الخميس 16 مايو 2024

هل «النهاية» آخر أعمال الخيال العلمى فى الدراما المصرية؟

مسلسل النهاية

4-11-2022 | 14:35

ولاء جمال

نحن أول من بدأ دراما الخيال العلمى فى الشرق الأوسط بمسلسل االنهاية بطولة يوسف الشريف تجربة قوية للخيال العلمى فى الدراما المصرية، فكان لابد بعد أن بدأنا بهذه القوة أن نتجه بشكل أكبر لهذه المنطقة فى الدراما لنتسلم الريادة بها بما أننا بدأناها ،ولكن للأسف حدث عكس المتوقع رغم النجاح الكبير ،وكذلك قدم يوسف الشريف مسلسل اكفر دلهابب فى نفس الاتجاه فقط .ترجع فكرة الخيال العلمى فى الدراما للميثولوجيا أو علم الأساطير، وكذلك حكايات ألف ليلة وليلة التى تربط بين الخيال العلمى والفانتازيا، فماذا عن واقع ومستقبل الخيال العلمى فى الدراما المصرية؟

فن الخيال العلمى له أنواع كثيرة، وعلى سبيل المثال غرباء بيننا وهذا ما يناقش فكرة غزو الفضائيين لنا، وهناك نوع آخر من أقدم الأنواع وهو اليوتوبيا ويتخيل شكل الحياة فى  المدينة الخالية من الجرائم والشرور، وعكس هذا النوع هو الدستوبيا وهذا ما يتخيل صورة مظلمة للمستقبل وأحدث أنواع الخيال العلمى الذى ظهر فى الألفية الجديدة هو السايبر باك ،وهذا الذى يتحدث عن أنظمة الهاكرز والذكاء الاصطناعى والذى ظهر فى سلسلة أفلام ذاماتريكس « The Matrix»  وأغلب أفكار الخيال العلمى تدور حول فكرة ثابتة وهى «ماذا لو» مثلا ماذا سيحدث لو العالم سيطر عليه الريبوتات وقدم فى فيلم I Robotلويل سميث أو ماذا لو كان فيه شعوب ساكنة فى الفضاء والتى قدمت فى سلسلة من أعظم أفلام الخيال العلمى star wars .

وهناك فرق كبير بين أفلام الخيال العلمى وأفلام الفانتازيا ففى الخيال العلمى يتم ربط الخيالات والرؤية التنبؤية ببعض الحقائق العلمية وتكون محكمة عكس الفانتازيا التى يكون سقف الخيال مفتوحا فيها وليس مرتبطا بأية حقيقة علمية.

الفنان أحمد وفيق يقول:مسلسل النهاية كان بداية أن الجمهور بدأ يستوعب الخيال العلمى فى الإنتاج المصرى أو العربى لأننا نعتبر أول من صنع دراما خيال علمى فى الشرق الأوسط وليس فى مصر فقط ، وهناك من سبقنا فى الخيال العلمى وهو السينما الأمريكية وليست الأوربية، فأنت على الأقل لابد أن تصل من الحد الأدنى الذى قدم هذا ليصدقك الناس  والحمد لله مصر بها  متخصصون فى الجرافيك يستطيعون تنفيذه ،فنحن فى مسلسل النهاية كان معنا أشخاص شاركوا فى أفلام أمريكية وهم مصريون، فالجرافيك المقدم بهذه الحرفية يجعل الناس تستطيع أن تستوعبه ،ثانيا الأفكار أنك تقدم أفكارا جديدة ومهما كانت خيالية إلا أن لها منطقا  يعنى مثلا المخرج ستيفن بيلبرج في فيلم «الذكاء الاصطناعى»،كان قدم فكرة أنا صدقتها رغم أنها خيال علمى ،وفى مسلسل النهاية كذلك اعتمد على أساطير إلى  حد ما قريبة من الدين،  فالجمهور عنده شبه تمهيد لهذا فحين يشاهده كأنه هو الذى تنبأ أو يرى المستقبل بنفسه فهذا كان سبب نجاح النهاية إلي جانب التنفيذ فى الخدع والخيال كان على مستوى جيد.

