كانت أفريقيا محل اهتمام صناع الأفلام السينمائية منذ عقود، حيث استطاعوا توظيف معالمها الجميلة فى سياق الأعمال الفنية باقتدار، وكأنهم يصحبون الجمهور فى رحلة إليها مدعمة بكل صور الترفيه والترقب والإثارة.. فى التقرير التالى نرصد أهم الأفلام التى أبرزت القارة الأفريقية خلال السياق الدرامى...
فى عام 1958 قدم الفنان الراحل إسماعيل يس فيلماً بعنوان «إسماعيل يس طرزان»، وشاركه البطولة فيروز وعبد السلام النابلسى وإخراج نيازى مصطفى ومن تأليف أبو السعود الإبيارى.
وتدور أحداث الفيلم حول وفاة شخص ثرى، تاركاً ثروة ضخمة، ولكن ليس من حق أحد أن يتسلم نصيبه من الثروة إلا بعد أن يعثروا عن ابن المتوفى الذى فقد فى إحدى الغابات الأفريقية منذ زمن بعيد، وبالفعل يذهب اثنان من العائلة إلى تلك الغابة للوصول للشخص، الذى أصبح طرزان.
مراتى وزوجتى
تدور أحداث الفيلم فى إطار كوميدى ساخر حول الشاب، حسام، (رامز جلال)، الذى يتزوج إحدى الفتيات المهتمات بحقوق المرأة، فريدة، (شيرى عادل) ومواجهة التحديات التى تعيقها فى تحقيق أحلامها، ولكن ذلك يؤدى إلى عدم تواجدها مع زوجها الوقت الكافى، وعدم اهتمامها بحياتها الزوجية، فى الوقت الذى يضطر فيه إلى السفر لإحدى الدول الأفريقية، فى مهمة عمل، ويتزوج امرأة أخرى من تلك الدولة، الأمر الذى ورطه فى العديد من المشاكل، والمفارقات الكوميدية التى تحول حياته إلى كتلة من الجحيم، والفيلم بطولة رامز جلال، إدوارد، شيرى عادل، وإخراج معتز التونى، ومن إنتاج سنة 2014.
وتم تصوير مشاهد خارجية بالفيلم فى أفريقيا، حيث نشر رامز جلال صوراً له من هناك أثناء تصوير الفيلم، وفوق كتفه نسناس، وكتب قائلاً: «الصورة دى وقت تصوير فيلم (مراتى وزوجتى) فى جنوب أفريقيا، ومش عايز أقولكم النسناس ده كان فظيع أد إيه!».
وعن الفيلم قال إداورد فى تصريحات له: تم تصوير الفيلم فى جوهانسبرج بجنوب أفريقيا، لمدة 15 يوماً، وهى بلد جميلة وكنا مستمتعين جداً هناك حيث أبهرتنا الطبيعة وشعرنا بجو جميل ولأول مرة نرى أفيالاً بهذا الحجم الكبير وشعرت بأن الشعب هناك متفانٍ فى عمله، وأتمنى أن أصطحب عائلتى إلى هناك فى إجازة.
ولاد العم
فى عام 2009 قام المخرج شريف عرفة بتصوير فيلم «ولاد العم»، وهو بطولة كريم عبد العزيز ومنى زكى وشريف منير، ومن تأليف عمرو سمير عاطف.
وبالرغم من أن أحداث الفيلم دارت فى إسرائيل، إلا أن المنتج هشام عبد الخالق والمخرج شريف عرفة صورا الفيلم بالكامل فى مدينة كيب تاون بجنوب أفريقيا نظراً لتواجد المناظر الطبيعية التى يحتاجها فى تصوير الفيلم.
وتدور أحداث فيلم «ولاد العم» حول ضابط بالموساد الإسرائيلى مسئول عن تكوين شبكة جاسوسية لتنفيذ اغتيالات فى مصر، يتزوج هذا الضابط بفتاة مصرية دون أن يخبرها بحقيقته، ثم يهرب بها رغماً عنها إلى إسرائيل ضاغطاً عليها بحرمانها من أولادها، فترسل المخابرات المصرية ضابطاً لكشف نوعية المعلومات التى حصل عليها وإعادة الزوجة المخدوعة للقاهرة بصحبة طفليها، لكن الأمور لا تنتهى بهذه السهولة.
