الجمعة 10 مايو 2024

فى تاريخ الأفلام الاستعراضية فـرقـة رضـا تثبـت حضـوراً

فرقة رضا

10-11-2022 | 09:26

طه حافظ

 

شكّلت الأفلام الاستعراضية جزءا أصيلا من تاريخ السينما المصرية، خاصة فى مرحلتى الأربعينيات والخمسينيات إذ لاقت رواجًا جماهيريًا كبيرا، ولا ننسى أن فيلم «أنشودة الفؤاد» الذى صدر عام 1931 وهو أول فيلم مصرى ناطق كان فيلمًا غنائيًا، وحتى نهاية الخمسينيات وبداية الستينيات لا يكاد يخلو فيلم مصرى من أغنية أو استعراض وفى السطور التالية نرصد عددا من أشهر الأفلام الاستعراضية فى تاريخ السينما المصرية وبخاصة التى شاركت فيها فرق الفنون الشعبية...


شاركت «فرقة رضا للفنون الشعبية» خلال ستينيات وسبعينيات القرن الماضى فى عدد من الأفلام  السينمائية الاستعراضية، وحققت لها شهرة كبيرة فى مصر والعالم العربى ومنها فيلم «غرام فى الكرنك» ودارت أحداثه فى إطار استعراضى كوميدى؛ إذ تحاول «أمينة» التى جسّدتها فريدة فهمى الانضمام إلى فرقة للرقص الاستعراضى، قبل أن يربط الحب بينها وبين «صلاح» مدير الفرقة وراقصها الأول محمود رضا، الذى اعتقد أنها تحب شخصاً آخر، فيتظاهر بأنه لا يحبها وأن ما يجمعهما علاقة عمل وحسب، فى وقت كانت تعانى فيه الفرقة من مشكلات مادية خلال وجودها بمدينة الأقصر .
وفى تركيبة ناجحة تم تقديم فرقة رضا فى الفيلم المرح «إجازة نص السنة» الذى تحمّس لإنتاجه مدير التصوير الفنان عبد العزيز فهمى، و تم تصويره بالكامل فى إحدى القرى المصرية، حيث المثقفة الريفية زينب، النجمة ماجدة، التى يحضر أخوها الطالب الجامعى مع مجموعة تمثل فرقة الرقص ومدربهم، لنشهد صراعا على القيم بين الفريقين. منحنا الفيلم فرصة لنعرف مصادر رقصات تقدم على مسارح الدولة وتحيى وتوثق لموسيقى وأزياء فلاحات وفلاحى مصر، على موسيقى مقتبسة من أغانٍ فولكلورية يصدح بها المطرب الشعبى المرتبط بالفرقة محمد العزبى.
كما يُعد فيلم «مولد يا دنيا» من أبرز الأفلام الاستعراضية، والذى تدور أحداثه حول مجموعة من المواهب الشابة، الذين يستغلهم رئيس عصابة سرقات فى أعماله المشبوهة، بينما تحاول إحدى المواهب انتشال أصدقائه من بركة الظلام نظرًا لإيمانه الشديد بموهبتهم، ليقدمهم للجمهور على مسرح استعراضى، وعلى الرغم كون الفيلم فى حد ذاته بسيطا إلا أن الاستعراضات التي أخرجها حسين كمال وألحان بليغ حمدى وصوت عفاف راضى جعلت من هذا الفيلم واحدا من الأفلام الاستعراضية الناجحة فى تاريخ السينما المصرية ومن أغانى الفيلم «تبسم للنبى» و«أأمر يا أمير» و«يمكن على بالو حبيبى».
وتضمنت أحداث الفيلم، العديد من الاستعراضات الغنائية الراقصة أبرزها: المولد، وتعالى جنبى، وشبيك لبيك، ويهديك يرضيك، وزمان، وكان ياما كان، وحبيتك، ويمكن على باله، ويا قوى، ويالا يا دنيا.
بينما يعد فيلم «كريستال» من أقوى الأفلام الاستعراضية التى تم عرضها فى تاريخ السينما المصرية، حيث يمثل الفيلم البطولة الأولى لملكة الاستعراض الفنانة شيريهان.
وتدور أحداث الفيلم الذى عرض فى العام 1993، حول «ندى»  نجمة الاستعراض التى قدمتها النجمة اللبنانية إيمان سركسيان و التى تمنعها إصابتها من ممارسة الرقص، فتبحث عن راقصة جديدة تكون هى بطلة الفرقة بدلاً منها، وبالفعل تجدها.. أى «شيريهان» وهى  ترقص فى أحد الموالد فتعجب بها وتقرر تدريبها، مما يثير غيرة باقى أعضاء الفرقة ومن أبرز استعراضات الفيلم: أفط وأنط، وزى العسل، ومستحيل، ولعبة حب.