هذا من جانب الإنتاج والأفكار ومن جانب السيناريو هل التخصص مطلوب فيقول الفنان أحمد وفيق عن هذا لابد أن يكون «سيناريست شاطر»، وله ثقة عند الجمهور وكذلك ثقة عند الفنانين فيه ولابد أن تكون لديه قدرة على البحث ليكون محكما، والسيناريست عموما أهم شيء لكن فى الخيال العلمى خاصة السيناريست يكمن أكبر جزء من أهميته فى المنطق وترتيب الأحداث  فهذا ما يجعل سيناريو الخيال العلمى مصدقا لدى الجمهور ففى مسلسل النهاية الفكرة كانت موجودة مسبقا فى أذهاننا، وهى المسيخ وأعوانه يعنى الجزء الثانى كان من المفترض سيبدأ بعد دمار التكنولوجيا فى العالم فهذه الأفكار موجودة عندنا وروحانية ودينية وهذا كان أحد أسباب أن مسلسل النهاية نجح مع الناس لأن عندهم فكرة عن جزء مما يقدم فيه .

وعن أسباب عدم توسع الدراما فى الخيال العلمى رغم النجاح الذى حققه «النهاية» يقول الفنان أحمد وفيق: الإنتاج عندنا هو الذى يقرر نصنع هذا أم لا فرغم أن النهاية نجح والناس كلها كانت منتظرة الجزء الثانى ولم يتم إنتاج الجزء الثانى، فبالتأكيد هذه ليست مشكلة يوسف الشريف كبطل ولا أحمد وفيق كواحد من المشاركين ولا مشكلة سيناريست فهذا يُسأل إنتاجيا .

السيناريست عمرو محمود ياسين يقول: وجهة نظرى أن التفكير فى دراما الخيال العلمى هذا شيء لابد أن نفكر فيه بجدية لأنه ليس من المعقول عندنا صناعة سينما قديمة وصناعة دراما تليفزيونية كذلك كبيرة ولها تاريخ طويل وبهذا الحجم والقدر من الإنتاج ومايتم صرفه كميزانيات كبيرة إلى حد كبير ولا يوجد عندنا هذا النوع من الدراما هذا طبيعى وخصوصا فى ظل أن العلم بالفعل بيقدم حلولا جديدة دائما فى كافة المجالات فكذلك مطلوب منا أن نعطى المشاهد ونحن نؤثر فيه  ونزرع بداخله فكرة أن هذا العلم أو التطور العلمى والخيال الذى يتسع من خلال خيال الكاتب فى أشياء ممكن تكون موجودة أو ليست موجودة أو لا زال متوقع وجودها فى المستقبل، كل هذا يَعلق فى ذهن وخاطر ووجدان المتلقى ويعطى قيمة أكبر لهذه الأفكار يعنى أنا لما عملت تجربة «بدلة جديدة» فى مسلسل نصيبى وقسمتك بطولة شريف سلامة وكنت كاتبها فى ٢٠١٨ كانت عبارة عن واحد بيسجل وعى البنى آدم بيجرب على زوجته وحماته أنه بيخضعهم لمجموعة من التحاليل النفسية والمتعلقة بالجين نفسه واختبارات ذكاء وهكذا، وبيسجل كل لحظات حياتهم التى يكون عندها  الإنسان حين الموت إذا أراد  إرجاعه مرة أخرى عن طريق الهيلوجرام ويسمع صوته ويبدأ يسأله أسئلة ويتكلم معاه فكأنه نقل أو احتفظ بالوعى الخاص بهذا الشخص عنده على كومبيوتر، وأصبح يتكلم وكأنه موجود ولكن إذا سئل هذا السؤال وهو حى  وفقا للاختبارات النفسية التى كان يعملها ووفقا للإجابات التى جاوبها لتحاليل نفسية معينة ووفقا لأمور جينية وعوامل وراثية سيصل بالنهاية تركيبة معينة وكذلك  إلى هذه الإجابة فكأنك احتفظتى بهذا البنى آدم للأبد.

هناك تجارب شبيهة حدثت بعد ذلك لها علاقة بفكرة الهيلوجرام نفسه فهذه الأشياء ممكن تلفت نظر المتخصصين فى علم ما أنها تفكر بشكل مختلف فى شيء ما فى يده أنه مثلا ما من الجائز أن ننفذ هذا حقيقى.

