السبت 27 ابريل 2024

القاهرة السينمائى .. مهرجان له تاريخ

10-11-2022 | 10:15

مع بداية الأسبوع المقبل وتحديدا الأحد 13 نوفمبر تنطلق فعاليات الدورة الـ 44 من مهرجان القاهرة السينمائى الدولى كأول مهرجان سينمائى دولى يعقد فى الشرق الأوسط وإفريقيا وفى العالم العربى ، وهو يعد من أهم وأفضل 15 مهرجانا سينمائيا عالميا ويحمل صفة الفئة « A » ، والمعترف به من قبل اتحاد المنتجين السينمائيين العالميين .. ومع تلك الانطلاقة يجب أن نفخر ونعتز أن لدينا مهرجانا سينمائيا بهذا التاريخ العريق ، وهذا المستوى العالمى المتميز ..حيث أصبح قبلة السينمائيين العالميين فى الشرق الأوسط

 

 إن هذا المهرجان الذى وقف على أقدام راسخة بجهود مضنية وجبارة منذ العام 1976 حين أطلقته جمعية كتّاب ونقاد السينما برئاسة رئيسها المؤرخ والأثرى كمال الملاخ ، والذى شرُف بتولى رئاسة المهرجان منذ بدايته ولمدة سبع سنوات حتى عام 1983، ثم شكلت لجنة مشتركة من وزارة الثقافة ضمت أعضاء الجمعية واتحاد نقابات الفنانين للإشراف على المهرجان عام 1985، حيث تولى مسئوليته الأديب الكبير سعد الدين وهبة، والذى احتل مهرجان القاهرة خلال فترة رئاسته مكانة عالمية مرموقة وشهد فى عهده أفضل نجاح تجارى لأفلام المهرجان ، وكما  أورد تقرير الاتحاد الدولى لجمعيات المنتجين السينمائيين عام 1990 إن مهرجان القاهرة السينمائى من أهم ثلاثة مهرجانات عالمية تقام فى العواصم.

وهذا المهرجان الذى تولى رئاسته كمال الملاخ ثم رأسه لدورة واحدة المخرج كمال الشيخ ، وبعده تولى رئاسته الكاتب الكبير سعد الدين وهبة ليجعله فى مصاف المهرجانات العالمية ..ثم جاء الفنان حسين فهمى رئيسا لعدة دورات قبل أن يقدم استقالته ، فتم تعيين عزت أبو عوف رئيسا له مع منح الرئاسة الفخرية للعالمى عمر الشريف.. ثم الكاتب الصحفى شريف الشوباشى، ومن بعده الناقد سمير فريد والفنانة ماجدة واصف والسيناريست والمنتج محمد حفظى الذى تعرض المهرجان فى عهده لانتقادات شديدة ثم يعود لرئاسته مجددا  النجم الكبير حسين فهمى بعد تعاقب الخبرات التراكمية التى تكونت لديه ليقدم لنا دورة ناجحة وفاصلة إن شاء الله  ، ولايجب أن ننسى الرؤساء الشرفيين للمهرجان عمر الشريف ويسرا ومحمود حميدة بما قدموه من دعم لرؤساء المهرجان الذين تصدوا للمسئولية.

والنجم حسين فهمى حتما كان واعيا لكل دروس الماضى من اختيار أفلام ذات مستوى عالمى ، وأسماء كبيرة فى لجنة التحكيم بعد اختيار اليابانية ناعومى كاواسى لرئاسة لجنة تحكيم المسابقة الدولية إلى جانب أعضاء لجان  التحيكم لمسابقاته المختلفة، فضلا عن المطبوعات الخاصة للمهرجان ، فلاشك أن الدورة الحالية  للمهرجان التى تحمل الرقم 44 والتى ستقام من 13 ـ 22 نوفمبر الجارى هى دورة فاصلة فى عمره، ونتمناها عالمية بكل المقاييس وبالتوفيق والسداد والنجاح والتميز لنجمنا الكبير حسين فهمى على كل مجهوداته التى بذلها من أجل إظهار الوجه الحقيقى للمهرجان ليكون منارة المهرجانات السينمائية فى منطقتنا العربية ، وكم كنت أتمنى أن تعود للمهرجان قدرته على النجاح التجارى لأنه من حقه أن يعرض الفيلم على الأقل 3 مرات عرضا تجاريا مع عرضه فى المسابقات المشارك فيها ، ومن هنا يجب أن تكون هناك دعاية قوية لأفلام المهرجان طوال فترة انعقاده حتى يستطيع أن يحقق عوائد مالية كبيرة تساهم فى زيادة قدرة المهرجان وإمكانياته المادية ، والذى يجب أن يحدد له حساب خاص يحدد حجم المصروفات والمساهمات والدعم والجهات التى تدعم المهرجان والرعاة كل حسب قدرته، لأن المهرجانات الآن أصبحت تقاس بقوة أفلامها وأهمية ضيوفها وشهرتهم العالمية ، وأى  جهة تملك أموالا قادرة على جذب أهم الأفلام ودعوة أهم الضيوف، ومع تمنياتنا بنجاح كل مهرجاناتنا السينمائية إلا أن «القاهرة» يجب أن يكون له مكانته الخاصة ، والتى مكنته طوال تاريخه من القدرة على الصمود والتحدى رغم العراقيل، ولأن استقطاب أهم الأفلام العالمية وأحدثها هو أصبح بمثابة نوع من توزيع الفيلم عند المنتج بما يعنى يجب على المهرجان أن يدفع للمنتج حتى يستطيع استقطاب فيلمه للعرض العالمى الأول فى المهرجان ، ومن هنا يجب أن نعى ذلك الآن ومستقبلا، ولانملك إلا أن نقف داعمين ومساندين لأهم مهرجان سينمائى فى منطقتنا العربية وإفريقيا والشرق الأوسط، والنداء الأخير الذى دائما أردده أنه يجب على كل نجومنا ونجماتنا ومخرجينا أن يزينوا فعاليات المهرجان بتلبية الدعوات فى افتتاحه وختامه وندواته وعروضه حتى يصبح شعلة من النشاط الدائم ، وتظل دار الأوبرا مقر المهرجان مقصدا لكل نجومنا بل عليهم الذهاب لدور العرض وحضور أحدث ما صنعته السينما العالمية عساهم أن يستفيدوا شيئا من سينما عالمية حتما مختلفة قلبا وقالبا عما نقدمه من أعمال.

وفي النهاية أتمنى أن تكون كل أفلامنا المشاركة فى فعاليات الدورة الـ 44 على قدر الحدث والمسئولية والمنافسة، وأن تستطيع أن تحصد بعضا من جوائز المهرجان كما حصدناها من قبل كثير من المرات كجوائز أحسن ممثل وأحسن ممثلة وأحسن مخرج.