الأحد 24 نوفمبر 2024

الحفاظ على الفن الجميل رسالة الكواكب على صفحاتها وفى ندواتها

مجلة الكواكب

24-12-2022 | 14:08

عمرو محيى الدين

 حرصت مجلة الكواكب على أن تحمل رسالتها كاملة تجاه الفن والفنانين منذ العدد الأول لصدورها لذا واكبت العديد من القضايا الفنية بل وعبرت عن الكثير من مشكلات الوسط الفنى، وتعالوا بنا نتعرف على أبرز هذه القضايا والمشكلات التى طرحت على صفحاتها.

 

فى حقبة الثلاثينيات أثيرت أكثر من قضية على صفحات مجلة الكواكب تتعلق بالمسرح الأجنبى والمسرح المصرى وكذلك صناعة السينما وكيف يمكن دعمها، وقد تبنت الكواكب هاتين القضيتين رغم أنها كانت فى السنوات الأولى لصدورها، كما تطرقت لأوضاع كبار فناني المسرح والصعوبات التى كانوا يواجهونها حتى يقدمون فن راقى للجمهور، كذلك عايشت ما عانته الفرق والفنانين المسرحيين من منافسة صعبة فى مقابل الدعم الذي تلقها بعض الفرق الأجنبية.

نقابة الممثلين

كما كانت الكواكب دائما وحتى هذه اللحظة فى داخل أروقة النقابات الفنية فخلال حقبة الخمسينيات جاءت أعدادها لتتابع العديد من المشكلات التى تعرضت لها «نقابة الممثلين» فتناولت الكواكب فى العدد الصادر بتاريخ 14 أكتوبر عام 1952 قيام بعض الفنانين الصغار والكبار بانتخاب مجلس جديد  للنقابة يرأسه الفنان سراج منير ويتولى السكرتارية فيه الفنان محسن سرحان، وقد بدأ المجلس الجديد  أولى أعماله بزيارة الممثلين المرضى فى مستشفياتهم بل وأعد المجلس قائمة كبيرة بمشروعاته، وفجأة قدم بعض أعضاء المجلس القديم شكاوى إلى الجهات المختصة تتضمن طعنا فى المجلس الجديد لأن انتخاب المجلس يجب أن يكون من أعضاء قانونيين والعضو القانونى هو الذى يسدد اشتراكه كاملا وعلى ذلك يكون المجلس باطلا ووافق المسئولون على وجهة النظر هذه وتقرر إعادة الانتخاب من جديد يوم الأحد 12 أكتوبر.

 ضريبة الملاهى

وفى تعرضها لقضية ضريبة الملاهى فى حقبة الثلاثينيات والتي اثيرت على صفحاتها أكثر من مرة إلتقت الكواكب مع المنتجة آسيا فى إحدى مناقشاتها لهذا الموضوع والتى أكدت على أن الحكومة يجب أن تعفى الأدوات والآلات والأشرطة واللوازم الخاصة بشركات السينما المصرية من الضرائب الجمركية تشجيعا لهذه الصناعة فى مصر، وطلبت آسيا من الحكومة أن تعرض على دور السينما فى مصر عددا معينا من الأشرطة السينمائية كل عام فبذلك تكثر شركات السينما المصرية.. ويتسع نطاق هذه الصناعة الرابحة ويجد الكثير من العاملين فى الوسط الفنى أعمالا تغنيهم عن البطالة.

 أجور الممثلين

كما تطرقت مجلة الكواكب خلال فترة السبعينيات لمشكلة أجور الفنانين سواء بالارتفاع أو الإنخفاض وقد حرصت على أن تذكر قيمة هذه الأجور بشكل مباشر سواء كانت منخفضة أو مرتفعة ومن هذا نذكر إحدى الموضوعات التى كتب فيها محرر الموضوع:  «كان يوسف وهبى أشهر ممثل مسرحى وسينمائى يحصل على 1000 جنيه فى المسرح ويبلغ أجره في السينما 5000 جنيه..  وكانت أمينة رزق تتقاضى 50 جنيها عن بطولة الفيلم وارتفع رصيدها حتى وصل إلى ألفين.. وكذلك استطاعت عقيلة راتب أن تبنى عمارة فى العباسية بعد أن قامت ببطولة 10 أفلام وارتفع أجرها إلى 200 جنيه عن كل فيلم.. ووصل أجر محمد فوزى إلى 5000 جنيه فى الأفلام التى ينتجها لحسابه.. وبلغ أجر ماجدة 8000 جنيه».

