حلت يوم 26 نوفمبر، ذكرى رحيل الشرير الضاحك، خفيف الظل، الفنان توفيق الدقن، وبرغم عدم حصوله على فرصة البطولة المطلقة إلا أنه يظل أقدر وأفضل من قدم دور الشرير في السينما المصرية بصورة كوميدية جعلت منه نجماً لا ينسى.
بهذه المناسبة تواصلت الكواكب مع نجله المستشار ماضي توفيق الدقن، ليروي لنا بعض المواقف المؤثرة بحياته، فقال : والدي قدم أدوار الشر في مجمل أعماله ولكن طبيعته كانت مختلفة تماماً عما يقدمه على الشاشة، فقد كان نعم الأب والصديق، ورغم تقديمه لهذه النوعية من الأدوار إلا أنه جعل الجميع يحبه، وكان يبحث عن الدور الذي يؤكد على أن الشر نهايته مؤسفة مهما كان الدور مضحك وكوميدي، فقد كانت الرسالة التي يقدمها الدور بالنسبة له أهم من الدور نفسه.
وتابع : والدى صنع لنفسه مكانة خاصة في هذه النوعية من الأدوار وأصبح علامة فيها وأُطلق عليه الشرير الظريف، وهو لقب لم يمنحه لنفسه بل جمهوره منحه إياه.
وأضاف ماضي : لم يشاهد يوماً عملاً انتهى منه ولا حتى يتحدث عن تجربة قدمها وانتهت، حيث كان يفكر دوما فى الجديد، حتى عندما نطلب منه حضور أحد أفلامه أو مسرحياته كان يوافق ويقول : هتفضل ساعتين تتفرج على فيلم؟! ولكن في سنواته الأخيرة بدأ يُقيم الأعمال التى قدمها، وكان دوما يرفض فكرة أنه ممثل إفيهات ويؤكد أنه صاحب أعمال كبيرة وعظيمة أما الإفيهات فكانت تسند أدواراً صغيرة.
أما أصعب موقف مر بحياته فقال عنه ماضي : موت والدته، كان أصعب موقف مر بحياته، فقد كانت بالنسبة له نقطة فارقة حيث كانت توفر له الرعاية الكاملة، وكانت تتعاطف معه بسبب مسؤولياته الكبيرة تجاه الأسرة، وحتى يوم وفاتها، قام بدفنها، ثم ذهب ليؤدي دوره على المسرح بمسرحية الفرافير، وعندما طلبوا منه ألا يذهب قال : الجمهور دافع تذاكر وملوش ذنب، وفي النهاية قدم له الجمهور تحية كبيرة جداً بسبب هذا الموقف وكان يداري بداخله بكاءً كثيراً فانفجر باكياً على المسرح.
وأنهى حديثه قائلاً : يكفيني شعوري بالفخر أنه والدي، حتى أن آخر ما قاله لي كلمة ظلت أمام عيني طوال حياتي، قال : يا ابني أنا مسيبتلكش حاجة تخجل منها.