الفن هو مرآة المجتمع، وهو النافذة التى يرى منها المشاهد نقاط الضعف والقوة فيما يحيط به، فالمجتع يؤثر فى الفن، الذى يعكس حال الواقع المعاش.
لكن فى المقابل هل يمكن أن نرى للفن تأثيراً فى المجتمع والقدرة على توجيهه للاتجاه السليم، وتصحيح مساره فى حال وجود أى شكل من أشكال الانحراف الأخلاقى أو السلوكى أو القيمى، فيكون للفن دور فى بناء المجتمع وبث القيم النبيلة وغرسها فى وجدان المشاهد، أم أن عليه فقط التأثر بالواقع ونقله دون إبراز الرسالة المرجوة منه؟.
يتحدث اليوم عدد من النجوم لـ«الكواكب»، موضحين دور الفن فى بناء المجتمعات ومدى تأثيره على المشاهد سلباً وإيجاباً.
فى البداية قال الفنان ونقيب المهن التمثيلية، د. أشرف زكى: ما لا يقدم رسالة مهمة ويسهم فى بناء المجتمع لا يعتبر فناً، فمصر منذ القدم وهى صاحبة الريادة الفنية، وهذه الريادة لم تكن لتتحقق إن لم تكن الأعمال التى تقدم هادفة، فنحن بصدد واقع وليس أحلاماً، وعندما يكون رئيس الجمهورية بنفسه يهتم بالفن والفنانين، فهذا بلا شك يدفع كل مبدع لتقديم أفضل ما لديه، كماً وكيفاً.
وأضح د. زكى، أن الفن بالطبع يسهم فى بناء المجتمع، من خلال الرسائل التى يحرص العمل الفنى على إيصالها للمشاهد لغرس القيم فى النفوس، مشيراً إلى أن مصر أنتجت أعمالاً كثيرة هادفة ومميزة، مثل مسلسل «الاختيار» وفيلم «الممر»، وغيرهما من الأعمال التى تبث روح الوطنية وتعليها داخل الشباب، هذا غير العديد من الأعمال الدرامية التى تناقش قضايا مجتمعية مهمة تهم كل فرد فى المجتمع وإلقاء الضوء على أمور لم تناقش من قبل.
مختتماً بأن مصر بالفعل هى صاحبة الريادة وستظل.
وأضاف الفنان سامح الصريطى: لا يمكن أن يكون الفن مجرد تجسيد لمشهد أو شخصية خاوية بلا معنى أو مضمون أو رسالة، وإنما الفن رسالة، والفنان صاحب موهبة من الله ليفيد بها غيره عن طريق أعمالنا وما تحويه من رسائل إيجابية حتى نكون مفيدين فى مجتمعاتنا.
مضيفاً: عندما أجسد شخصية غير شخصيتى، فأنا بذلك أرسخ بها قيماً معينة فى المجتمع، وعلى الفنان أن يرسخ للقيم الأخلاقية النبيلة، لصالح الفرد والمجتمع، ويعبر بها عن معاناة الناس، وأحلامهم فى إطار من المتعة والجمال، وهذا هو دور كل فنان يقدم عملاً يدخل بيوت الناس بلا استئذان، أن يكون فعالاً نافعاً، ويرسخ القيم المجتمعية النبيلة، وهنا يتحدد اختيار كل فنان لأعماله.. هل هى هادفة أم خاوية من الرسالة.
وقال الكاتب والشاعر، د. مدحت العدل: عندما تولى السيد الرئيس عبد الفتاح السيسى رئاسة الجمهورية، كانت معظم الأحوال «تحت الصفر»، على مختلف الملفات، لكنه استطاع أن يفتح هذه الملفات، وقبل أن أبحر فى مجال الفن أتحدث عما حدث خطوة بخطوة، بداية من الأمن، والاقتصاد، والعلاقات الخارجية، كل شىء كان منهاراً، والفن بالطبع فى قلب تلك الملفات التى وضعها الرئيس على طاولته، وأولاها أهمية قصوى، وأصبحت مصر كما كانت دولة عظيمة، وعادت قبلة لكل البلدان، وتزامن هذا مع بناء وتطوير فى كل شىء.
مؤكداً: هذا الرجل، وقبل أن يكون رئيساً، أرسل لنا برسالة توضح مدى تقديره للفن والفنانين، عندما نزل من مكانه ليحيى السيدة فاتن حمامة، وعندما يكون الحاكم عظيماً يكون محباً للفن ومشجعاً له، وهل يكون لدينا مثل هذا الرئيس ولا نبدع بأعمال تحمل رسائل بناءة للمجتمع؟!
