الإثنين 6 مايو 2024

الجمهور يعدد أسباب نجاح الأعمال الجماعية

فيلم هيبتا

3-11-2022 | 11:28

شيماء محمود

حققت أفلام البطولات الجماعية نجاحاً كبيراً على مدار عقود من تاريخ السينما المصرية، التى يبدو أنها اتجهت خلال السنوات الأخيرة، إلى حد كبير، ناحية تلك النوعية من الأفلام، لتبتعد بعض الشىء عن فكرة البطل الأوحد، لتشكل بذلك إحدى الظواهر التى فرضت نفسها مؤخراً، وهو ما كان واضحاً مع صدور فيلمى «200 جنيه» و«ماكو»، اللذين ضم كل منهما عدداً كبيراً من الممثلين، وقبلهما ظهر عدد من الأفلام التى ضمت عدداً كبيراً أيضاً من النجوم منها أفلام «الممر» و«ولاد رزق» و«وقفة رجالة»، والقائمة طويلة، لكن تلك الظاهرة تظهر أحياناً بشكل كبير وتختفى فى أحيان أخرى لصالح البطولات الفردية.
«الكواكب» استطلعت آراء مجموعة من الجمهور حول أسباب حماسهم لمشاهدتها وسر اختفائها فى بعض الأحيان...

