عندما سئل أو يسأل قداسة البابا تواضروس الثانى، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية: هل أنت مطمئن على مصر؟، فيجيب: «كل دول العالم فى يد الله، ولكن مصر فى قلب الله.. لذا أنا مطمئن على مصر».
لم تكن هذه العبارات مجرد كلمات مرسلة، وإنما وثقها قداسته بخط يده فى إحدى صفحات كتاب جديد صدر هذه الأيام، تزامناً مع ذكرى تجليسه العاشرة «بابا للكرازة المرقسية».
كتاب قامت بإعداده الإعلامية والإذاعية المتميزة شيرين عبدالخالق بإذاعة «الشرق الأوسط»، والتى حلت ضيفة مع الإعلامى أحمد موسى منذ أيام فى إحدى حلقات برنامجه «على مسئوليتى»؛ لتتحدث عن تجربتها فى إعداد الكتاب منذ أن كان مجرد فكرة، وحتى خروجه إلى النور.
قالت شيرين: أقدم خلال شهر رمضان برنامجاً شهيراً بعنوان «ضيف الإفطار»، وكم تمنيت أن يحل قداسة البابا تواضروس ضيفاً عليه، وسعيت عام 2019 نحو تحقيق هذا الحلم الذى بدا مستحيلاً لصعوبة الوصول إليه، ولكن ما أن وصلت للفريق المعاون لقداسته، إلا وقابلتنى سيدة رقيقة فاضلة، اطلعت على «سكريبت» الحلقة الذى أعددته فى 13 ورقة، بعد أن ذاكرت جيداً كل حوارات البابا التليفزيونية ومقالاته الصحفية، وما أن عرضت السيدة الفاضلة الأسئلة على البابا، إلا وخرجت بعد دقيقة تبشرنى بموافقته، لأحظى بأجمل لقاء فى حياتى المهنية، وتواصلنا وسجلنا الحلقة التى لاقت صدى واسعاً، وتمت ترجمتها للغات عديدة، وكان مقرراً للقاء 45 دقيقة، ولكن امتد الحديث لساعات وساعات، لإعداد هذا الكتاب الذى استغرق إعداده ثلاث سنوات ونصف، وأطلق البابا بنفسه عليه اسم «سنوات من المحبة»، حيث قال: «أرى فى سنواتى.. سنوات من المحبة لله وللوطن».
وصفت شيرين البابا بأنه لم يكن فقط شاهداً على العشر سنوات التى مضت من عمر الوطن، ولكنه كان فاعلاً فى العديد من المواقف، كما أشارت فى الحلقة وفى الكتاب أيضاً.. كيف ترى فى قداسة البابا أنه أحد الرجال الشرفاء الذين وقفوا فى ظهر الوطن فى ظروفه الحالكة التى مر بها، وكان دائماً وطنيةً تمشى على الأرض، وإنسانيةً تمشى على الأرض، ومحبة تمشى على الأرض.
والحقيقة، أنى كصحفية مصرية مسيحية، شعرت بأننى أنعم بهذا اللقاء ليس فقط على مستوى متعة المشاهدة، وإنما قد عكس، أو لنقلْ، وطَّد شعورى بالزهو للعيش فى هذا المناخ السمح السوى، الذى تجلس فيه إعلامية مصرية مسلمة ترتدى الحجاب مع إعلامى مسلم، يتحدثان بكل هذا الإعجاب عن شخص البابا تواضروس رأس الكنيسة القبطية وتقول شيرين إنها دائماً ما تتبع قداسته وتعجب بآرائه وأدائه وعلاقته القوية بالسيد الرئيس عبد الفتاح السيسي، كما تؤكد شيرين أنها تشعر من خلال هذا الكتاب أن البابا قدم لها وساماً كونه وثق فيها وأعطاها من وقته، وهى إعلامية مصرية مسلمة «بحسب قولها».
ما يؤكد كما ذكرت شيرين أن هذا الكتاب هو رسالة حب، وجزء من بناء الوعى الذى يدعمه سيادة الرئيس، بل واجب وأمانة على كل إعلامى مصرى أن يقدمه لكل مواطن مصرى.
وأعود لأقول إننى أكتب بدافع الإعجاب الشديد بهذه الحلقة المتميزة من البرنامج، فكم كانت الحلقة ممتعة، حيث تحدثت شيرين بطلاقة تحسب لها وبكياسة وثقة وخلق جم، وهى تتحدث عن رأس الكنيسة المصرية، وهذا إن عكس شيئاً، فإنما يعكس روح مصرنا السمحة، العظيمة وإعلامها الراقى المتحضر، مصرنا الجميلة، مصر الأمن والسلام والمحبة والإخاء.. أدام الله عزها، وحماها من كل سوء.