تحرص الفنانات دائما على أناقتهن، ومظهرهن، حيث يعتبرن الموضة والاهتمام بكافة تفاصيلها، ومنها الملابس والشعر والماكياج جزءا لا يتجزأ من حياتهن الشخصية ونجاحهن، بل وفى كثير من الأحيان تحتل مشهد الصدارة، فيما تجد بعضهن متعة في شراء واقتناء أحدث الملابس والفساتين، وارتدائها، لاسيما في مناسبات عدة مثل المهرجانات، والحفلات، والعروض السينمائية الخاصة .. ولكن يظل التساؤل عن مصير تلك الملابس، والفساتين المستعملة؟ وما الذى يفعلنه بها خاصة مع تكدس خزائنهن بالثياب والاكسسوارات؟
«كلمة سر»
في البداية تقول الفنانة درة إنها تحرص بشكل مستمر على اقتناء كل ما هو جديد من الملابس، ومتابعة أحدث صيحات الموضة، مشيرة إلى أن لديها العديد من الألوان المفضلة فى الفساتين مثل الأسود والأبيض، والوايت روز، بالإضافة إلى اللون الأصفر، وتحديدا فى فصل الصيف، مشددة على أن كل لون له طريقته ومكانه المعين، والمناسبة المخصصة لها.
وأضافت درة قائلة: ملابس الفنان عادة ما تكون كثيرة، لذا فترتيب حجرة ملابسى يتم بشكل خاص لا يعرفه سواى، أو بمعنى آخر هى أشبه بالمغارة التى تحتاج إلى مفتاح أو كلمة سر، والحصول على قطع الملابس المناسبة لأى دور أو لأى مناسبة حفلة أو مهرجان لا يتم إلا من خلالى، والرجوع لى، ومن ثم تحضير تلك القطعة لكى أرتديها.
وأشارت درة إلى أن هناك الكثير من قطع الملابس التى تقوم بالاستغناء عنها، أو توزيعها سواء ملابس ارتدتها فى التصوير، أو فستانا بمهرجان ما، مشددة على أن هناك قطعا وتصميمات قديمة لابد من وجودها؛ لأن الفنان دائماً يلجأ إليها فى أعمال تحتاج إليها وتستوعب تصميمها القديم لمناسبة الدور لها، فأى فنان يقوم بتخزين الكثير من الملابس لأجل الشخصيات التى يصورها، وفى النهاية يظل الأمر نسبيا بحسب العمل أو طبيعة الدور.
«مواكبة الموضة»
وفى سياق متصل لا ترى الفنانة أنغام حرجا فى ارتداء فستان لأكثر من مرة، مشيرة إلى أن ظروف العمل فى مجال الفن تحتم عليها التغيير بشكل دائم ومستمر ومواكبة كل جديد فى عالم الموضة والاكسسوارات، حيث تسلط الأضواء على إطلالة النجم بشكل كامل وتظل حديث مواقع التواصل الاجتماعى.
وأضافت أنغام قائلة: فى البداية كانت قصة ارتداء الملابس مختلفة ومكلفة للغاية، وذلك من خلال شراء فستان لارتدائه فى كل حفلة أو مناسبة، ولكن بعد ذلك يلجأ الفنانون، خاصة الحفلات إلى الاتفاق مع أكثر من مصمم أزياء، بحيث يعطى الفنان الملابس لاسيما الفساتين، ومن ثم إعادتها إليه بعد ذلك، كحل بالإضافة إلى شراء ملابس خاصة به، بحيث يجمع بين الأمرين .
وأوضحت أنغام: أواجه مشكلة في الفساتين التى أرتديها، واضطر إلى تغييرها باستمرار، وبالتالى أرتدى الفستان مرة واحدة، فقط، ولا أستطيع طوال الوقت ارتداء الفساتين أكثر من مرة، والفنان دائما ما يحمل هم حديث الجمهور وتعليقاته، ونجد جملا متكررة مثل «معندهاش غير الفستان ده»، ونجد أحيانا بعض الفيديوهات لملابس قمت بارتدائها، وبالتالى أرتدى فستانا جديدا مع كل حفلة، وهى قصة مكلفة للغاية، وبعدها أرتديه فى الحفلات غير المصورة أو الأفراح الخاصة بالأهل أو الأصدقاء .