فهذا الرئيس العظيم، الذى أرسله الله لهذا البلد فى التوقيت المناسب، لم يهاجم الفن يوماً، ولكنه بذكاء شديد يدرك أهميته ويشجع الفن والفنانين، ويطالب بالإبداع المؤثر إيجاباً فى المجتمع؛ لأن هذا هو الدور الحقيقى للفن والقوة الناعمة المصرية، فظهرت أعمال عظيمة مثل «الاختيار» و«الممر»، وهذا بعد توجيهات هذا الرئيس العظيم، لتعود مصر إلى مكانتها كقاطرة تجر الباقين، وأنا فخور بالفن المصرى وفخور برئيسى، الرجل الواعى المحترم.
وقالت الفنانة إلهام شاهين: الفن متعة، ولكن هذا ليس دوره الأساسى أو الوحيد، فالأعمال الدرامية التى تعرض على التليفزيون تدخل كل بيت بلا استئذان، وليس على المشاهد سوى ضغطة زر ليشاهد العمل بكل ما يحتويه، وعلى ذلك فهو المؤثر الأول والأقوى على العقول، وإن لم يقدم الفن رسالة تلمس المتفرج وتشعره بحاله ومتطلباته وحياته فلن يلتفت المشاهد إلى ما يقدم له، بالإضافة إلى دور الفن المهم فى غرس القيم النبيلة فى النفس البشرية بطريقة لطيفة دون صيغة الأوامر التى تظهر فى بعض النصائح، موضحة بالقول: الفن كالدواء الذى يشربه الإنسان لعلاج ألم معين أو مرض معين، ليسرى فى جسده معالجاً كل ما تأذى بداخله، أنا شخصياً أهتم بالقضايا الإنسانية، وما تتركه من تأثير فى المجتمع، وهناك العديد من المواهب ذات القدرات الخاصة التى أتمنى تقديم مشكلاتهم، واستغلال قدراتهم ليصبحوا أعضاء فاعلين فى المجتمع، واستمتعت بالتواجد معهم، وأعتبر فيلم «خالى من الكوليسترول» من أفضل أفلامى؛ لأنه ناقش مشكلاتهم، وأعتز بهذا الفيلم لأنه خلق حالة نفسية تجعل المشاهد يتوحد معه، وأشعر بأنه يقدم قيمة مهمة للجمهور، وحرصت فى مسلسل «أمل حياتى» على تقديم أمل كبير لأصحاب القدرات الخاصة.
مؤكدة: على الفن أن تمتد رسالته للمجتمع وتؤثر به، ويقدم صورة عن مجتمع العشوائيات لم يشاهدها الجمهور، وقد ناقشنا فى فيلم «خلطة فوزية» تلك القضية، حيث تعتبر البطلة نموذجاً لكل سكان العشوائيات وأحلامهم البسيطة، واليوم نجد الرئيس، عبد الفتاح السيسى، يهتم بتطوير العشوائيات وتطوير حياة المواطنين إلى الأفضل، وأشكر الرئيس على ما قدمه لهم وعمله الدؤوب على تحسين أحوالهم وتحقيق طموحاتهم.
أما الفنانة والنجمة رانيا محمود ياسين فقالت: لا ينكر أى إنسان أهمية وعظمة دور الفن فى التأثير على الشخصية المصرية، فالفنان له دور رائد فى بناء المجتمع، وأنا أؤمن بالدور الوطنى للفنان فى رقى ونهضة وتقدم المجتمع، وهذا ما تعلمته ورأيته فى والدى رحمة الله عليه وانتقائه لأعماله، ومحاولاته أن يقدم كل ما هو مفيد، فلم أرَ له يوماً عملاً واحداً يخلو من رسالة مهمة تفيد المجتمع، وكى نستطيع النهوض بالفن المصرى مرة أخرى، فعلينا الاهتمام بالكتاب والمؤلفين، وأتمنى أن نعود للروايات مرة أخرى، والاهتمام بتقاليدنا وصفاتنا الجميلة وقضايانا الاجتماعية، من خلال أعمال تظهر الشخصية المصرية بطبيعتها الطيبة والحلوة والأماكن السياحية فى بلدنا.
موضحة: الفن لابد أن يكون إبداعاً، والإبداع لن يتحقق إلا من خلال رسالة، فالفن والرسالة وجهان لعملة واحدة، وهذا ما يميز الفن المصرى، فهو ليس إناءً فارغاً، بل إن أى عمل فنى مصرى دائماً مملوء بالرسائل والقيم التى تفيد المجتمع، وأصبحنا نناقش قضايا اجتماعية مهمة تجعل المشاهد يرى بنفسه أن هناك من يشعر به ويحدثه ويتواصل معه، وحتى إن لم يقدم العمل حلولاً جذرية للمشكلة، فهو على الأقل يبعث برسالة للمشاهد مفادها بأن هناك من يشعر بك، وهذا فى حد ذاته قد يكون علاجاً نفسياً لبعض الأمور.