لعل ما شهده الفن المصرى مؤخراً خير دليل على المعنى الحقيقى لمصطلح «القوى الناعمة»، التى تستطيع مجابهة المخاطر التى تحيط بنا دون اللجوء إلى العنف أو إراقة الدماء، ويعد التطور الذى لحق بالفن خلال السنوات الأخيرة من خلال اهتمامه بمناقشة قضايا جديدة تهم المجتمع وإنتاج أفلام ومسلسلات وطنية تبث روح العزيمة والأمل فى نفوسنا،  نتيجة مباشرة لدعم الرئيس عبد الفتاح السيسى له وللثقافة .

حول هذا الموضوع التقت «الكواكب» المخرج عمر عبدالعزيز، رئيس اتحاد النقابات الفنية، لنتعرف منه على أبرز مظاهر الدعم التى قدمها سيادة الرئيس للفن والفنانين فى مصر، وكيف كان ذلك حافزاً لظهور أعمال وطنية هادفة على مستوى عالٍ من الحرفية، هذا بجانب اهتمام سيادته ببرامج الحماية التأمينية والرعاية الاجتماعية ضد المخاطر المتنوعة للفنانين وغيرها من التفاصيل فى هذا الحوار...

من وجهة نظرك.. كيف ترى دعم الرئيس عبدالفتاح السيسى للفن؟

الحقيقة أن الرئيس عبد الفتاح السيسى كان داعماً للفن بشكل مختلف عن غيره من الرؤساء، خاصة أن مرحلة ما بعد الثورات يكون الفن فيها فى مرحلة متأخرة من الأهمية والأولوية، وهذا وضع طبيعى، لكن الرئيس عبد الفتاح السيسى كان صاحب وجهة نظر مختلفة فى هذا الأمر، فقد كان حريصاً على الاجتماع بالفنانين وتقديم الدعم لهم، إيماناً منه بقيمة الفن ودوره فى الارتقاء بالشعوب وبناء الأوطان، وهو ما ظهرت نتائجه أمام الجميع، ففى الفترة الأخيرة تم إنتاج أعمال درامية كثيرة عكس الفترات السابقة التى اقتصر الإنتاج الدرامى فيها على شهر رمضان، فضلاً عن ميلاد حقبة جديدة من الأعمال الوطنية التى تستوحى قصصها من بطولات الجيش والشرطة والمخابرات مثل مسلسلات «الاختيار» بأجزائه الثلاثة، و«عائدون»، و«هجمة مرتدة» وفيلم «الممر»، وغيرها، هذا بجانب إقامة المهرجانات الفنية والمؤتمرات على أعلى مستوى، بالإضافة إلى كثير من المشاريع الثقافية التى أقامها الرئيس للفن والفنانين فى مصر.

أصدر الرئيس عبدالفتاح السيسى قراراً بشمول الفنانين ببرنامج الحماية التأمينية والرعاية ضد المخاطر.. ما رأيك فى هذا القرار؟

بالطبع هو قرار مهم جداً، وكنا فى انتظاره منذ زمن، فكثير من الفنانين يصابون بأمراض، ومنهم من كبر سناً وصارت فرصته فى العمل ضعيفة، وتكاد تكون منعدمة، وبالتالى ينعدم الدخل المادى الذى يغطى تكاليف العلاج، فهؤلاء يحتاجون إلى الرعاية الصحية والاجتماعية، التى وفرها لهم الرئيس بقراره الإنسانى، وهناك الكثير من الفنانين تكفَّل الرئيس عبدالفتاح السيسى بعلاجهم، فهو قرار مهم جداً فى مصلحة كل العاملين بالمهنة.

وكيف ترى حرص القيادة السياسية على مشاركة الفنانين فى المؤتمرات وافتتاحات المشروعات القومية؟

الفنانون عملة محبوبة جداً من الشعب، والاهتمام بوجودهم من قبل رئيس الدولة يعتبر شيئاً جميلاً جداً، وأنا أرى أن الرئيس يحب تواجد الفنانين فى أى مكان يتواجد به، وهو الأمر الذى أجده عظيماً جداً.

