16-12-2022 | 09:38
نانيس الجنيدى
قم للمعلم وفه التبجيلا... كاد المعلم أن يكون رسولا.
على تلك المقولة تربت أجيال كاملة على احترام المعلم وتبجيل دوره المجتمعى ووضعه فى مكانة عالية لا يستهين بها أحد، وقد تناولت العديد من الأعمال الفنية دور المدرس أو المدرسة سواء مسرح أو تليفزيون أو سينما بداية من أستاذ حمام وحتى رمضان مبروك أبو العلمين حمودة مروراً بالعديد من الأعمال...
لكن كيف أثرت هذه الأعمال فى صورة ووضع المدرس والمدرسة على أرض الواقع !!! هذا هو ما نبحث عن إجابته فى جولتنا التالية...
السيناريست والمؤلف وحيد حامد والذى قدم لنا رائعة آخر الرجال المحترمين بطولة الراحل نور الشريف قال: بداية هناك قاعدة هامة جداً لا يوجد شخص أمسك بقلم وورقة واستطاع أن يكتب حتى اسمه، إلا وكان له معلماً، وشخصية المدرس فى الأساس لها بداخل كل نفس عرفاناً بالجميل، واعترافاً بالفضل، وهنا نجد أن الصورة العامة الشاملة هي أننا جميعاً نحترم المدرس، ولابد أن تكون محل احترام، وعندما قدمت فكرة آخر الرجال المحترمين، لم أتناول الفكرة من منطلق إعطاء النصيحة وإنما كان نموذجاً لمدرس يتمتع بأخلاق حميدة، فنحن قديماً كنا نرى المدرس فى أي مكان نغير اتجاه سيرنا رهبة منه وحتى لا نقابله فقديما كانت للمدرس هيبة أكثر من الأن وربما أن الوضع تغير ليس لتأثير الأعمال الفنية على هذه الصورة على أرض الواقع ولكن لتغير كافة الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية وتأثيرها على تعامل كل منا مع الأخر.
أما المخرج وائل إحسان والذى قدم لنا شخصية رمضان مبروك أبو العلمين حمودة كمدرس له شخصيته، قال: شخصية رمضان مبروك أبو العلمين شخصية حقيقية كان صديقا لى ويجلس بجواري بالصف فى المدرسة وحالياً هو ناظر المدرسة بالأرياف، فقمت باقتباس الشخصية لأقدمها فى عمل سينمائى، وقد كان يتمتع بشخصية قوية جداً فعلى سبيل المثال حضر إلى منزلى ذات يوم وقام بتعنيف أبنائى لأنهم لم يستطيعوا إعراب جملة أعطاها لهم، وتحدثوا إليه باللغة الإنجليزية، فهذه شخصية نمطية حقيقية وفى نفس الوقت لديه المثل والأخلاقيات الريفية الأصيلة ولديه مبدأه، غير أننا تربينا على شخصية المدرس صاحب الهيبة الذي لو رأيته بالشارع صدفة أتخفى فى أى مكان حتى يمر ولا أقابله، حتى لا يعنفني ويسألنى لماذا أترك مذاكرتي، أما حالياً فنجد أن المدرس أصبح أحياناً يخشى الطلاب نتيجة لاختلاف قيم التربية والتنشئة الاجتماعية والتى تجعل البعض لا يهتمون بتربية أبنائهم على أحترام الكبير سواء كان مدرس أو غير مدرس.
فيما علق الفنان القدير محمد صبحى على تأدية شخصية المدرس من خلال مسرحية «الهمجى» مؤكداً إنها من أصعب المشاهد التى لعبها فى تاريخه المسرحي، لافتا إلى أنه من الصعوبة تحويل المشاهدين والحضور فى المسرح إلى تلاميذ فى الفصل، لأنك عندما تقيم علاقة مع الموجودين فى صالة المسرح، يمكن أن يفلت زمام الأمور، هذا غير أنه من الطبيعى والمنطقي والذي دائماً ينادى به أن يتم تقديم شخصية المدرس بصورة مشرفة تتناسب مع دوره المجتمعي الهام ومكانته العالية.
