الخميس 16 مايو 2024

الفوتوغرافيا توثق مسيرة المخرج الإيطالي بازوليني في "القاهرة السينمائي"

معرض صور أعمال المخرج الإيطالي بيير باولو بازوليني

17-11-2022 | 11:00

أماني ربيع

لازال معرض صور أعمال المخرج الإيطالي بيير باولو بازوليني يفتح أبوابه للزوار  في مسرح الهناجر بدار الأوبرا بعد افتتاحه  احتفالا بمئوية المخرج الشهير على هامش فعاليات مهرجان القاهرة السينمائي في دورته الـ 44، وذلك بالتعاون مع المعهد الثقافي الإيطالي.


ويعتبر هذا المعرض بحسب ما أوضح رئيس المهرجان الفنان حسين فهمي امتدادًا لاهتمام مهرجان القاهرة السينمائي بالسينما وصناع الأفلام، والذي يُعتبر بازوليني، المولود يوم 5 مارس عام 1922، من أهمهم، مشيرا إلى أهمية هذه المعارض لأنها تساهم في زيادة المعرفة بتاريخ صناع الأفلام الذين أثروا عالم السينما وتركوا فيه بصمتهم الخاصة.
فيلموجرافيا بازوليني
وبحسب منسقة المعرض المؤرخة السينمائية دومينيك لورا، يأتي هذا المعرض تزامنا مع الاحتفالات بمئوية بازوليني في إيطاليا وجميع سفاراتها حول العالم، ويقدم المعرض لزواره لمحة من تاريخ بازوليني الفني عبر فيلموجرافيا تبرز طبيعة المخرج وعلاقته بالسينما من خلال لقطات وصور من كواليس أفلامه الشهيرة في عقدي الستينيات والسبعينيات، ومنها فيلم Medea المستوحى من الأسطورة اليونانية ميديا من بطولة مطربة الأوبرا كالاس والتي ظهرت خلاله كممثلة فقط ولم تغنِ.


في أكثر من صورة ظهرت كالاس بملابس الدور في الكواليس أو خلال وضع الماكياج، وكذلك خلال حديثها مع بازوليني حول تفاصيل الشخصية، ومن الصور الأخرى بالمعرض لقطة من فيلم " mama roma" يظهر بها إيتوري جارفولو وآنا ماجناني.
ويشمل المعرض أيضًا، لقطات من كواليس تصوير فيلم la ricotta وهو إحدى أجزاء الفيلم الجماعي Ro.Go.Pa.G ولعب بطولته أورسون ويلز، في دور مخرح يصور فيلم على تلة بالقرب من روما، وماريو سيبراني دور رجل فقير يتوق لتذوق جبن الريكوتا ولا يستطيع تحمل ثمنها فيتحول إلى لص، ويعرض الفيلم صورة قاسية للحياة، فبينما المطربة تطعم كلبها الكافيار، لايجد الفقير ستراشي قوته.
بازوليني ومشاهير عصره
ورغم خبرة ويلز كمخرج، إلا أنه بدا منسجما تماما مع بازوليني ومتقبلا لرؤيته الخاصة، ويضم المعرض أيضًا لقطات من فيلم uccellacci e uccellini المعروف باسم The Hawks and the Sparrows، وهو فيلم إيطالي إنتاج عام 1966، وعرض بمهرجان كان السينمائي وتناول مخاوف الفقر والصراع الطبقي، ومن بطولة الممثل الإيطالي الكوميدي الشهير توتو، ونينيتو دافولي.
وتبرز بعض اللقطات أيضا علاقات بازوليني الوطيدة مع مشاهير عصره ومنهم الأديب الشهير ألبرتو مورافيا الذي حرص على حضور عرض فيلم mama roma في مهرجان فينيسيا السينمائي عام 1962
3 أفلام لازوليني ضمن برنامج كلاسيكيات القاهرة
وصدر كتالوج خاص بالمعرض بعنوان Pasolini ‘100: The Wild Thinking، ولا تعد هذه المرة الأولى التي يحتفي فيها مهرجان القاهرة السينمائي بمئوية كبار مخرجي السينما، فسبق في عام 2020 أن احتفل بمئوية رائد السينما الإيطالية المخرج فيدريكو فيلليني.
وفي إطار الاحتفال بمئوية بازوليني أيضا، يعرض مهرجان القاهرة السينمائي لعام 2022 للراحل ضمن برنامج كلاسيكيات القاهرة 3 أفلام هي Medea إنتاج عام 1969، والذي يعد الفيلم الوحيد لمطربة الأوبرا الشهيرة ماريا كالاس، وفيلم la ricotta ، وفيلم the hawks and the sparrows.
من هو بازوليني؟
كان بازوليني شخصية متعددة المواهب فإلى جانب شهرته كمخرج سينمائي، كان شاعرا ورساما وكاتبا روائيا ومؤلفا مسرحيا بالإضافة إلى كونه ناشطا سياسيا وعمل أيضا بالصحافة، أفلامه مرصعة بأبرز نجوم السينما، وشارك بها في كبرى المهرجانات العالمية.
ولد في عام 1922، وبرزت موهبته في الشعر وهو لايزال طفلا، وفي هذه المرحلة بدأ نهمه للقراءة وبخاصة الأدب الروسي والإنجليزي، وأنشأ مع أصدقائه ناديا يناقشون فيه الأعمال الأدبية، ثم درس الآداب في جامعة بولجانا الإيطالية، وعمل في وظائف عديدة إحداها في أستوديو للتصوير وكذلك كمحرر صحفي.
نما شغفه بالسينما خلال تلك الفترة، وتمكن في عام 1957 من العمل في فيلم "ليالي كابيريا" لرائد السينما الإيطالية فريدريكو فيليني، وظهر على شاشة السينما كممثل في فيلم "أحدب روما" للمخرج كارلو ليزيني.
بازوليني يموت قتلا
 أما أول أعماله كمخرج سينمائي فكان فيلم Accattone عام 1961، وفي عام 1963 شارك في فيلم RoGoPaG مع أكثر من مخرج بينهم الفرنسي جان لوك جودار ومن إيطاليا روبرتو روسيليني وأوجو جريجوريتي، ورشح فيلمه Theorem عام 1968 لجائزة الأسد الذهبي في مهرجان فينيسيا السينمائي، وفي عام 1975 قدم فيلمه Salò أو 120 giornate di Sodoma .
كان بازوليني يميل للعمل مع الممثلين الهواة ، لكن في بعض أفلامه عمل مع ممثلين محترفين بينهم الممثل والمخرج الأمريكي الشهير أورسون ويلز، والنجم الإيطالي توتو وغيرهم، وكان يميل لتصوير أداءً واقعيًا بعيدًا عن التكلف، وفي نوفمبر عام 1975 وجد مقتولا بعدما دهسه شاب  بالسيارة لتنتهي حياة مبدع أثار الجدل طويلا خلال حياته.