الإثنين 29 ابريل 2024

سر اختفاء الأفلام الاسـتعراضية والغنائية

فيلم صغيرة على الحب

28-12-2022 | 11:17

شيماء محمود
بالرغم مما تقدمه السينما المصرية فى الآونة الأخيرة من تجارب تتمرد على النمط التقليدى إلا أن الفيلم الغنائى والاستعراضى مازال خارج حسابات العاملين بالصناعة .. رغم أن هذه النوعية من الأفلام حققت إيرادات مرتفعة وجذبت الجمهور من خلال السينما العالمية كان آخرها فيلم «لالا لاند»الذى لم يحقق نجاحا جماهيريا فقط بل حصد العديد من الجوائز فى المهرجانات الدولية .. أما فى مصر فكانت السينما المصرية تشهد أعمالا فنية تتميز بطابع الاستعراض والغناء، وكانت تجذب الجمهور المصرى والعربى مثل الأفلام الغنائية لبعض المشاهير، أمثال عبدالوهاب، وأم كلثوم، وفريد الأطرش، وعبدالحليم حافظ، وشادية، وصباح وغيرهم «غرام في الكرنك» وغيرها.. وكذلك الأفلام الاستعراضية مثل « إجازة نصف السنة» و» غرام فى الكرنك» و «مولد يا دنيا». ..لكن هذه النوعية من الأفلام السينمائية اختفت وبرغم تحقيقها إيرادات مرتفعة وجذبت الجمهوروقتها. فى البداية توجهنا للناقد طارق الشناوى الذى يرى ان السبب الرئيسى وراء هذا العزوف هو الإنتاج .. فالمنتج أهم شرط بالنسبة له ضمان استرداد أمواله بعد نجاح العمل الفنى، لذلك المنتجون إذا وجدوا فيلما غنائيا حقق إيرادات سنجد كل الشاشات تغنى .. وإذا وجدوا أى نوع آخر هو الذى حقق إيرادات سواء «أكشن او رعب» أو خلافه .. سنجد كل الأعمال تتجه لهذه الأنواع..ولأنهم يرون أنه يصعب فى نوعية الأفلام الاستعراضية والغنائية عودة الربح إلى المنتج، خاصة وأن تكلفتها ضخمة.. وأضاف..بألتاكيد هناك منتجون عندهم روح المغامرة .. خاصة مع وجود منصات إلكترونية التى من الممكن أن تلعب دورا فى التمهيد لأنواع أخرى من الأعمال .. ومع نجاحها على المنصات وارد أن يسعى المنتجون لتنفيذها عبر وسائط أخرى. فيما قال المخرج رؤوف عبد العزيز أتمنى أن أجرب بالطبع أنواعا مختلفة من الدراما ولا ألزم اتجاها واحدا على أساس أنه مضمون النجاح .. بالعكس فى تعدد الوسائط الآن فتحت لنا متسعا لتنوع الموضوعات وكل موضوع له متذوقوه.. وهذا مفيد لنا كصناع أعمال.. لذلك إذا وجدت عملا موسيقيا قويا لن أتردد فى تنفيذه .. خاصة وأن هناك أعمالا بالفعل لاقت نجاحا آخرها مسلسلات دنيا سمير غانم فى العموم وبالأخص المسلسل الأخير الذى تأجل عرضه فهو يعتبر مسلسلا غنائيا .. وبالتأكيد لو تم الاهتمام بهذا النوع سنجد أعمالا مميزة. أما المؤلف والمخرج عصام الشماع فرأيه أن المهم أن يكون هناك فن .. وليس المهم نوعية الفيلم .. والأهم ان تتوافر فيه المعايير الفنية لنجاح العمل الفنى.. فالأعمال التى قدمت ذات طابع استعراضى سواء إجازة نص السنة وغرام فى الكرنك ويعد أهمها مولد يا دنيا.. تعتبر كلها أعمال عظيمة فنيا بخلاف نجاحها جماهيريا.. لكنها تحتاج منظومة كاملة لتخرج بهذا الجمال من موسيقى وتأليف أغان وتصميم رقصات وكتابة استعراضات وقصة لابد من التحضير لها جيدا حتى تخرج بالشكل اللائق. المؤلف والممثل إسلام حافظ أشار إلى أنه يعكف حاليا على مشروع درامى موسيقى يحاول تقديمه يتناول قصة 4 مغنيين يسعون إلى شق طريقهم ويتميزون فى الأداء .. مضيفا .. لا أحب أن أعرض أفكارا للأعمال إلا بعد أن تكتمل القصة بكامل أبعادها .. وأرى أنه أصبحت هناك مساحة جيدة لتقديم أعمال برؤية مختلفة تتناسب مع الجيل الحالى والوسائط المستحدثة التى نواكبها يوميا. على العكس يرى المؤلف أيمن سلامة أن هناك عوامل كثيرة جعلت الجمهور يعزف عن هذا النوع من الأعمال فطبيعة الجمهور اختلفت .. وأصبح لا يتقبل سوى الأعمال ذات الإيقاع السريع ..ويصعب المقارنة بين الجيل الحالى وجيل ذى إمكانيات وقدرات مختلفة مثل سعاد حسنى ونعيمة عاكف وشريهان.. هذا بخلاف ان هناك بعض المؤلفين ليس لهم ميول للكتابة الموسيقية.