الأربعاء 27 نوفمبر 2024

سميحة أيوب: * أنا «الكبيرة» مع «حضرة العمدة»

سميحة أيوب

16-10-2022 | 14:54

حوار: ولاء جمال

فنانة من جيل العظماء، بصماتها الفنية لا يخطئها أحد، فهى من أعمدة الفن المصرى والعربى، سينما وتليفزيون وإذاعة، أما عن المسرح فهى سيدته ولا خلاف.
إنها الفنانة القديرة سميحة أيوب، التى التقتها «الكواكب» فى هذا الحوار الشيق بعد تكريمهما من مهرجان القاهرة للدراما فى نسخته الأولى، نظراً لمشوارها الدرامى الكبير.
فنانتنا الكبيرة تحدثت معنا عن دور الدراما فى تشكيل الوعى الجمعى للمجتمع، ودورها فى تريبة النشء ومناقشة مشاكل الأسرة المصرية، وكيف تختار أعمالها الفنية، كما تحدثت عن رأيها فى مهرجان الدراما فى دورته الأولى، وجديدها على الساحة الفنية فى الفترة المقبلة، وغيرها من التفاصيل فى الحوار التالى....

تابعنا تكريمك  بمهرجان القاهرة للدراما مؤخرا. ما رأيك بهذا المهرجان؟
المهرجان كان رائعاً للغاية، وقد تفاجأت بروعة هذا المهرجان، خاصة أنها النسخة الأولى منه، وكنت أتوقع أن تكون به بعض النواقص التى يمكن تداركها فيما بعد، وهذا الشعور هو الذى أحسست به قبل الذهاب إلى المهرجان، لكن بعد أن ذهبت إلى مقر المهرجان وشاهدته بنفسى، وجدته على مستوى عالمى، خاصة أنى سافرت إلى العديد من المهرجانات العالمية، فى ألمانيا ولندن وأمريكا، وأتابع الكثير منها، لكن مهرجان القاهرة كان به نظام على أعلى درجة من الترتيب، بداية من لحظة الدخول، إلى تكريم الفنانين، وكل شىء كان على قدر كبير من النظام.

ومن وجهة نظرك.. ما سبب نجاح هذا المهرجان؟
كل القائمين عليه كانوا فى منتهى المهنية والحرفية، كما أن من أهم أسباب نجاحه أن الدولة كانت راعية له، فالدولة عندما تحتضن شيئاً، يكون الجميع حريصاً على إنجاحه، إيماناً منهم وحرصاً على تقديم شىء يشرف البلد، فأنا سعيدة جداً بهذا المهرجان ونجاحه وممتنة لكل ما قدم، فهو مهرجان محترم، لم نرَ فيه مثلما رأينا قبل ذلك من فساتين مكشوفة وغيرها من ملابس بل كان الجميع يرتدى ملابس محترمة.

تستعدين لخوض تجربة تليفزيونية بعنوان «حضرة العمدة».. حدثينا عن دورك بالعمل.. وسبب قبولك به؟
لم أقرأ الورق حتى الآن، ولم أتسلمه، ولكنى تلقيت فكرة شفوية عن المسلسل فأعجبتنى، ووافقت عليها، كما أن العمل به مجموعة رائعة من الممثلين، فالأسماء التى طرحت على مسامعى، تنبئ عن أشخاص واعين ويفهمون جيداً ماذا يعنى الفن، فكنت سعيدة جداً بالفكرة وفريق العمل، ومن هنا وافقت على المسلسل، وأجسد فيه دور «الكبيرة»، فهى كبيرة العائلة.

كيف تنتقين أدواركِ.. وعلى أى أساس تقبلين عملاً أو ترفضينه؟

أؤمن بأن الفنان صاحب رسالة، فالمسألة ليست تجارية، بل يجب أن أقدم نفعاً للمشاهد، هذا بالنسبة للدور الذى أقدم على تجسيده، ليس دورى وحسب، بل العمل كله لابد أن يترجم أيضاً إلى واقعنا المعاش، وأن يكون العمل حريصاً على تقديم ما يفيد الناس الذين يشاهدون أنفسهم على الشاشة، فالأسرة لابد أن ترى نفسها فى العمل الذى يشاهدونه، وأرى أن التليفزيون يهتم بمجتمعه وشعبه، وأتمنى الاستمرار على هذا النحو والتشبث به لخدمة المجتمع.