انتشرت فى الفترة الأخيرة المسلسلات والأفلام الوطنية مثل «الممر» و«الاختيار» و«عائدون» و«هجمة مرتدة».. من وجهة نظرك ما أهمية ذلك.. وما أبرز تلك الأعمال برأيك؟

من الضرورى جداً وجود الأعمال الوطنية سواء بالسينما أو المسرح أو التليفزيون، فالأعمال الوطنية تبرز إنجازات وتضحيات أبطالنا من رجال القوات المسلحة والشرطة المصرية، وإلقاء الضوء على من ضحوا بأرواحهم فى سبيل حماية مصر، إلى جانب أن الفن عبارة عن تسجيل للتاريخ، فهذه المسلسلات أو الأفلام باقية، يتعرف من خلالها أبناؤنا فى المستقبل على أهمية بلادهم، وكيف ضحى من أجلها الكثيرون.. وجميع تلك الأعمال جيدة جداً وتحاكى الواقع وتطلعنا على أحداث لم نكن لنعرفها إلا من خلالها، ولكن من وجهة نظرى أنا أحب «الاختيار» جداً بكل أجزائه، وأتمنى أن يستمر، وأيضاً فيلم «الممر»، وأتمنى من كل قلبى أن يكون هناك الكثير والكثير من الأفلام الوطنية، وأتمنى أيضاً عرض هذه الأفلام فى كل الأماكن، ولا يقتصر عرضها على صالات السينما، بل تعرض فى قصور الثقافة والسينمات ذات الأسعار البسيطة حتى يراها جميع أفراد الشعب، ثم تعرض على فترات فى التليفزيون أيضاً وهذا أمر مهم جداً، وأطلب من كل صناع السينما تقديم فيلم يحاكى أحداث حرب أكتوبر العظيمة.

وكيف ترى إشادة الرئيس وثناءه على مسلسلى «الاختيار» و«عائدون»؟

من الجيد جداً الإشادة بتلك الأعمال من أى شخص، فهذا يرفع الروح المعنوية للعاملين بها، فما بالنا إذا كانت تلك الإشادة من رئيس الدولة فهذا أمر عظيم، ويدل على ما يتمتع به الرئيس من ثقافة، فهو رجل مثقف جداً وعلى دراية بأهمية الفن وتأثيره فى الشعوب، وأن أى فن حتى إذا كان كوميدياً هو رسالة وهدف فى حد ذاته، وهذا الأمر ليس غريباً عليه، فهو دائم الاهتمام بالفن والفنانين، فأنا أتذكر وقت ترشح الرئيس للرئاسة وكنت حاضراً أحد المؤتمرات لسيادته مع الفنانين، وعندما علم الرئيس بوجود السيدة فاتن حمامة، نزل لها بنفسه لتحيتها، فهذا الرجل يدرك قيمة الفن الهادف وأصحابه، وهذا الموقف أصاب الجميع بذهول، حتى السيدة فاتن حمامة نفسها كانت فى غاية السعادة من ترحيبه بها، وكان هنام عدد كبير من الفنانين منهم الراحلان عزت العلايلى ومحمود عبد العزيز، وحثنا وقتها على تقديم فن هادف، وناقشنا العديد من الأعمال والمشاريع التى تحقق منها الكثير، وكانت خطوة جميلة جداً من سيادة الرئيس تجاهنا، وتدل على تواضعه وتقديره للفن والفنانين فى مصر.

مدينة الثقافة والفنون التى أنشأها سيادة الرئيس فى العاصمة الجديدة التى تمثل حالة من الإبهار... كيف ترى هذا الصرح العظيم؟

مثلما قلت،ِ هذا صرح عظيم جداً، نشكر سيادة الرئيس عليه، فأى صرح ثقافى سيفيد الوطن والمواطن بشكل كبير جداً، وأى مهرجان سينمائى أو تواجد فنى هو أمر مهم جداً، والاستثمار فى الفن شىء مربح جداً مادياً ومعنوياً.