً بسبب حجز الضرائب على جزء كبير من أمواله ولكنه لم يفلس بالمعنى الحرفى للكلمة، وعلى الرغم من رحيله قبل دفع كل الضرائب المفروضة عليه، إلا أنه كان يملك ما يغطى هذه الضرائب وكان ينوى تسوية الأمر وعمل مصالحة مع الضرائب، لكنه رحل قبل المصالحة وكان لديه أملاكه، وبعد وفاته باع والدى العمارة وسدد باقى أموال الضرائب. قيل إنه أفلس لدرجة دفنه فى مدفن غريب لعدم امتلاكه مدفناً خاصاً.. ما حقيقة ذلك؟ هو بالفعل دفن فى مدافن الفنانة فتحية شريف مطلقة الفنان عماد حمدى، ولكن هذا ليس بسبب الإفلاس مطلقاً لأنه لم يفلس طوال حياته، وإنما كان ذلك بناءً على رغبتها؛ لأنه لم يكن له مدفناً فى القاهرة.