 من فيلم "خلي بالك من زوزو"

ومن أبرز الأفلام الاستعراضية فيلم «ألف بوسة وبوسة « ، وتدور أحداثه حول الأختين جمالات ومايسة اللتين تعملان بالرقص فى ملهى بعد وفاة والدهما الفنان المسرحى، لتتعرف مايسة على الممثل عصام الذى يعجب بها وتبادله المشاعر، وتكوّن فرقة مسرحية معه بالتعاون مع صديقه فتوح وبعض الأصدقاء رغم اعتراض جمالات ، وعدم موافقة والد عصام، لتتصاعد الأحداث.. والفيلم من بطولة يسرا وحسين فهمى ولبلبة وعبد المنعم مدبولى ونجوى فؤاد وسمير غانم ويونس شلبى، من إخراج محمد عبد العزيز .
ومن الأفلام الاستعراضية التى أحبها الجمهور فيلم «دهب»، بطولة أنور وجدى، الطفلة المعجزة فيروز، ماجدة، إسماعيل ياسين، زينات صدقى، سراج منير و ميمى شكيب.
تدور الأحداث حول فتاة رضيعة اسمها  «فيروز»، يتخلص منها والدها «سراج منير» بعد أن حملت بها والدتها الخادمة منه وذلك خوفًا من الفضيحة، لكنها قبل أن تموت تعترف لعمة الطفلة أنها زوجة شرعية وأعطتها عقد الزواج.
ويجد الطفلة شحاذ «أنور وجدى» فيتبناها ويربيها حتى تكبر وتساعده فى الشحاذة وذلك لجمال صوتها، ثم يكتشفها منتج على وشك الإفلاس «إسماعيل ياسين» فيقدمها فى التياترو الذى يمتلكه فتشتهر.
أما فيلم «سمع هس» فيضم عددا كبيرا من الأغانى وعلى رأسها الأغنية الرئيسية «أنا حمص حمص يا حلاوة» سبب النزاع القضائى، وأغنية حسن كامى «أنا وطنى بانشد وبطنطن»، بالإضافة إلى الأغنية الختامية «سنة 2000» التى يظهر فيها الكثير من ضيوف الشرف منهم حسين الإمام.
وتدور أحداث الفيلم حول الزوجين حمص «ممدوح عبد العليم» وحلاوة «ليلى علوى» اللذين يقدمان أغانيهما فى الشوارع، ويعجب بلحنهما صفصف «أحمد بدير» صاحب شركة تسجيل شرائط ويسجل لهما ألبوما غنائيا، ولكن يتفاجآ بالمغنى غندور «حسن كامى» الذى يسرق لحنهما ويستبدل الكلمات بكلمات أخرى لتكون أغنية وطنية.
ومن الأفلام الاستعراضية الشهيرة فيلم «أميرة حبى أنا»  وتدور أحداثه حول أميرة سالم (سعاد حسنى) الذى رحل والدها وتركها تساعد أمها (كريمة مختار)بتربية ورعاية أشقائها الصغار، وقد أنهت دراستها والتحقت بالهيئة العامة للشئون الإنتاجية، قسم الترجمة، ولكن دون عمل، لأن عدد الموظفين أكبر من احتياجات العمل، وقد استغلت أميرة وقت فراغها بالهيئة فى الإعداد لرحلة الهيئة للقناطر الخيرية، وأضفت جوا من المرح والغناء على الجميع، مما دعا رئيسها المباشر إبراهيم (حسن مصطفى) للتفكير فى إحياء مشروع المسرح الغنائى بالهيئة، وعرض الأمر على الاستاذ عادل نجيب (حسين فهمى) الذى وافق على إحياء المشروع.. و لا ننسى بالطبع الأغنية الأشهر التى قدمتها سعاد حسنى فى هذا الفيلم «الدنيا ربيع والجو بديع» والتى تعد أيقونة أغنيات الربيع حتى الآن وكيف قدمتها وسط أبطال الفيلم وهى ترقص بفستانها الأحمر الشهير وسط الانطلاق التام فى إحدى الحدائق، كما لا ننسى أيضا أغنية «بمبى بمبى» التى غنّتها فى حب «حسين فهمى»على البحر بالإسكندرية، واستعراض «كى كى يا كيكو» و كذلك استعراض شهرزاد فى ختام أحداث الفيلم.

