كثيرة هى المشاكل التى تقابل المرأة، فالمرأة هى الأم، الأخت، الزوجة، الابنة.. هى نصف المجتمع، الذى يرعى النصف الآخر.
ولاحظنا خلال الفترة الأخيرة تناول الدراما المصرية لكثير من مشاكلتها وسرد العقبات التى تواجهها، وتفاعل الجمهور معها على صفحات السوشيال ميديا، ولازالت المرأة تعانى من تحديات أخرى لم يتطرق لها صناع الفن والدراما فى مصر، ومن هنا انطلقت «الكواكب» بسؤالها لمجموعة من الجمهور والذى حمل عنوان: ما القضايا التى تخص المرأة ويرى الجمهور أنها فى حاجة إلى مناقشتها عبر الأعمال الدرامية فى المرحلة المقبلة؟ فجاءت إجابات وآراء الجمهور مختلفة، كما تقرأونها فى السطور التالية.....
المرأة المعيلة والغارمات
ترى الدكتورة نجلاء سلامة أن مشكلة المرأة المعيلة من أهم القضايا التى يجب تناولها فى الدراما المصرية، وكيف يمكن أن يمثل ذلك عبئاً مادياً ونفسياً عليها، كذلك قضايا الغارمات التى أصبحت قنبلة موقوتة واستطاعت الدولة معالجة مشكلتها فلابد أن نبرز دور الدولة فى هذا الإطار.
وأضافت: كما تواجه المرأة العاملة مشكلة فى عدم قدرتها على التنسيق بين مواعيد العمل، والتزاماتها كأم مثل مواعيد مدارس أبنائها، وهو ما ينتج عنه مشاكل عدة سواء للأم أو للطفل، وتصبح غير مستقرة فى عملها، وبالتالى انخفاض تركيزها.
سرطان الثدى
من جانبها تؤكد طبيبة الأشعة أميرة شاهين، ضرورة تسليط الضوء درامياً على مرض سرطان الثدى والعلاج الكيماوى لدى السيدات، حيث تعانى المرأة بسبب هذا المرض من تغير فى جسدها وملامحها وشعرها، وهو ما يولد لديها إحساساً بالرفض وعدم تقبل شكلها، خاصة إذا صاحب ذلك رفض الزوج لها وعدم الإنفاق عليها بسبب رحلة العلاج المكلفة.
وتابعت شاهين: تشعر المرأة بالضعف لفقدها جزءاً مهماً من أنوثتها، ودائماً تشعر بالخجل وتفضل عدم الظهور فى المناسبات، بسبب تعرضها لكم كبير من الأسئلة عن المرض وطبيعته، ونظرات الشفقة التى تواجهها فى أعين الجميع.. حتى بعد شفائها من المرض يلازمها إحساس بالخوف من رجوعه لها مرة أخرى وعدم قدرتها على مواجهته، والشعور بالذنب لتركها أولادها.
وأكدت شاهين: من الضرورى جداً توعية النساء بهذا المرض والكشف المبكر عنه، وخلق عمل درامى للحديث عن المرض وطرق مواجهته والتعامل معه، والحرص على توجيه الزوج إلى مساندة زوجته وعدم تركها فى مواجهة المرض بمفردها.
الطلاق
وتقول ناهد عطية: هناك مشاكل كثيرة تواجه المرأة، ويجب أن تلتفت الأعمال التليفزيونية لمعالجتها، مثل انخداع البنات فى اختيار شريك الحياة واكتشاف الحقائق بعد الزواج، وحينها لا تستطيع إنهاء العلاقة بسبب نظرة المجتمع السلبية للمرأة المطلقة، فتضطر المرأة آسفةً لتقبل هذا الوضع واستكمال حياتها فى كذبة كبيرة.
وتابعت عطية: حتى فى حالة اتخاذها القرار ووقوع الطلاق، تلازمها مشكلة أخرى تتمثل فى عدم وجود سكن وعمل يسد حاجتها بعد الطلاق، خاصة فى حالة وجود أطفال معها.
وترى أن هناك مشكلة مهمة ينبغى على الدراما طرحها للمناقشة، وهى عدم التعاون والمشاركة بين الرجل والمرأة فى المسئوليات، حيث أصبحت المرأة فى كثير من الأحيان تتحمل مسئولية المنزل بالكامل وحدها، فى حين أن الزوج يبتعد تماماً عن كل هذه المسئوليات.
فيما اتفقت كل من جهاد وأمانى، على ضرورة توعية المرأة المتزوجة بتخطيط يومها بين زوجها وأولادها وبيتها، وتوضيح طرق إيجابية للتعامل مع الأطفال، واتباع نظام يومى للسيطرة على مشاكلهم التى لا تنتهى.
حقوق المطلقة
وتعلق الدكتورة شيماء جمال، قائلة: من أبرز المشاكل التى تواجه المرأة مشكلة ما بعد الانفصال عن الزوج، وعلى الرغم من أنه من المعروف أن المرأة عندما تنفصل عن زوجها تأخذ حقوقها كاملة، إلا أن الواقع غير ذلك تماماً؛ لأن الرجل يستغل ثغرات القانون، وأيضاً هناك بعض الآباء قد يخطفون أبناءهم ويسافرون بهم خارج مصر، وأمور أخرى متعلقة بتلك القضية يجب تناولها فى المسلسلات التليفزيونية، ولكن الأهم من تناول تلك القضايا هو إيجاد حلول لها وتطبيقها.