«أعمال الخير»
وأكدت الفنانة هنا شيحة أن الملابس التى تستخدمها فى الأعمال الفنية أو تصوير أحد المشاهد الفنية سواء فى السينما أو الدراما لا تفضل الظهور بها مرة أخرى أو استخدامها، وبالتالى فهى تحرص على التبرع بها إلى بعض الجهات، التى قد تتصرف فيها بمعرفتها، ومن ثم تعود بثمنها إلى جهات الخير أو دور رعاية الأيتام.
وقالت الفنانة نبيلة عبيد: هناك خصوصية تتميز بها ملابس الفنانين، والتى قد لاتتناسب كثيرا مع الجميع، والفنان بطبيعة الحال يهتم بمظهره العام ويتابع أحدث صيحات الموضة، لأن الجمهور يريد أن يشاهده فى أجمل إطلالة، وطوال مسيرتى الفنية، أحرص بشدة على انتقاء ملابسى سواء تلك المستخدمة فى الأعمال الفنية أو التى ارتديها فى حياتى الشخصية.
وأضافت عبيد قائلة: أحتفظ دائما بملابس الأعمال السينمائية والدرامية العزيزة على قلبى، ويتكدس دولاب ملابسى بالعديد من الفساتين الجميلة والأنيقة، كما لدى أحد الفساتين البالية، والذى ارتديته فى أحد أعمالى الفنية وهو «حارة برجوان»، حيث جسّدت شخصية فتاة فقيرة تعمل في إحدى المغاسل الشعبية.
«ذكريات»
وأشارت الفنانة دينا فؤاد إلى حرصها على الاحتفاظ بالملابس التى قدمتها فى شخصيات درامية متنوعة كنوع من الاعتزاز، والذكريات الجميلة لكواليس هذه الأعمال الفنية، مشيرة إلى أن الكثير من نجمات الوسط الفنى يفعلن نفس الأمر، لاسيما مع الأدوار التى تحمل مجهودا كبيرا فى التحضيرات، أو الأعمال التى تحقق نجاحات كبيرة، فيكون هذا الأمر بمثابة ذكرى أو تذكار من تلك الأعمال سواء فى السينما أو الدراما التليفزيونية.
وأضافت فؤاد قائلة: ملابسى الشخصية أتعامل معها مثل أى شخص طبيعى، فأتخلص من بعض الملابس المستعملة أو القديمة وأقوم بتوزيعها، لاسيما الملابس الشبابية أو الجينز، والتى لا تختلف عن أى ثياب ترتديها فتاة جامعية.
«محطات فنية»
فيما يفضل العديد من الفنانات الاحتفاظ بملابسهن بشكل مستمر ودائم وعلى رأسهن الفنانة إلهام شاهين، حيث تحتفظ بالكثير من فساتينها، والتى قدمت بها أعمالا فنية هامة شكلت محطات ومراحل بارزة في تاريخها الفنى، حيث مازالت تحتفظ بها فى خزينة ملابسها، قائلة « أحتفظ دوما بالفساتين التى لها ذكرى جميلة».
وأوضحت شاهين أنها دائما ما تعود بعدد كبير من الحقائب المليئة بالفساتين والاكسسوارات خلال بعض السفريات بالخارج، مما يتسبب لها في أزمة حيث تتكدس الملابس بسبب الفساتين التى سبق أن ارتدها من قبل فى مناسبات مختلفة، فيصبح الحل هو اللجوء إلى إهدائها للجمعيات الخيرية، حيث تتولى بيع تلك الفساتين غالية الثمن، فى مزادات لهواة اقتناء ملابس النجوم، ومن ثم يتم توجيه العائد المادى المخصص لها لأعمال الخير.
وكشفت الفنانة ليلى علوى عن مصير ملابسها بشكل عام، عندما فسرت سبب ارتدائها فستانا يعود إلى 25 عاما، وذلك على هامش حفل ختام مهرجان الجونة السينمائى الدولى هذا العام، قائلة: إنها تحتفظ بملابسها وكل فساتينها القديمة فى مخزن ملابس تمتلكه، لأنها تحرص على الاحتفاظ بتلك الملابس فى المخزن الخاص بها، وأشارت إلى أن الفستان كان موضة فى التسعينيات، والتى وجدت أنها تعود مرة أخرى هذا العام، حيث الفساتين ذات الأكتاف والمشجرة والمطبوعة بجلد النمر.