 من فيلم أبي فوق الشجرة

ويعد فيلم «أبى فوق الشجرة»، إحدى قصص مجموعة دمى ودموعى وابتسامتى للكاتب إحسان عبدالقدوس، من الأفلام الاستعراضية المهمة فى تاريخ السينما المصرية، حيث يؤكد المخرج حسين كمال العاشق للموسيقى  على ذلك من خلال الفيلم الذى غنى فيه عبدالحليم حافظ خمس أغانٍ بديعة، اعتبر الفيلم وقتها من أقوى الأفلام الاستعراضية وضم العمل استعراضا فنيا كبيرا والذى حمل اسم «قاضى البلاج» أو «دقوا الشماسى»، والذى يعتبر من أشهر الاستعراضات فى تاريخ السينما المصرية.
ويعتبر فيلم «خللى بالك من زوزو» واحداً من أبرز الأفلام الاستعراضية فى تاريخ السينما المصرية وأنجحها جماهيريا.. فقد حطم الأرقام القيـاسيـة فى الإيرادات ومدة العرض. ففى السبعة أسابيع الأولى فقط من عرضه حقق ما يفوق المليونى جنيه مصرى وذلك عام  ١٩٧٢، و قد استمر عرضه ما يقارب العام الكامل ولولا حرب أكتوبر 1973 لما رفع من دور العرض واستمر عرضه لمدة أكثر.. و قدمت من خلاله سعاد حسنى مجموعة من الرقصات و الاستعراضات من أشهرها «يا واد يا تقيل».
وشهد فيلم «صغيرة على الحب» تقديم العديد من الأغانى لنجمته سعاد حسنى، ولكن أشهرها هو استعراض «الحلوة لسه صغيرة»، الذى يعد واحدا من الاستعراضات الكبرى فى تاريخ السينما المصرية.

 من فيلم "دهب" 
كما وظّف المخرج يوسف شاهين الاستعراض للتعبير عن أفكاره عن صراع الإنسان مع نفسه و من حوله .. من خلال فيلم «عودة الابن الضال» والذى احتوى على استعراضين قام بكتابتهما الشاعر صلاح جاهين هما «الساعة ـ الشارع لمين»، وفى عام 1986 تجدد التعاون بين هذين العملاقين فى استعراض «حدوتة حتتنا» والذى قام بأدائه الممثل محسن محيى الدين فى فيلم «اليوم السادس»، ويشهد عام 1990 عرض فيلم «إسكندرية كمان وكمان»، والذى احتوى على عدة استعراضات، ارتدى الراقصون خلالها ملابس تنتمى إلى عصور سابقة مثل الفرعونى و اليونانى والرومانى .
ونذكر أيضا الفيلم الشهير «حكايتى مع الزمان» بطولة الفنانة الكبيرة وردة ورشدى أباظة ويوسف وهبى وسمير صبرى ولبلبة ونبيلة السيد من إخراج  حسن الإمام وهو مصنف كفيلم درامى غنائى تقوم قصته على البطلة سهير التى قدمتها الفنانة وردة والتى تنفصل عن فرقتها وحياتها الفنية تحت ضغط زوجها صلاح أو رشدى أباظة صاحب شركة المقاولات الذى يمارس مهنته بشكل غير مشروع ثم تشتاق للعودة إلى فرقتها وتنتهز فرصة غيابه لكى تعود للفرقة ونتذكر هنا الأغنية الشهيرة «وحشتونى وحشتونى» وحين يعود صلاح يطردها ويحرمها من ابنتها وتستمر سهير فى مهنتها وتقع في حب المخرج الاستعراضى للفرقة .. سمير صبرى إلى أن يتعرض صلاح للخسارة يطلب من سهير العودة إليه مع وعد بالاستقامة وأمام ذلك و لرغبتها فى العودة لابنتها ،تقرر سهير العودة لزوجها وتغنى فى الختام الأغنية الرائعة حكايتى مع الزمان .
وفى هذا الإطار أيضا  نذكر أحد أهم الأفلام الاستعراضية التى قدمت فى وقت ليس ببعيد حيث عام 2007 عرض فيلم «أسد وأربع قطط» بطولة هانى رمزى مع فريق» الفور كاتس» اللبنانى الشهير فيما شاركهم البطولة حسن حسنى ولطفى لبيب و هناء الشوربجى و دارت أحداثه حول النقيب «شبل ضرغام» الذى يكلف بعملية تأمين حفل كبير بأحد الفنادق يحيه أعضاء فريق «الفور كاتس» و أثناء الحفل تحدث جريمة قتل ويكون الشاهد الوحيد على هذه الجريمة هو هذا الفريق ، وخلال أحداث الفيلم قدم الفريق الشهير مجموعة من الاستعراضات الغنائية اللطيفة والفيلم من إخراج سامح عبدالعزيز .