الإثنين 25 نوفمبر 2024

مبدعو الفن: قادرون على تقديم أعمال تعبر عن قضايانا جميعاً

رانيا فريد شوقي و بشير الديك و أشرف زكي

4-1-2023 | 12:51

نانيس الجنيدى
كانت مصر دائماً صاحبة الريادة فى الفنون والثقافة، فهى هوليوود الشرق، التى تكتب شهادة ميلاد أى فنان لمجرد الانطلاق منها، فكم من نجوم سواء فى التمثيل أو الغناء تألقوا فى عالم الفن قديماً وحديثاً بعد أن مروا على القاهرة، ومهما ذكرنا من أسماء فلن نحصيها، لتظل مصر مصدر القوى الناعمة لكل البلدان وأيضا لأفريقيا، ومع عودة مصر بقوة إلى القارة الأم فى عهد السيد الرئيس عبد الفتاح السيسى، ناقشت «الكواكب» عدداً من صناع الفن بمصر، حول هذا الموضوع وكيف يمكن أن يكون الفن أداة لتوطيد التواصل مع القارة الأفريقية بشكل أكبر، فكانت هذه الجولة... فى البداية تحدث د.أشرف زكى، نقيب المهن التمثيلية قائلاً: كانت مصر ومازالت صاحبة الريادة فى الفنون والثقافة ومازالت هى التى تصدر فنها لكل الدول العربية والأفريقية، فبالنسبة لنقابة المهن التمثيلية فهى تؤدى دورها بالنسبة للفنانين فى هذا الإطار، أما عن توزيع الأعمال الفنية المصرية بالدول الأفريقية، فعلى صناع السينما الاهتمام به بصورة أكبر، وعلينا كذلك تكثيف الإنتاج المعنى بطبيعة الموضوعات فى الدول الأفريقية ككل، وهو ما يجرى العمل عليه ولكننا نحتاج إلي تكثيفه. فيما قال سيد فتحى مدير غرفة صناعة السينما: مصر دائماً صاحبة الريادة، ولا يستطيع أحد أن ينكر دور الفن المصرى، ودائماً كانت الأعمال المصرية لها رونقها ومذاقها الخاص بين الدول العربية والأفريقية، فمصر كانت أبوابها دائماً مفتوحة ومازالت أمام النجوم العرب، الذين يأتون إليها وتصبح بلدهم الثانى، ويحققون من هنا نجاحات كبيرة، وربما تكون البداية من مصر، ولكن قليلاً جداً ما نجد ممثلاً مصرياً يشارك بعمل عربى، كى تمتزج الثقافات وينجذب المشاهد العربى أكثر لتلك الأعمال. وتابع نجد أيضاً فى بعض الأحيان مشكلة فى توزيع الأعمال الفنية المصرية فى الدول الأفريقية، هذا بجانب القرصنة الفنية حيث يتم الحصول على العمل الفنى وهو مازال معروضا فى دور العرض السينمائى فيصل للجميع فى أفريقيا وغيرها دون أى ضوابط أو موانع، فالقرصنة آفة من الآفات التى أصابت الفن، ورغم وجود قانون يحمى العمل الفنى إلا أن البعض مع التطور التكنولوجي أصبح ينجح فى هذا وبالتالى يؤثر ذلك على تواجد الأعمال الفنية المصرية فى الدول الأفريقية والعربية. وقال الناقد الفنى طارق الشناوى: إذا تحدثنا عن تواجد الأفلام المصرية فى أفريقيا وأقصد بأفريقيا الشمال والجنوب، فالأفلام المصرية كانت رقم «1» فى المغرب العربى، حتى أصبح الفيلم الأمريكى مطلوباً أكثر، والفيلم الأوروبى وكذلك الهندى، وطبعاً الفيلم المغربى، والجزائرى والتونسى، أما الفيلم المصرى فقد تراجع إلى حد ما، وعلينا أن نمد جذورنا إلى المغرب العربى، بمعنى أن نعرض أعمالاً للمغرب العربى بمصر وأن نستقبل فنهم وأن تقدم دور العرض المصرية أعمالاً مغربية؛ لأن الصورة الذهنية الواضحة أن مصر لا تحتفى بالإبداع المغربى، خاصة بعد أن ظهر إنتاجهم، وهو ما يولد لدى الجانب الآخر شعوراً بأن مصر لا تهتم بإبداع المغرب