الإثنين 25 نوفمبر 2024

. وللشباب رأى: وجدنا قضايانا على الشاشة

من مسلسل عاوزة اتجوز

16-12-2022 | 09:45

نانيس الجنيدى
مرحلة الشباب هى المرهلة الأهم فى عمر الإنسان، حيث تجتمع خلالها قمة كل الشىء، القوة والصحة والنضج والحركة والطموح والحماس، وأيضاً المشكلات تكون فى قمتها، ولا شك أن الشباب فى أى مجتمع هو القوة الضاربة والأساسية فى الحياة فإن صلح الشباب صلح المجتمع ككل، ولا ينكر أحد دور الفن فى شتى القضايا، خاصة قضايا الشباب، فهو «القوة الناعمة» التى تصل وتتوغل فى البيوت والعقول بشكل سحرى، وهذا دور الفن فى مناقشة قضايا الشباب. اليوم تناقش «الكواكب» عدداً من الشباب لمعرفة أهم الأعمال الفنية التى لمستهم وناقشت قضاياهم بموضوعية. يقول الطالب محمد عبد الرحمن وهو فى السنة النهائية بكلية الأداب، قسم علم الاجتماع: أعتقد أن القضية الأبرز فى سن الشباب هى الإدمان، فهو لعنة تصيب الإنسان وهو فى مقتبل العمر، ومنهم من يستطيع السيطرة على الوضع وإكمال حياته بشكل طبيعى بعد التعافى ومنهم من لا يستطيع، فتدمر تلك الآفة حياته وحياة أسرته بأكملها بسبب ضعف إرادته، ومنهم من يفقد حياته بسبب الإدمان وتتحول حياة عائلته إلى جحيم، وأرى أن من أجمل الأعمال التى تناولت هذه القضية هو مسلسل «تحت السيطرة» للنجمة نيللى كريم والفنان التونسى ظافر العابدين، حيث تناول المسلسل قضية الإدمان من خلال تصويره حياة المدمنين، وما يتعرضون له من مشكلات بسبب تعاطيهم المخدرات، وتناول القضية بعمق واستطاع أن يحذر الشباب من خطر الإدمان، كونه من الممكن أن يدمر حياتهم كما أعطاهم أملاً فى إمكانية السيطرة والتعافى والعودة للحياة الطبيعية، كما أوضح عواقب الإدمان والتعاطى وأنه لا يجلب أى خير وليس من وراءه أية قائدة. وتابع: أحب أيضاً أفلام «الكيف»، و«المدمن» و«العار» ومسلسل «الباطنية»، فجميعها أعمال مهمة، تناولت القضية بموضوعية كما أنى أعتقد أنها أثرت أيضاً فى عدم تداول مشاهد الإدمان الفجة التى كانت تعرض كيفية التعاطى بشكل يشجع عليه، وألاحظ التقليل من مشاهد التدخين فى الأعمال الفنية فى الوقت الحالي، وفعلاً القضية التى أتمنى مناقشتها بشكل موسع فى الأعمال الفنية هى قضية التطرف وتجنيد الشباب من قبل الجماعات الإرهابية. وقالت نيفين فؤاد موظفة بإحدى المؤسسات الحكومية: سأتحدث عن مشكلتين إحداهما كما يصفونها «العنوسة»، وهذا قدر الله وأنا أراها تأخر زواج وليس بهذا المسمى المؤذى، واستكمالاً لها تأتي مشكلة التنمر، وهذا ما لا أجد له سبباً، فقد تعرضت لمضايقات كثيرة بسبب التنمر، ولا أرى أن هذا عدلاً.. فلماذا نحاسب على تأخر الزواج وأنا أراه ميزة، أنا أبلغ من العمر 39 عاماً فلماذا أُطالب بأن أقبل بأى شخص يطرق بابى فقط حتى لا أتعرض لمضايقات؟