وتعد الفنانة يسرا من عاشقات الموضة والجمال، لذلك فكل قطعة ملابس تقتنيها تحافظ عليها وتوظفها فى أعمالها الدرامية لتساعدها على تقمص الشخصية التى تلعبها، وكلَّما تفتح خزانة ملابسها تشعر أنها تطلع على ألبوم ذكرياتها وتسترجع الشخصيات التى لعبتها فى أعمالها الدرامية، وتزداد سعادتها كلَّما زادت الملابس والاكسسوارات التى تمتلكها، وهذا ماحدث معها فى مسلسل «رأفت الهجان»، عندما جسّدت شخصية زوجته «هيلين» فقد ارتدت العديد من الموديلات الكلاسيكية التى كانت موجودة فى خزانة ملابسها ولم تلجأ إلى شراء جديد.
«هوس الاقتناء»
وهو نفس الحال بالنسبة للفنانة اللبنانية مايا دياب، فهى من متابعات الموضة العالمية بشغف، ودائما ما تلفت الأنظار فى المناسبات والحفلات والمهرجانات، حيث ترتدى كل ماهو جديد على الدوام ، إلا أنها صرحت بأنها تملك منزلا صغيرا مخصصا فقط ليضم جميع ملابسها ومكملات الموضة الخاصة بها وقامت بتسجيل هذه القطع كقاعدة بيانات لها ببرنامج على جهاز « الآي باد» لتكون على الدوام متذكرة مالديها، وأكدت أنها لا يمكن أن تتخلى عن قطعة واحدة منها ، فهى قادرة على ارتدائها مرة أخرى ولكن بأكثر من شكل، وبمساعدة العديد من مصممى الأزياء، حيث دائما ما تثير الجدل بإطلالات مثيرة وغريبة.
أما الفنانة اللبنانية ميريام فارس فصرَّحت بأن صديقاتها خارج الوسط الفنى يأتين ليشاهدن خزانة ملابسها وما تحويه من فساتين ذات تصاميم غريبة، حيث إنها تفضل ارتداء الفستان لمرة واحدة فقط، وتحتفظ به بعد ذلك، لاسيما والتى ارتدتها فى الفوازير، فهذه التجربة، والتى قدمتها فى عام 2010 جعلتها ترتدى أكثر من 100 فستان ذات تصاميم غريبة ولافتة.
«إثارة للجدل»
فيما دعت الفنانة لقاء الخميسى متابعاتها، من الفتيات عبر حسابها علي إحدي مواقع التواصل الاجتماعي، لارتداء الملابس أكثر من مرة، حيث تعد إحدى المؤيدات لهذا الأمر. ونشرت الفنانة لقاء الخميسى خلال الآونة الأخيرة صورة لها ظهرت فيها بالفستان نفسه 3 مرات قائلة: «الفستان دا غالى علىّ أوى، لبسته أول مرة وأنا باستلم جايزة أفضل ممثلة كوميدية، وبعدها عملت بيه سيشن تصوير، وبعد سنين كتير رجعت لبسته فى يوم مهم جدا بالنسبة لى فى مهرجان الجونة، وهو يوم عرض فيلم الفارس والأميرة». وأضافت: رجعوا ذكرياتكم الجميلة باللبس إللى محتفظين بيه.
وأثارت الفنانة الشابة سارة عبد الرحمن الجدل، بسبب الفستان الذى أطلت به فى مهرجان الجونة السينمائى هذا العام وذلك ليس بسبب التصميم أو الموديل الذى تظهر به، وإنما لطبيعة خامات الفساتين، وكان أبرزها إحدى الإطلالات التى حرصت على أن تكون بسعر زهيد للغاية، وآخر مُعاد تدويره من الأكياس.
وأشارت الفنانة الشابة إلى مصير الفستان بعد المهرجان، مشددة على أنه من المقرر أن يُعاد تدويره من جديد قائلة: هو فستان صديق للبيئة، ولازم نحس بإللى بيحصل فى الكوكب، وننقذه ومنستهلكش، فبنلبس أورجانيك.