الجمعة 19 ابريل 2024

السيناريست مجدى صابر: أرفض الاقتباس.. وتوارد الأفكار وارد

الكاتب والسيناريست مجدي صابر

7-12-2022 | 11:28

محمد بغدادى
دائماً ما يعلن الكاتب والسيناريست الكبير مجدى صابر رفضه لفكرة الاقتباس من الأعمال الفنية الأجنبية، ورغم إعلانه ذلك صراحة مراراً وتكرارًا، إلا أنه تردد أنه اقتبس بعض أعماله من أعمال أجنبية مثل مسلسل «الرجل الآخر» الذى قام ببطولته النجم الكبير الراحل نور الشريف بمشاركة ميرفت أمين، وحقق نجاحًا كبيراً وقت عرضه ومازال يلقى نفس النجاح، فماذا قال عن ذلك وما أسباب رفضه فكرة الاقتباس، ولماذا يلجأ إليها بعض صناع الأعمال الفنية فى مصر والعالم العربى، وهل يعد ذلك افتقارًا أو ضعفًا فى النصوص المصرية والعربية، كل هذه الأسئلة نطرحها عليه، عبر الحوار التالى... فى البداية يؤكد الكاتب والسيناريست الكبير مجدى صابر، أن السينما المصرية منذ بدايتها، تزخر بعشرات بل مئات الأفلام المأخوذة عن أعمال أجنبية، مشيرًا إلى أنه فى بعض الأحيان يتم اقتباس الأعمال الفنية كما هى بالنص، دون التعديل أو التغيير فيها، مما يجعلها غير ملائمة لطبيعة المجتمع المصرى والعربى المستهدف. وأضاف السيناريست الكبير قائلاً: هذه الظاهرة ليست جديدة، فمنذ سنوات طويلة، يتم اقتباس الأعمال الفنية من فورمات أجنبية، ومن الأشياء الغريبة من وجهة نظرى التى لاحظتها، أن صناع العمل المقتبس يغفلون فى أغلب الأحيان ذكر أسماء أصحاب النصوص الحقيقية، وهذا الأمر لا يصح على الإطلاق، بل إنه يعد عيبًا كبيرًا. نصوص وعن ما يتردد حول عدم توافر نصوص مصرية أو عربية مناسبة، مما يدفع المنتجين إلى اقتباس أعمال أجنبية، قال مجدى صابر: هذا ليس صحيحًا، وهناك نصوص جيدة جداً تصلح لتناولها، ولكن من يقوم باقتباس أعمال أجنبية، يبحث فى المقام الأول عن عمل مضمون، سيحقق له الحد الأدنى من النجاح، دون أن يشعر بقلق أو نوع من المجازفة، ويعد هذا الأمر من أهم أسباب الاقتباس. الجمهور وقال مجدى صابر إن الجمهور العربى يختلف عن الأجنبى، ولكن لم يلتفت بعض صناع الأعمال الفنية إلى هذا الأمر، عند اقتباس أعمال أجنبية، فهم يبحثون عن تيمة جاذبة ومضمون نجاحها، يبحثون عن أعمال حققت نجاحًا كبيرًا، ليقدموها للجمهور العربى، دون أى ابتكار منهم، ما يعد استسهالًا ملحوظًا، والبعض منهم يعتمد على عدم اطلاع غالبية الجمهور المصرى على الأعمال الأجنبية، مستشهدًا على ذلك، بعدد من الأفلام التى تم اكتشاف عملية اقتباسها، عقب سنوات طويلة من عرضها للجمهور المصرى والعربى. معايير انتقاء الأعمال وسألناه: هل هناك معايير يجب أن يراعيها صناع السينما والتليفزيون عند اقتباس عمل فنى أجنبى، فأجاب: هذه أعمال فردية، يقوم بها المنتج أو المخرج أو بطل العمل، يختارون عملًا فنياً بعينه، ويقومون باقتباسه كما هو، دون تعديل أو وضع أية لمسات خاصة بهم، وفى الحقيقة أن هناك عشرات الأفلام الأجنبية التى تم اقتباسها أكثر من مرة، دون النظر إلى أية اعتبارات، أو الالتزام بمعايير أو ضوابط. نجاح واستطرد السيناريست الكبير مجدى صابر قائلاً: فى كثير من الأحيان، هذه الأعمال تلقى قبولًا وتحقق نجاحًا كبيرًا، نظرًا لقيام صناع العمل باقتباس نص جاذب، فيحقق نجاحاً ويلقى استحسان الجمهور، وفى رأيى أن الأفلام الكوميدية والأكشن، أكثر أنواع الأفلام، التى جرت بها عملية الاقتباس وحققت نجاحًا كبيرًا، وهناك أمثلة كثيرة دون ذكر أسماء، ولكنى بشكل عام لا أفضل عملية الاقتباس. لا للاقتباس وأكد السيناريست الكبير مجدى صابر أنه لم يقتبس أى عمل فنى ولم ولن يفكر فى مثل هذا الأمر، وأضاف قائلاً: عملية الاقتباس تعد انتهاكًا لحقوق الملكية الفكرية والأدبية، وتصرفًا غير محمود ولا يليق من أشخاص مبدعين، فكيف لى أن أجرؤ على اقتباس عمل أدبى، قام آخر بتأليفه وبذل فيه مجهودًا دون حصولى إذن مسبق، وفى إطار قانوني؟، بالطبع لم ولن أفعل هذا التصرف، وليس من حق أحد أن يقتبس عملاً دون الحصول على موافقة صاحبه من البداية، والإشارة إلى المؤلف الحقيقى فى تتر العمل الفنى. الرجل الآخر ونفى السيناريست مجدى صابر ما تردد من قبل البعض، حول اقتباسه مسلسل «الرجل الآخر»، من عمل آخر، موضحاً: لم يحدث على الإطلاق، وبعد انتهائى من كتابة العمل، فوجئت بأن هناك تشابهاً فى بعض الخطوط الدرامية مع رواية لم أقرأها، وفى النهاية توارد الأفكار وارد، لاسيما أن الدراما على مستوى العالم تدور حول ٣٦ فكرة، لذا فمن الوارد أن تتشابه قصة من القصص التى سبق وقدمتها مع أى عمل آخر، ولكنى أرفض الاقتباس.