الدعم النفسى
وتقول زهراء محمد رضا، أتمنى مشاهدة أعمال درامية تشير إلى العلاقات الإنسانية بين الزوجة وزوجها، وبين عائلتها، وتحث على التعامل معها بشكل محترم أساسه التقدير والود، وأيضاً مشاهدة أعمال تتناول الطريقة الصحيحة التى تتعامل بها مع أطفالها، حتى يشبوا أصحاءً نفسياً دون عقد أو أفكار متوارثة مغلوطة، ويشرف على كتابتها متخصصون فى علم النفس، وتربويون على درجة عالية من العلم فى هذا المجال.
وتابعت رضا: تواجه السيدات المصريات عدداً ليس بالقليل من المشكلات اليومية فى المنزل والعمل والشارع والمواصلات ونحو ذلك، ونلاحظ فى الفترة الأخيرة ظهور عدد كبير من المسلسلات يتناول قضايا المرأة والمشكلات التى تقابلها وتحدياتها الأسرية المختلفة، وذلك الاهتمام الملفت يشجع على المزيد من الأعمال، وإذا كانت المرأة تتحمل المسؤولية وتعمل خارج المنزل مثل الرجل - وهو حال أغلب الأسر المصرية حالياً - وتتحمل العبء كاملاً داخل المنزل وخارجه، فهى بحاجة إلى دعم نفسى ومساندة وحسن معاملة.
الرياضة
فيما تؤكد كابتن اللياقة البدنية ماجدة صبرى أهمية الرياضة فى حياة المرأة التى ينتج عنها حياة صحية وجسم سليم، وذلك بديلاً لجلوسها فى المنزل لفترات طويلة؛ مما يسبب لها نوعاً من الاكتئاب النفسى والمعنوى ويؤثر على طبيعة جسمها ويجعله فى صورة غير ملائمة، من الممكن أن تؤثر على علاقتها بزوجها.
وتابعت صبرى: ينبغى أن تهتم الدراما المصرية بتوجيه النساء لأهمية ممارسة الرياضية، لتحيا حياة أفضل بكل الأشكال، لأن المرأة التى لا تعمل تظل لفترات طويلة فى المنزل بعكس زوجها الذى يغيب عنها بدافع عمله مما يؤدى لوجود ضغوط نفسية بينهما يتولد عنها أحياناً الطلاق، لذلك يجب أن تمارس المرأة الرياضة لتقليل تلك المشاحنات والضغوط.
رئيسة ومرؤوس
وتطرح صفا مراد، مشكلة أخرى قد تواجه المرأة فى العمل إذا تقلدت منصباً أعلى من الرجل، خاصة إذا كان هذا الرجل يعانى من عدم تقبل المرأة التى ترأسه فى العمل، مما يجعله يختلق المشاكل معها طوال الوقت وهو ما يؤثر على سير العمل بشكل إيجابى.
تأثرهن بالسوشيال ميديا
ويعلق الدكتور نبيل هندى، أن من أهم المشاكل التى تواجه المرأة فى الوقت الحالى هو تأثرها بالسوشيال ميديا، والتنشئة الخاطئة التى تضعها فى مشاكل عدة، لذلك يجب الاهتمام بها إعلامياً ودرامياً، لأن بعض تلك الوسائل تبث بعض الأفكار المسمومة التى تشاهدها الفتيات والسيدات ويتفاعلن معها كأنها واقع، ومع الوقت يؤثر هذا عليهن بشكل سلبى ويضعهن فى ضغوط نفسية، ويولد داخلهن حالة من الصراع والشعور بعدم الأمان غير الحقيقى.
مسئوليات بالجملة
فيما أجابت سارة الزعفرانى عن سؤالنا مستنكرة ما تتحمله المرأة من ضغوط ومسئوليات تقع على عاتقها ممثلة فى الزوج والبيت والأولاد ودراستهم والعمل والطموح وغيرها من الالتزامات التى تقع على عاتقها، وعندما تقع فى الخطأ مرة واحدة تتهم بالتقصير عكس الرجل.
المرأة العاملة
وتقول المهندسة سمر محمد: يجب على الدراما المصرية الاهتمام بمناقشة قوانين عمل المرأة ومرونتها فى القطاع الخاص، نظراً لمسئولياتها المتعددة من أولاد ومدارسهم وزوج وبيت وغيرها، مما يضطرها للتقصير فى أحد تلك الالتزاماتها، فى حين أنها تلتزم بالعمل من أجل مساندة زوجها فى مسئوليات الحياة المتعددة.
المساواة فى سوق العمل
وتؤكد هدير سعيد أنه رغم تساوى المؤهلات والإمكانيات بين الرجل والمرأة، إلا أن سوق العمل يتعامل بتفاوت بينهما، لذلك أتمنى تقديم عمل درامى يتناول مشكلة المساواة بينهما فى سوق العمل.
المرأة فى الريف
وترى قمر طارق أن المرأة مظلومة فى بعض المناطق الريفية، لذا فواقع هذه المرأة ومشكلاتها داخل المنزل وخارجه تحتاج إلى طرح وتركيز أكبر، لذلك أطالب كل القائمين على صناعة الأعمال الدرامية بأن ينظروا إلى المرأة الريفية ولحقوقها وعرض مشاكلها التى تعانى منها.
القهر الأسرى
وبصوت باكٍ أجابت هدى محمد: هناك مشكلة التفكك الأسرى نتيجة للطلاق أو غياب الأب والقهر النفسي الذى تتعرض له المرأة نتيجة لهذا خاصة مع اضطرارها إلى الخروج للعمل فى بعض هده الحالات فى سن مبكر.