الجمعة 19 ابريل 2024

أعمال كتبت لنجم وكانت من نصيب غيره

رشدي أباظة

7-12-2022 | 11:22

نانيس الجنيدي
«تبقى فى بقك وتقسم لغيرك» مثل شعبى مصرى قديم ولكنه واقعى، وصف الحال فى العديد من الأعمال الفنية فى زمن الفن الجميل، حيث كان الكثير من الأعمال يتم كتابتها والتعاقد على العمل بها من قبل فنان معين، إلا أن النصيب يجعلها تذهب إلى غيره ويحقق بها نجاحات كبيرة، واليوم تناقش الكواكب بعضا من هذه الأعمال لمن كتبت ومن قدمها. ريا وسكينة تعد مسرحية ريا وسكينة من أنجح المسرحيات التى قدمت على مدار تاريخ المسرح المصرى، حتى أنه لا تخلو مناسبة وخاصةً الأعياد من عرضها على شاشات التليفزيون، ومالا يعرفه الكثير هو أن فكرة هذا العمل الرائع ولدت من داخل منزل شويكار، وكانت مجرد هزار، وكتبت المسرحية فى الأساس لتقوم هى ببطولتها. وتعود القصة إلى ذلك اليوم الذى أقامت به شويكار حفل كبير بمنزلها واجتمع به لفيف من كبار نجوم مصر، وكان على رأسهم سهير البابلى وسمير خفاجى، وكانت تجلس سهير البابلى طوال الحفل بجوار شويكار وهى تتحدث معها بصوت خافت فنظر لهما سمير خفاجى وقال : مالكم عاملين زي ريا وسكينة كده؟!، ومن هنا ولدت الفكرة فعرضوا عليه الفكرة وأن ينتج لهما عملا يجمعهما، وكان الأمر مجرد مزحة، ولكن الفكرة أنارت فى رأس خفاجى، ودخلت حيز التنفيذ عندما تحدث مع الكاتب الفذ بهجت قمر وطلب منه سيناريو لمعالجة قصة ريا وسكينة يصلح لعرض مسرحى. لم تنته القصة هنا بل بدأ الأمر فى التنفيذ بالفعل، وكانت ستقدم سهير البابلى دور ريا وشويكار دور سكينة ولكن كانت ترتبط سهير بعمل آخر فى هذا الوقت واضطرت للسفر لتصويره واعتذرت عن المسرحية وأصبح دور ريا فارغا ففكر سمير خفاجى فى تلك القنبلة وهى إسناد الدور لشادية وطلب من حسين كمال مخرج العمل أن يهاتف شادية والتى صعقت فى بادئ الأمر من فكرة وقوفها على المسرح ولكن عندما ذهبت إلى منزل سمير خفاجى وجلست على الأرض أمام المدفأة وقرأت النص وافقت بدون تفكير، إلا أن شويكار فاجأتهم بالاعتذار عن الدور معللة ذلك بانشغالها بأعمال اخرى، ولكن الحقيقة هى عدم موافقة فؤاد المهندس على العمل وزرع الخوف بداخلها منه حتى وصل الأمر أن يقول: أحلق شنبى لو المسرحية دى نجحت. فى تلك الأثناء كانت قد انتهت سهير من عملها فى لندن وعادت إلى مصر، فتحدثوا إليها وعادت للعمل مرة أخرى، ليتم إقامة العرض بكلتا النجمتين شادية وسهير البابلى بدون شويكار وهى أساس الفكرة، وقدمت سهير البابلى دور سكينة وشادية دور ريا وتنجح المسرحية نجاحاً منقطع النظير وتعيش عمراً أطول من عمر أبطالها. لم يكن هذا هو التغيير الوحيد فى مسرحية ريا وسكينة بل كان الفنان حمدى أحمد يقدم دور عبد العال ولكنه بعد خلاف كان الدور من نصيب الفنان أحمد بدير والذى كان بوابته إلى عالم النجومية. مراتى مدير عام بعد نجاح الثنائى الرائع شادية ورشدى أباظة بفيلم الزوجة 13 قرر صناع الفيلم استغلال هذا النجاح بأن يتم عمل فيلم آخر لهذا الثنائى وتم كتابة فيلم مراتى مدير عام وتعاقد كل من رشدى أباظة وشادية على البطولة، وتقاضى بالفعل رشدى عربون 2000 جنيه، وفى هذه الأثناء تم زواج شادية من صلاح ذو الفقار ورأى القائمون على الفيلم استغلال ذلك وأن يتم التعاقد مع صلاح ذو الفقار على البطولة، ولكن بدون علم رشدى أباظة خوفاً من رد فعله على هذا الموقف. وفى أول يوم تصوير للفيلم باستوديو نحاس تفاجأ العاملون بالفيلم بحضور رشدى إلى الاستوديو وقبل أن يدخل رشدى لمكان التصوير أسرع كل من بالاستوديو إلى غرفهم خوفًا من رد فعله، ليدخل رشدى إلى البلاتوه ويجده فارغاً وبعد حوالى ربع ساعة خرج رشدى وانصرف دون أن يعرف أحد ماذا فعل رشدى بالديكور. توقع العاملون أنهم سيخرجون من غرفهم ليجدوا رشدى وقد أحرق الديكور أو هشمه، لكنهم تفاجأوا جميعا بوجود باقة من الزهور وضعها رشدى داخل الاستوديو وإلى جواره 2000 جنيه مبلغ عربون الفيلم وورقة مكتوب بها أخى صلاح أتمنى لك التوفيق. وبعد تلك الواقعة ونجاح فيلم مراتى مدير عام، لم ينقطع عمل شادية مع رشدى، حيث تخطيا الموقف وقدما نجاحات سويًا.. المعجزة عمرو الترجمان كان شاباً وسيماً، راهنت عليه فاتن حمامة أنه سيكون بدلاً لعمر الشريف الذى ترك الفن المصرى آنذاك واتجه إلى العالمية، وحينها رشحته للبطولة أمامها وشادية فى فيلم المعجزة، كان من المفترض أن يقوم بإخراج هذا الفيلم حلمى رفلة بدلا من حسن الإمام، ورشح «رفلة» الفنان يوسف شعبان للقيام بهذا الدور ولكن «حمامة» رفضت وصممت على الترجمان، وعن ذلك الموقف قال «شعبان» فى حوار صحفى: لم تكن شاهدتنى فى أى دور وطلبت صوره وعندما رأتها قالت: أنا فى الفيلم باسيبه وامشى وده شكله لو سبته ومشيت هياكلنى قلمين، ورشحت بدلا منى الوجه الجديد عمرو الترجمان.