 الرقابة الفنية

الكواكب كانت أيضا أول من أثارت قضية الرقابة الفنية، حيث تناولت ماهية الرقابة.. واللجنة المسئولة عنها ومدى تأثيرها على الأعمال الفنية وكذلك رؤية الفنان والنجوم والمواطن العادى لدورها بل وحدودها سواء فيما يتعلق بالرقابة على الأعمال الدرامية أو الموسيقية.

 حماية الفن الجميل .. كيف؟

قضية تبنتها الكواكب وهى حماية السينما الجميلة فى ندوة بعنوان «عودة وصناعة وحماية السينما الجميلة.. كيف؟..  وذلك فى العدد 2908 الصادر في 24 أبريل عام 2007 وكان ذلك على هامش احتفالات المجلة بعيدها الماسى حيث حددت المحاور بين المنتج الواعى وتفعيل قوانين لحماية الجمهور.. ومستوى الكتابة.. وإيجاد أفلام جيدة مع انتشار الفضائيات.. وغيرها من القضايا الرئيسة فى معالجة هذا الموضوع  وتحدث في الندوة كل من على أبوشادى أمين المجلس الأعلى للثقافة وقتها.. والسيناريست والناقد الفنى د.رفيق الصبان والسيناريست نادر صلاح الدين.. ورئيس جهاز السينما وقتها ممدوح الليثى.

وتناولت الكواكب أيضا قضية «عودة المسرح الجميل» وطرحت الندوة عددا من التساؤلات لإيجاد حلول لعودة المسرح الجميل وأهمها الصورة التى يجب أن يكون عليها والعناصر الرئيسية لصنع مسرح يليق بتاريخ المسرح المصرى، ولم تتوقف الكواكب عند هذا الحد حيث اهتمت خلال السنوات الأخيرة بتخصيص العديد من الملفات التى تضمنها كل عدد والتى خصص كل منها لتناول قضية هامة تساعد فى دعم الوسط الفنى، كما هو الحال فى دور الفن فى الوقوف فى ظهر الوطن وأبراز الإنجازات التى تتم على أرضه يوماً بعد اليوم، ومواجهة الشائعات التى تهدد حياة الفنان الخاصة وكيفية التصدى لها والحفاظ على خصوصية هذه الحياة، هذا بجانب صورة المرأة المقدمة فى الأعمال الفنية المختلفة وكيف تعبر عن واقعها وحقيقة الدور الذى تلعبه على كافة المحافل سواء داخل أسرتها أو فى الحياة العامة ومن القضايا الهامة التى تبنتها هذه الملفات واقع برامج المقالب والبرامج الخفيفة وكيف تقف عند الكوميديا ولا تصل إلى مستوى السخرية من المواطن العادي كما يحاول بعضها القيام بهذا، كما تعرضت أيضا لدور الفن فى دعم الشباب والتعبير عن قضاياهم وكذلك دوره فى تبني القضايا المجتمعية الهامة ومواجهة المشكلات الاجتماعية كمشكلة الطلاق ولم تقف عند هذا الحد فكان هناك تناولها لمشكلات مطربى المهرجانات وكيفية تقنين أوضاعهم قبل أن يتم هذا على أرض الواقع.

بجانب هذه الملفات حرصت الكواكب أيضا على تنظيم العديد الندوات الحوارية الشهرية والتى استضافت من خلالها نجوم الفن فى كافة المجالات كما هو الحال فى نجوم الدراما والموسيِقى والكتابة والإبداع ملقيه الضوء على إنجازاتهم فى كافة هذه المجالات حيث ساهم فى ثقل هذه الندوات مشاركة وحضور العديد من المعنيين بالوسط الفنى.