ويؤكد المؤلف عمرو محمود ياسين أن فكرة الخيال العلمى محتاجة إلى  بحث وتيقن من أمور معينة وأنا أميل أكثر فى دراما الخيال العلمى للأشياء التى قد يكون لها فرصة فى أنها تحدث فعلا فأنا بتحفظ قليلا فلا أذهب بالخيال الجامح جدا لأننى بشعر أن المشاهد المصرى فى بعض أنواع الفن مثل الخيال العلمى أو حتى الأكشن الذى فيه امرأة تضرب أو كذا لا يصدق، فأنا لا أحب انفصل  عن الناس فعندما أكتب أشياء شبه ذلك أكون فى الحدود التى أعرف فيها أن المشاهد المصرى سيقبلها أو يكون عنده استعداد أنه يفهمها، وعموما المشاهد فى أى مكان فى الدنيا كلما حدثناه عن مشاكله الشخصية كل ما تفاعل أكثر لأنه سيشعر بالدراما التى أمامه بشكل أكبر لأنها من  الممكن أن تكون له تجربة سابقة حتى فى الخيال العلمى عندما تكلمت عن ما حدثتك عنه أثّر فى المشاهد وتفاعل معه لأن كل واحد عنده شخص فقده فى حياته أب أو أم أو شقيق أو ابنه أو صديق يقولك «يااه لو أقدر أشوف أبويا مرة تانية لو اقدر أسأله يجاوبنى»،فلمست الناس بغض النظر عن التفاصيل الصعبة بداخل الحكاية، ومهم قصة الخيال العلمى ولابد أن نهتم به ويكون موجودا ويتطور.

الناقدة الفنية علا الشافعى تقول: نحن للأسف لم نعمل تجارب مهمة فى هذه المنطقة هو فقط يوسف الشريف قدم كفر دلهاب والنهاية، والخيال العلمى للأسف لأننا نستقى دائما النموذج من السينما الأمريكية أو الدراما الأمريكية تحديدا أى لا نشتغله على أساس تكون لدينا مرجعية أو هوية مصرية نحن نشتغله بنفس الهوية البصرية حتى نكون قريبين فيها من الأفلام الأمريكية فلذلك طول الوقت من يشاهدنا سيقارننا بهذا النوع أو النمط فلو أستثنى مسلسل كفر دلهاب والنهاية، الأول كفردلهاب كانت له خصوصية قليلا لأنه كان يبنى فى طبيعة مصرية الحالة التى قدمها كان لها علاقة بطبيعة مصرية أكثر، لكن النهاية نعم الفكرة كانت لطيفة لكن بصريا كان كله مستقي من الأفلام الأمريكية، فالمقارنة دائما لن تكون لصالحك والسينما المصرية قدمت تجارب فى الخيال العلمى فى حدود الإمكانيات الضئيلة التى كانت موجودة فى هذا الوقت تجارب خيال علمى قدمت فى السينما المصرية لا أستطيع مقارنتها بالسينما الأمريكية ولكن كان عندنا محاولات فمنطقة الخيال العلمى عندنا محتاجة تركيبة موضوعات قريبة منك، وفى نفس الوقت يكون لها شكل بصرى بيوازى أو يضاهى الأفلام الأجنبية التى نشاهدها لأن كذلك عندنا جيل جديد يشاهد الأفلام الأجنبية ويعرفها فدائما عندما يقارن فالمقارنة لا تكون فى صالح مايقدم هنا فى مصر ولاننسى أن الخيال العلمى يحتاج ميزانية كبيرة جدا نحن أساسا عندنا مشكلة عندما نصنع أكشن فكل معارك الأكشن الخاصة بنا آتية من هوليود يعنى زمان الأكشن فى السينما المصرية كان مصريا، «الخناقة»العاركة التى يعملها الطوخى مصمم المعارك مصرية وهى فكرة الحارة والنبوت والناس تضرب بعض أو كرسى يكسر وهكذا هذا ما أقصده، أما الآن لأن الصور كثيرة والتكنولوجيا سهلت الأشياء فأفلامنا أصبحت من نسخ من أفلام أمريكية ليس لها صلة بالواقع عندنا.