الإثنين 25 نوفمبر 2024

شكل تانى رأس السنة فى السينما

فيلم المنسي

29-12-2022 | 12:42

همسه هلال

تناولت السينما المصرية ليلة رأس السنة فى عدد محدود من أفلامها لا يتعدى بضعة أفلام سينمائية، البعض تعمق فى تفاصيل الليلة من خلال رؤى وقضايا وطرح هموم الناس، والبعض الآخر مر عليها مرور الكرام كمناسبة للاحتفال والسهر والبهجة.

 فكرة اهتمام السينما المصرية بتلك المناسبة جاءت حديثة نسبياً، وكان ‏ظهور الاحتفال بها فى أفلام الأبيض والأسود نادراً، بل وعابراً فى أغلب الأحوال.
«الكواكب» تعرض أبرز الأفلام التى تناولت مناسبة رأس السنة ،  وتحاور النقاد والمؤلفين حول تلك المناسبة وكيفية تناولتها  السينما.

المنسى

من أشهر الأفلام التى تناولت تلك الليلة، وهو بطولة عادل إمام ويسرا وكرم مطاوع، وتدور أحداثه حول قصة واقعية تحمل هماً اجتماعياً ‏وسياسياً دون خطابات رنانة، حيث ‏تحتفل الطبقة المخملية التى لا تخلو من الفساد بصخب بليلة رأس السنة، وتتمتع بكل أنواع الرفاهية على بعد خطوات ‏من مقر عمل ومعيشة وتعاسة عامل التحويلة الذى تتشابه أيامه وسنواته، ولا ‏فرق بين رأس السنة ومنتصفها لديه، يلتقى يوسف المنسى إحدى حاضرات ‏السهرة، ليسرد قصته التى تتشابه فى تفاصيلها مع البعض من حيث الحياة وتفاصيلها العادية.
أرض الأحلام
الفيلم بطولة فاتن حمامة ويحيى الفخرانى وتهانى راشد وحنان سليمان ويناقش فكرة الهجرة التى تراود بعض المصريين، وتدور أحداثه حول نرجس التى تفقد جواز سفرها فى ليلة سفرها، وهى ليلة رأس السنة، وتقضى ليلتها فى البحث عن جواز سفرها فى كل الأماكن ومع كل الأشخاص الذين صادفتهم فى يومها، وتنتهى هذه الرحلة الغريبة بها فى بيتها دون أن تجد جوازها حتى تتفاجأ به معها ولم تفقده من الأساس.
ليلة ساخنة
أما فيلم «ليلة ساخنة»، فهو بطولة نور الشريف ولبلبة وسيد زيان وعزت أبوعوف، ومن تأليف رفيق الصبان ومحمد أشرف وإخراج عاطف الطيب، ويدور حول شخصية سائق التاكسى الذى يجوب شوارع العاصمة فى ليلة رأس السنة، وعليه ألا يعود إلا بعد جمع مبلغ 200 جنيه لإجراء عملية لحماته، ومن خلال المواقف التى يمر بها فى ليلته يحاول عاطف الطيب رصد التحولات التى يشهدها المجتمع من وجهة نظره، وتجسد لبلبة شخصية فتاة ليل تبحث عن زبائن فى هذه الليلة فتتعرض لمواقف مأساوية.
أغلى من حياتى
الفيلم بطولة شادية وصلاح ذو الفقار وإخراج محمود ذو الفقار، وهو مقتبس عن فيلم الشارع الخلفى لفانى هيرست، والذى تناول فى أحداثه قدوم ليلة رأس السنة وقضاء شادية هذه الليلة فى انتظار صلاح ذو الفقار زوجها فى السر.
الباشا
الفيلم بطولة أحمد زكى ومحمود حميدة ومنى عبد الغنى وممدوح وافى، وتدور الأحداث فى طابع من الإثارة حول ضابط شرطة مؤمن بعدالة قضيته، لكن دائماً يكون الروتين عائقاً فى وجهه، يحاول القبض على أحد أصحاب بيوت الدعارة الذى تنجح علاقاته دائماً فى إنقاذه، وفى ليلة رأس السنة يعلم بوجود هذا الرجل داخل أحد المراكب النيلية فى سهرة حمراء.