هل ترين أن الورق هو العظم الأساسى للدراما؟
بكل تأكيد، فهو الأساس الذى يبنى عليه المنتج النهائى، فلابد أن تكون هناك فكرة محترمة ورسالة من وراء ما يقدم على الشاشة، أليس من المفترض دفع أجور للعمال والمصورين والكهرباء والشرائط وغيرها من تكاليف العمل فى شىء هادف وذى مغزى، أم أنه أى شىء يقدم ثم يتم إلقاؤه ورميه فى النهاية، دون أن نعلم منه أولادنا شيئاً مفيداً، ونظل ساخطين على ما يقدم وما يتلقاه أولادنا من بعض المفردات الخارجة، فنحن نريد أن نقوِّم شبابنا ونربيهم على كل ما هو جميل، وأن تصعد الأسرة المصرية من جديد، وكل ذلك يبدأ من الورق، فلماذا لا نستعين بكتابنا الكبار «ونطبطب» عليهم ليقدموا لنا أعمالاً مميزة، وهم كثروت لكي نصنع عملاً جيداً.

ومن وجهة نظرك.. ما سبب اختفاء كتابنا العظام ممن تعلمنا من كتاباتهم الدرامية ولم نعد نستفيد منهم؟
تحدثت مؤخراً مع الكاتب محمد جلال عبد القوى، فى مهرجان الدراما، وعاتبته لأنه لا يقدم أعمالاً درامية، فهو كاتب محترم وصاحب رؤية فنية عظيمة، حتى أنى قلت له، «فلتكتب وتضع أعمالك فى الدرج»، فصدمنى برده قائلاً: «ما أنا عندى، وكلما أكتب عملاً فالكاست لا يركب عليه».

تطرقتِ فى مسلسل «إجازة مفتوحة» للأسرة المصرية بشكل واعٍ.. حدثينا عنه؟
هذا المسلسل لمس كل شىء، وهذه هى الأسرة المصرية، وهذه مشاكل بعض الأسر، وكل فرد يجد نفسه فيه؛ لأن هذا المسلسل تضمن خطوطاً ومشاكل كثيرة، فكل فرد وجد نفسه فى جزئية منه.

بعد كل هذا التاريخ الفنى العظيم والعمل مع جيل العظماء من الفنانين.. كيف ترين الجيل الحالى منهم؟
الحقيقة أننى أرى فى وسط الدراما شباباً مثقفين، وتستطيعين أن تقيمى معهم حواراً، وأستطيع أن أتحاور معهم وألمس انتباههم وتركيزهم، وأكون سعيدة وسطهم، نتبادل الحديث، وأنقل لهم خبراتى.. ينقصنا فقط أن يعود الكتاب الكبار للعمل مرة أخرى، وأتمنى أن تفتح شهيتهم للكتابة ولديّ أمل كبير أن نصنع أعمالاً كبيرة.

فى الختام.. ما الجديد للفنانة سميحة أيوب؟
أستعد لتصوير مسلسل جديد قريباً بعنوان «جروب العيلة» وهى عائلة أنشأت لنفسها «جروب» على الإنترنت، ومن خلال هذه فى العيلة نشاهد عملاً لطيفاً جداً، وأيضاً اجتماعياً، فالدراما تعلم أولادنا، فهم يجلسون أمام الشاشة فى حالة من التركيز لابد أن نستغلها، فالفن ليس مجرد ترفيه، بل هو وسيلة تنويرية وتعليمية مهمة.. والفنان الذى يفكر فى تقدم أعمال لمجرد التواجد، يؤذى نفسه ولن يكتب لنفسه أى تاريخ