يقول محمد النجار: إن الأفلام عموماً تعتمد على فكرة القصة والسيناريو، فإذا قدم المؤلف عملاً ذا حبكة جيدة من خلال بطولة جماعية بالتأكيد سينجح العمل ويجذب المشاهدين، وإذا قدم عملاً مميزاً لبطولة فردية أيضاً سينجح، فالمعيار هنا هو الفكرة وليس عدد الأبطال، لكن للأسف أصبحت الكتابة موجهة نحو البطل صاحب الشعبية الكبيرة، الذى يكتب له العمل، وليس العكس، فالأصل أن تكتب الفكرة أولاً ثم تبحث عن من يصلح لتجسيدها، لذلك نجد عدد الأفلام التى تقوم على البطولات الفردية أكبر من البطولات الجماعية، رغم النجاح الكبير التى تحققه البطولات الجماعية.
وتقول ماهيتاب محمد: من وجهة نظرى أن سر نجاح البطولة الجماعية يكمن فى المنافسة والتبارى الذى يكون بين الفنانين فى إظهار قدراتهم التمثيلية، والتنوع فى الأداء بما يتناسب مع كل شخصية، وبذلك يصبح العمل ثرياً ومتنوعاً لما يحمله من منافسة بينهم، وبالطبع هناك عامل قوى وهو جودة الورق الذى يحمل فكرة جيدة وسيناريو محكماً، وأظن أن عدم انتشار تلك النوعية من الأفلام سببه قلة الورق وأن بعض الفنانين يرفضون المشاركة فى الأفلام الجماعية لقناعة شخصية لديهم بأن البطولة الفردية هى من تصنع الفنان، ويصبح هو وحده نجم الشباك، ولا يشاركه أحد، أو الخوف من أن يقف أمام ممثل فى نفس العمل، يملك قدرات تمثيلية أعلى، فيفضل تجنب المشاركة فى تلك النوعية من الأعمال.
وأرجعت سماح ناصف سر نجاح الأعمال الجماعية إلى الفكرة والموضوع الذى يتم طرحه، موضحة: إذا لمس المحتوى الناس ستتفاعل معه بالتأكيد، وهذا ما كان سبباً فى نجاح العديد من الأفلام من خلال تقديمها بأفكار جديدة تمس الناس مثل فيلم «هيبتا» الذى اعتمد على قصة مليئة بالمشاعر الإنسانية، وطبعاً تظل اختيارات الممثلين الموفقة دائماً عاملاً أساسياً فى نجاح العمل الفنى.
وتذكرت فاطمة أحمد، نجاح أفلام جماعية مثل «سهر الليالى» و«حب البنات»، مشيدة بهذه التجارب التى حققت نجاحاً وصدى مازال يتردد حتى الآن، وأضافت: يكمن نجاح الفكرة دائماً فى اختلافها، فعلى سبيل المثال فيلم «سهر الليالى» يعتبر مناصفة فى البطولة، وتساوياً فى الأدوار بين الأبطال، فتجد ترحاباً من الممثلين، وأرجعت فاطمة قلة هذه النوعية من الأعمال إلى صعوبة كتابتها مقارنة بأعمال البطولة الفردية، وكذلك رفض بعض النجوم المشاركة فى أعمال جماعية.
ويرى محمد حسن أن نجاح أعمال البطولة الجماعية مرتبط بأن تكون الفكرة مركزة حول محور واحد وغير متشعبة، حتى لا يتسبب ذلك فى التطويل فى التفاصيل حول شخصية واحدة، ودائماً تخلق حالة الصراع بين الأطراف تصاعداً فى الأحداث مما يولد شغفاً لمعرفة نهاية القصة، فالمشاهد يشعر بالملل لو تضمنت قصة الفيلم أحداثاً كثيرة، وبالتالى عامل الورق هو العامل الأهم.
وعن السبب فى قلتها يقول: ربما يخاف بعض النجوم من المشاركة فيها حتى يتجنب بطل أن «يغطى عليه» بطل آخر.
وأكدت مى وحيد أن الأعمال التى تستمد فكرتها من وحى قصص حقيقية أو تحاكى الواقع هى الأعمال التى تعيش بين الناس، مضيفة أن الأعمال الجماعية تغلب عليها هذه الحالة، ونجدها مازالت معلقة فى أذهان الناس ولن ينسوها حتى مع مرور الوقت.
فيما أشار محمد بدران إلى أن تاريخ السينما حافل بالأعمال الجماعية الناجحة سواء التاريخية أو غيرها، ومنها فيلم «وا إسلاماه» وفيلم «الناصر صلاح الدين» وفيلم «شمس الزناتى»، وسر نجاح هذه الأفلام هو قوة السيناريو والحبكة الدرامية وتوظيف المخرج للممثلين فى مكانهم الصحيح، بالإضافة إلى باقى التفاصيل التى لا تقل أهمية كالديكور والموسيقى التصويرية الجيدة والإنتاج الجيد، وفى النهاية يخرج العمل بشكل جيد، هذا بخلاف الاتجاه فى بعض الأحيان لتقديم أفلام بطولات جماعية تجمع عدداً من الفنانين الشباب؛ بهدف الانتشار حتى يصبح كل واحد منهم فيما بعد نجماً يقدم عملاً بمفرده، تلك الأفلام التى غلب عليها الطابع الكوميدى مثل «صعيدى فى الجامعة الأمريكية» و«عبود على الحدود» و«الباشا تلميذ» و«فيلم ثقافى»، وأعتقد أن اختفاء مثل هذه النوعية من الأفلام يرجع إلى مغالاة بعض الممثلين فى أجورهم فيقف الإنتاج عاجزاً عن تنفيذها.
 فيما يرى حلمى عيد أن سر نجاح البطولات الجماعية هو أنها، فى أوقات كثيرة، تجسد حالات حقيقية فى المجتمع كما اتضح ذلك فى الأعمال الوطنية سواء التليفزيونية أو السينمائية، وهو ما يصادف تعاطف الناس لأنها تشعر بتلك القضية بالفعل، أو أنها تنقل مشاكل حياتية فى البيوت داخل المجتمع مثل الأعمال التى تناولت مشاكل وقضايا الشباب.
وعن سر اختفائها أحياناً قال: السبب الأول يعود إلى التكلفة الإنتاجية العالية؛ لأن المنتج لا يستطيع تحمل أجور النجوم الكبار فى عمل واحد، لذلك كان التوجه نحو الشباب غير المشهورين، لتقديم بطولات جماعية تساعد على انتشارهم، بدلاً من صراعات النجوم الكبار حول مساحات الدور والاختلاف على التتر والأفيش.