ليلة البيبى دول
بطولة محمود عبدالعزيز ونور الشريف وليلى علوى وجمال سليمان ومحمود حميدة وسلاف فواخرجى وعزت أبو عوف وجميل راتب، ومن تأليف عبد الحى أديب، وإخراج عادل أديب، حيث يعود البطل من الولايات المتحدة ‏الأمريكية مع وفد مهم ليقضى احتفالات رأس السنة مع زوجته ليصطدم بأنها ‏باعت الشقة وغيرت حياتها، ثم تتقاطع خطوط كثيرة تحمل نقداً للأوضاع فى ‏المنطقة العربية، وتسلط الضوء على كثير من نقاط الضعف خصوصاً مع ‏محاولات أحد الإرهابين القيام بعملية لتفجير الوفد الأميركى. 
جاءنا البيان التالى
يعتبر من أنجح أفلام الكوميديا، والذى ارتبط فى أذهان الجمهور بجملة «Happy new year»، وهو بطولة محمد هنيدى وحنان ترك، وإخراج سعيد حامد، حيث جاء مشهد تسجيل ‏المذيع تقريراً حياً من الشارع حول احتفالات المواطنين بتلك المناسبة، ويحمل كثيراً من المفارقات، فبعد أن صور مشاهد طبيعية ‏وحقيقية سخر خلالها المواطنون اليائسون من الاحتفال برأس السنة، يتم تغيير التقرير بعد منحهم رشوة ليتحدثوا وفق سيناريو مزيف ‏يمتلئ بالتفاؤل.
النمر والأنثى
الفيلم بطولة عادل إمام وآثار الحكيم، وفى هذا الفيلم يجسد عادل إمام دور ضابط شرطة يكافح عصابة مخدرات، وتحاول العصابة استلام المخدرات المهربة ليلة رأس السنة.
رأس السنة
تدور أحداث الفيلم خلال ليلة رأس السنة فى البحر اﻷحمر بين عالم اﻷثرياء داخل أحد المنتجعات القريبة من مدينة الغردقة، حيث يتعرض أبطال العمل للعديد من المواقف، والأزمات الصعبة عندما يجتمعون معاً، الفيلم من تأليف محمد حفظى، وإخراج محمد صقر، بطولة إياد نصار، أحمد مالك، على قاسم، شيرين رضا، بسمة، إنجى المقدم، هدى المفتى، وهاجر الشرنوبى.
هذا العرض البسيط لبعض الأفلام التى تناولت رأس السنة والاحتفال بتلك المناسبة، قادنا لسؤال بعض الصناع حول تلك المناسبة وكيفية تناولها سينمائياً، وسبب التعامل معها كحدث عابر داخل معظم الأفلام، دون الاهتمام بها كموضوع مستقل بذاته.
فى البداية يقول الناقد الفنى أحمد السماحى: نظراً لقدم تاريخ السينما المصرية وغزارة إنتاجها، فقد تناولت العديد من المناسبات المهمة التى نحتفل بها كمصريين، ومن هذه المناسبات ليلة رأس السنة التى ظهرت فى العديد من الأفلام، البعض تعمق فى تفاصيل الليلة مثل أفلام (ليلة ساخنة وأرض الأحلام، ورأس السنة)، ففى هذه الأفلام الثلاثة كانت ليلة رأس السنة هى محور الأحداث كلها، ولكن إذا كانت الأفلام الثلاثة الماضية تناولت ليلة رأس السنة باستفاضة، فيوجد بعض الأفلام التى مرت على الليلة مرور الكرام من خلال مشهد أو مشهدين على الأكثر مثل (هذا الرجل أحبه)، (أغلى من حياتى)، (جاءنا البيان التالى)، (الباشا)، (المنسى).
ونظراً لأن المناسبة دخيلة على كثير من المصريين وليست من عاداتنا وتقاليدنا الأصيلة، فلم نحتفِ بها الاحتفاء الكبير، عكس الأفلام الأجنبية التى قدمت البهجة والسعادة فى كثير من أفلامها.