، ولماذا لا أنتظر الشخص المناسب حتى لو وصل سنى للخمسين؟! فحينها سأكون مقتنعة بما أقدم عليه، سمعت مقولة تقول، «قطر الجواز يفوتك أحسن ما يدوسك»، هذا قرار ليس سهلاً، فأنا فعندما أربط ما تبقى من عمرى بشخص واحد لابد أن أكون على قناعة تامة بكل تفاصيله حتى لا أندم وأصل للانفصال وحينها أيضاً سأتعرض للتنمر ونظرة المجتمع الغريبة. وعن الأعمال الدرامية التى تناولت الأمر قالت: مثلاً مسلسل «عايزة أتجوز» لهند صبرى، فهذا المسلسل أعشقه، فقد تناول الموضوع بشكل فكاهى لطيف، ولكنه ألقى الضوء على الصعاب التى تواجهها الفتاة التى تأخرت فى الزواج وأعتقد أنه استطاع لفت الأنظار إلى الحالة النفسية للفتاة التى تتعرض لها عندما تستمع لكلمات مثل «مش هنفرح بيكى»، «انتى لسة متجوزتيش»، «هو محدش بيتقدملك» هناك الكثيرون الذين يعتقدون أنها خفة ظل منهم أن يتحدثوا بهذا الأسلوب ولا يعلمون كم الأذى النفسى الذى يقع على الفتاة وأهلها بسبب كلمة خرجت من ألسنتهم ورحلوا. وتابعت: أيضاً حكاية «أمر شخصي»، من مسلسل «إلا أنا»، التى جسدت فيها الفنانة شيرى عادل دور فتاة تخطت سن الـ30، ولم تتزوج وكان أهلها يضغطون عليها لتوافق على الزواج، فهذا المسلسل أوضح كم المعاناة التى نعانيها فى حياتنا، وما أتمنى مناقشته فعلياً هو قضية التبنى للبنات الغير المتزوجات، وأن تكون نظرة المجتمع لهن عادية وليست عاراً، ولكن أعتقد ما قدمته منة شلبى كان رائعاً واستطاعت أن تقول للمجتمع هذه أنا. وعن بعض حالات «التحرش» تحدثت إيمان عبد الفتاح متخصصة السمنة والنحافة قائلة: العديد من الأعمال الفنية تحدثت عن حالات التحرش منذ أن عرض أفلام «المغتصبون» و«حين ميسرة» و«حلاوة روح» وحتى مسلسل «قضية رأى عام»، والتحرش أسوأ الظواهر التى تحدث فى المجتمع، فهو إهانة شديدة لأى فتاة، وليس بالضرورة أن يكون اغتصاباً، فالتحرش من الممكن أن يكون بكلمة أو نظرة أو تلامس غير عفوى، لا أحد ممن يفعلون هذا الفعل يعلمون كم الأذى النفسى الذى تتعرض له أى فتاة، والحيرة التى تقع فيها.. هل تتحدث وترفع صوتها وتفضح من يفعل ذلك أمام الجميع ولا تخشى شيئاً، أم تحافظ على شكلها أمام الناس وتتحمل الكسر والشرخ الذى يحدث داخلها وتصمت، والكثيرون يعتمدون على خجل البنت المصرية وأنها لا تستطيع الإفصاح، ولكن بعض الأعمال الدرامية والسينمائية لها فضل كبير فى أن جعلت البنت لا تخشى المقاومة، وأصبحن يصورن من يتحرش بهن ويفضحنه، والحقيقة أنه يستحق أكثر وأكثر، خاصة بعدما أظهرت بعض الأعمال الفنية العقاب الذى يطال المتحرش ويشفى غليل البنت، وأعتقد أيضاً أن هذه الأعمال كانت قادرة على تغيير القانون وتغليظ عقوبة المتحرش. وأضافت: ما أود فعلياً أن تتم مناقشته فى عمل فنى هو قضية «التنمر على البدينات»، فهذا الأمر مؤذٍ نفسياً وكثيرات ممن يأتين لى للعلاج من السمنة تكون نفسيتهن محطمة بسبب المضايقات التى يتعرضن لها بسبب السمنة.. لذلك فأنا أختص التنمر على البدينات لأنها الأشد ألماً.