وقالت النجمة نبيلة عبيد والتى قدمت لنا فيلم «اغتيال مدرسة»: تم تقديم دور المدرس والمدرسة فى العديد من الأعمال الفنية، ولكن يتوقف كل دور على حسب طريقة كتابة الدور فلو كانت الشخصية مكتوبة كما حدث فى اغتيال مدرسة فهي مظلومة، أما لو كانت الشخصية من الأساس مكتوبة على أنها شخصية غير سوية فهذا يسيء لفئة المدرسين ويكون نتاج الدور نتيجة سلبية وتأثير غير مطلوب على المشاهد وبخاصة لو كان مازال طالباً، فهنا يعود الأمر لطريقة كتابة الدور، وبالطبع على حسب من يؤدى الدور.
وجاء رأى الفنان القدير رشوان توفيق والذي شارك فى عمل من أهم الأعمال التى تناولت دور المعلم بالدراما المصرية وهو مسلسل«ضمير أبلة حكمت» كما يلي: من خلال مشاركتي فى مسلسل «ضمير أبلة حكمت» والذي أبدعت من خلاله القديرة الراحلة فاتن حمامة فى تقديم دور المعلمة وناظرة المدرسة أستطيع أن أقول إن الدراما تستطيع أن تظهر المدرس بصورة راقية وبشكل يصلح لأن يكون قدوة ، فنجد أن المدرس يستطيع السيطرة والهيمنة على الطلاب بل ويكون دوره تربوياً وأسرياً فهو يعالج مشكلات الطلاب وليس فقط يهتم بتلقين المعلومة وحشو العقول، وهذا ما نود دائماً أن نوضحه، لا ننكر أن هناك فئة قليلة ليست على نفس القدر من الاحتراف فى أن يجعل الطالب ينصاع للنصائح، ولكن عندما نقرر أن نقدم فناً فعلينا بعمل قدوة يحتذى بها كما حدث فى «ضمير أبلة حكمت».
أما الناقدة ماجدة موريس فتقول: الكثير من الأعمال كانت بمثابة قدوة فنجد على رأسهم ضمير أبلة حكمت حيث قدمت الفنانة فاتن حمامة مثالاً لناظرة المدرسة التي تتمتع بقوة الشخصية وتستطيع السيطرة على الوضع كاملاً، ونجد ميس انشراح فى فيلم «الناظر» والتي جسدته الراحلة حنان الطويل قد قدم المعلم بطريقة ساخرة، ولكن بشكل عام وبرغم كثرة هذه الأعمال التى تناولت دور المدرس إلا أنها كانت أقل من المعدل الطبيعي المطلوب لهذه المهنة وتأثيرها على الشباب، فهناك أعمال بها تأثير الناظر والمدرس القوى على الطلاب، ولكني أرى أن تقديم هذه الشخصية كان أقل بكثير مما يجب، حيث أنها شخصية محورية قيادية وتقود الأجيال للأفضل، فالمدرس يشكل شخصية الطالب فى البداية، وهناك مدرس يجعل الطالب أحياناً يكره التعليم وله تأثير سلبى عليه ، وعلى العكس هناك مدرس يعتبر نموذجاً للجمال الإنسانى والعلمى، ويقوم بتعزيز نقاط القوة لدى الطالب ومحاولة تقوية نقاط الضعف، وبشكل عام أرى أن العملية التعليمية والمدرس بشكل خاص أخذت أقل من حقها فى المناقشة فى الأعمال الفنية، وهذا ربما لأنه على مدى الأعوام لم تكن الوظيفة الأهم كالطب والهندسة، فى ظل أن المدرس من أهم الوظائف وهى الأساسية التى تخرج لنا الطبيب والمهندس وعالم الذرة.