وترى الناقدة الفنية خيرية البشلاوى، أن المعالجة هى الأهم فى تناول أى مناسبة لدى المصريين، وما هى الرسائل التى يبثها المحتوى فى النهاية، مستطردة: لا أهتم بنوع الموضوع ولكن يهمنى كيفية المعالجة، وأتذكر فيلم ليلة ساخنة وما به من رسائل كثيرة.
ويعلق الناقد الفنى رامى عبدالرازق: إن ليلة رأس السنة مناسبة درامية، لأنها ليلة فاصلة بين عامين، وهذا طبيعى أن يلفت نظر الكتاب وصناع السينما.
وأضاف عبدالرازق: من أبرز الأعمال التى تناولت ليلة رأس السنة بشكل مؤثر ودرامى وحقيقى هو فيلم ليلة ساخنة، الذى أعتبره من أنضج التجارب التى تناولت تلك المناسبة فى السينما المصرية، ولدينا أيضاً تجربة فيلم رأس السنة، ولكن للأسف هى تجربة متواضعة رغم كل الإمكانيات التى كانت متاحة، لكنها اكتفت بمضمون غير مفهوم وركزت على شريحة ضيقة جداً ولم نستطع أن نحدد الصراع الذى يدور بداخلها، واستطرد: فيلم الكاتب الكبير وحيد حامد الجديد الصحبة الحلوة يدور فى ليلة رأس السنة بين ٣ شخصيات فى فندق مثلما أعلن هو، وأتصور أنه سيكون من التجارب الناضجة الجديدة التى ستضاف إلى مجموعة الأفلام التى قدمت عن ليلة رأس السنة.
وأكد عبدالرازق أن كل المناسبات الاجتماعية والدينية والسياسية من الممكن أن تقدم بشكل ترفيهى، ومن الممكن أيضاً أن يقدم منها عمل ذو ثقل وعمق ومعالجة لمشاكل أو صراعات، لافتاً إلى أن الأعمال ذات الثقل ليس بالضرورة أن تكون مملة أو ثقيلة الظل، بل إنها قد تحتوى على جانب ترفيهى أيضاً، فالمسألة مرتبطة بكيفية المعالجة وليس بطبيعة الحدث والمناسبة.
ويرى الناقد السينمائى محمود قاسم أن ليلة رأس السنة ليلة فاصلة فى العمر، ولم يتم الاهتمام بها فى السينما إلا فى أوائل التسعينيات، مشيراً إلى أنه قديماً لم يكن هناك اهتمام بتلك الأعمال التى تتحدث عن ساعات قليلة، أما الآن هناك أفلام تدور أحداثها فى ساعات من اليوم مثل الأفلام التى تتناول ليلة رأس السنة.
من جانبه قال السيناريست أيمن سلامة، إن ليلة رأس السنة يتم تناولها على حسب طبيعة العمل، فهى مناسبة إنسانية يتم الاحتفال بها على مدار ٢٠ قرناً، وعيد مشترك للجميع بانتهاء عام وبداية عام جديد، لذلك تم تناولها محلياً وعالمياً فى السينما بشكل كبير، وأتذكر الفيلم العبقرى ليلة ساخنة والفيلم الكوميدى «جاءنا البيان التالى».
وأشار سلامة إلى إنه إذا تناول تلك المناسبة فإنه سوف يكتبها فى إطار درامى وليس ترفيهى، لأنها ليلة فاصلة فى حياة الأبطال.
واتفق معه الكاتب الدكتور حسين مصطفى محرم، قائلاً: الأوقات فى تلك الليلة حاسمة، لأنه يوم فارق؛ فنحن ننهى سنة ونبدأ أخرى جديدة، فهى خطة يضعها الكاتب للحدث ويتناولها مثلما يتناول أى مناسبة أخرى.
وأكد محرم، إنه إذا تناول تلك المناسبة، فلابد أن يكون للعمل مغزى درامى وبعد معين يستدعى كتابته، وأنه يهتم بالموضوع أكثر.