يعود "فيليس" الى نابولي الإيطالية بعد 40 عاماً قضاها بين لبنان وجنوب أفريقيا ثم الاستقرار في مصر والزواج من امراة عربية الأمر الذي جعله يتقن العربية بطلاقة ، حنين وحب للمعرفة دفعه للعودة بعد كل هذه السنوات ليجد والدته "تيريزا" قد تركت محل اقامتها وانتقلت إلى شقة وضيعة لاتراها الشمس لحظات من الصمت بينه وبين والدته التي كانت تعرف جيداً أن غربته بعيداً عنها كان أمر ضرورياً لم تعاتبه عليها يوماً.

يتجول "فيليس" في شوارع نابولي يبحث عن ماضيه وشبابه فيجد كل شئ كما هو الشوارع والمنازل والشباب والفتيات حتي الدراجات النارية التي كانت ولعه وحبه الأول في مرحلة شبابه  تجوب الأزقه ليلاً،  نظراته كأنها تنادي على شخص بعينه يبحث عنه في البدايه دون أن ينطق باسمه هو في الأساس عاد من أجله،  صديق طفولته وشبابه وهو أيضاً سبب غربته وبعده عن "نابولي" وهو أيضا سبب عودته جاء يبحث عن نفسه جاء ليبحث عن صديق له بالأمس أصبح الآن من رجال المافيا وزعيم عصابة في نابولي يخافه الكبير والصغير.

عاش "فيليس" بعيداً عن وطنه ووالدته حاملاً سراً بين ضلوعه لم يبح به يوماً لأى شخص في غربته ولكن عند عودته إلى وطنه الأم تحدث بعد 40 عاماً من جريمة قتل كاملة تحدث "فيليس" إلى رجل دين مسيحي تعرف عليه عندما وصل نابولي وكأنه انتظر كل هذه السنوات لكي يتحدث في نفس المدينة التي وقعت فيها الجريمة التي لم يقم بها ، هو لم يقتل بل صديقه هو من أنهى حياة الرجل بدم بارد ليقف "فيليس" متجمداً من هول المشهد عينان جحظتان بركة دماء تزيد ببطء جسد متمدد على الأرض لايتحرك كان هذا المشهد هو آخر مشهد تجمد في عقله قبل رحيله التي أجبر عليها من والدته وأعمامه فالهجرة والسفر من أجل حياة جديدة حتي يبتعد عن حياة الشوارع وبالتحديد حتى يبتعد عن صديق السوء.

بعد أيام من وصوله ترحل والدته وكأنها كانت تنتظره حتى تودعه وتموت في سلام كانت والدته محبوبة من جميع سكان الحي الذين ساندوا " فيليس" وقدموا له كل الدعم ورغم ذلك طالبوه بالرحيل من هذه المدينة خوفاً على حياته من الماضي الذي لازال يبحث عنه ساعده القسيس بكل طاقته وعندما علم حكايته أصر على رحيله خوفاً على حياته ولكن "فيليس" أصر على لقاء صديقه زعيم العصابة لعله يجد في قلبه الحب الذي كان له بالأمس ولكن لم يعلم " فيليس" أن صديقه أصبح بلا قلب فهو مجرد ذئب ومجرم مطلوب ، ولكنه يصر على لقاءه ، لتكون الصدمة بأن الذي يقف أمامه وجاء للبحث عنه ليس هو من تركه.

وفي المشهد الختامي يتم اغتيال فيليس في أحد أزقة نابولي على يد صديقه المجرم المتهور ليجد في أوراق "فيليس" الشخصية صورة تجمعهم في مرحلة الشباب ولكن لم يغير الأمر شئ فالصديق الوفي مات والمجرم المتهور يبتعد بعد أن نفذ جريمته بدم بارد.

يعرض فيلم "حنين" ضمن قسم البانوراما الدولية، وهو من إخراج ماريو مارتوني، وإنتاج إيطاليا وفرنسا ، شارك الفيلم في مسابقة مهرجان كان هذا العام، وقد عُرض فيلم مارتوني السابق “The King of Laughter – ملك الضحك” ضمن فعاليات الدورة الـ 43 لمهرجان القاهرة.