أفريكانو
ترتبط قارة أفريقيا بشكل كبير فى أذهان المشاهدين بفيلم «أفريكانو» الذى أبرز جمال أفريقيا الساحرة، والذى تم تصوير معظم مشاهده فى جوهانسبرج بجنوب أفريقيا وبوتسوانا.
فيلم أفريكانو من إنتاج عام 2001، هو أول أفلام المخرج عمرو عرفة، حيث تدور أحداث الفيلم حول بدر (أحمد السقا)، وهو شاب بسيط له طموحات كثيرة، وفى يوم من الأيام يأتى له محامى عمه الذى يملك «بارك» أو محمية فى جنوب أفريقيا ويخبره بأن عمه جعل له ولأخته نصف الميراث.. والنصف الآخر لابنته جميلة (منى زكى) ويذهب إلى جنوب أفريقيا لكى يتسلم الميراث الذى تركه له عمه فيقابل ابنة عمه التى يحبها ويحاول أن يثبت لها حبه، وتحدث مواقف طريفة فى ظل أحداث الفيلم.
وعن تصوير الفيلم فى جنوب أفريقيا، قال الناقد طارق الشناوى: الفيلم أقرب إلى رحلة صيف يقضيها شباب دون وفوق العشرين بقليل، حيث إنهم جمهور السينما الحقيقى ودافعو التذاكر، وقد اختار عمرو عرفة جنوب أفريقيا مكاناً لهذه الرحلة؛ حتى تكون الرحلة مدعمة بكل صور الترفيه والترقب والإثارة، حيث جعل الدعوة موجهة مباشرة إلى محمية طبيعية مليئة بالأسود والأفيال والقرود، مع إضافة السحر والجمال للطبيعة الغنية فى جنوب أفريقيا، حيث الجداول والشلالات، وتمكن عرفة من توظيف المناظر الطبيعية الساحرة فى جنوب أفريقيا خلال سياق الأحداث الدرامية بشكل متميز.
ومن المواقف الطريفة التى شهدتها كواليس الفيلم وتصويره فى أدغال أفريقيا، حكى الفنان أحمد السقا فى تصريحات له تعرضه هناك لمواقف كوميدية بعد أن جرى الفيل وراءه، وذكر أن الفنان أحمد عيد عندما رأى الأسد هناك «صوته مطلعش»، مشيراً: كان أقصى شىء أن نرى الأسد فى حديقة الحيوانات وليس أمامنا مباشرة.. كما ذكر أن قفزة الشلال الشهيرة التى قام بها خلال أحداث الفيلم كانت فى بوتسوانا.
عميشة فى الأدغال
«عميشة فى الأدغال» فيلم من إنتاج سنة 1972، وتم تصويره فى أوغندا، بين أحراش أفريقيا، حيث قدم الراحل محمد رضا دور «عماشة عكاشة عماشة»، الذى يكتشف أنه «العماشة الرابع عشر» فى عائلته، وأن جده الرحالة «عماشة الأول» ترك كنزاً فى أفريقيا، تحت حراسة الرجال الأفارقة البواسل، ليتعرف محمد رضا على محروس بيه عالم الآثار (فؤاد المهندس) ويقررا السفر بحثاً عن الكنز مع باقى الممثلين إلى أوغندا؛ لتستمر المواقف الكوميدية وسط الأحراش والحيوانات المفترسة، ثم يقع المعلم عماشة فى حب صفاء أبوالسعود، مساعدة فؤاد المهندس فى مهمته، حتى يصل عماشة ومحروس إلى الكنز، لكنهما يقومان بإهدائه إلى شعب أوغندا، ويرقص الجميع داخل الطائرة العائدة إلى القاهرة.