العربى، وهذا ليس صحيحا. وتابع: أما الجانب الأفريقى المتعلق بأفريقيا السمراء أو فى الجنوب، بداية من السودان، فربما مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية بدأ فى عمل بعض الجذور، ولكنها وحدها غير كافية، ولابد من بذل مجهودات أكثر من ذلك بكثير، حتى تصل مصر لأفريقيا؛ لأنه سبق وأثبتت الأيام أن العمق الأفريقى الذى تخاذلنا عنه مسبقاً مهم جداً، لذا بدأ الرئيس عبد الفتاح السيسى الاهتمام بالجانب الأفريقى وتواجدنا فى القارة الأفريقية وهذه تعد أولى خطوات العودة للطريق السليم التى تستكمل بالتواجد الفنى بأفلامنا. ويضيف الفنان أحمد بدير: مصر مازالت تحتل الريادة فى أفريقيا وكل الدول العربية، مازلنا وسنظل فى المقدمة، ولكن هذا لا يمنع التطوير، خاصة بعد تولى الرئيس عبدالفتاح السيسى الرئاسة، فهو يحاول مد الجسور مع أفريقيا، والتواصل مع كل العرب، وهذه رسالة وهذا دور الفن أيضاً، فلابد من التواصل وتقديم أعمال مشتركة، وأن نقدم أعمالاً تهم كل المنطقة سواء العربية أو الأفريقية، وهذه هى الرسالة، وكل موضوعاتنا المحلية تتناسب معنا جميعاً مثل محاربة الأمية ومحاولة الاستثمار وبناء الإنسان.. لو عالجنا وتناولنا هذه القضايا فى بلد، فنحن نعالجها فى المنطقة بأكملها، ولكنى أريد تقديم أعمال مشتركة كما قدمت مسرحية مع أصدقائى من الكويت وغيرها مع السعوديين، وهنا فى مصر ممثلون من كل الدول العربية، وأقصد تبادل عناصر الفن المصرى مع الدول العربية ويا حبذا لو القضية تهم كلتا الدولتين، ولو بإنتاج مشترك. أما الفنانة رانيا فريد شوقى فقالت: أعمالنا تعرض فى شمال أفريقيا بتونس والمغرب، وليس الأمرحديثاً بل منذ القدم، وقد كانت أعمال والدى التى ينتجها يتم توزيعها فى أفريقيا، وأنا مع تبادل العناصر الفنية، وقد حدثت بالفعل تجارب فى هذا الإطار لكنها كانت تجارب قليلة، ومنهم والدى رحمة الله عليه، الذى قدم فيلماً مشتركاً بأفريقيا مع المخرج المغربى عبد الله المصباح. وتابعت: ولكننا نحتاج إلى زيادة الإنتاج وتنوعه والاهتمام بتسويق أعمالنا الفنية فى القارة ككل حتى يستطيع المتلقى فى أي مكان فى القارة الافريقية الاختيار ضمن ما يعرض عليه. أما المؤلف بشير الديك فقال: قديماً كانت هناك أفلام تونسية جيدة جداً، وجزائرية أيضاً، ولكن مصر كانت ومازالت الأكثر غزارة إنتاجياً، ولدينا أفلام لم يستطع أحد أن يتخطاها، لذلك مازلنا فى الصدارة، وحتى فى عدد الأفلام مازالت مصر الأكثر فى عدد الأفلام فى أفريقيا، وما يعيد مصر أو يضعها فى مكانة أعلى هى حرية التعبير، التى نتمتع بها فعلاً لذا أرى أن الطريق مفتوح أمامنا لتقديم المزيد الذي يلبي احتياجات القارة الأفريقية ككل فنياً. وقال المخرج مجدى أحمد على: مع محاولة الرئيس عبدالفتاح السيسى لدعم الفن ككل ، علينا أن نطور من أعمالنا كى نكون على قدر المسئولية ونستطيع العودة للصدارة عن جدارة بالقارة الأفريقية، خاصة أن مصر خطت خطوات فعلية فى هذا الإطار على المستوى السياسي. أما المنتج أحمد السبكى فقال: كنا وسنظل فى الأمام، ليس فقط فى عدد الأفلام ولكن فى النوعية أيضاً، وأرى أن السينما فى تطور مستمر، وعندما تعرض الأفلام فى التليفزيون يشاهدها الجمهور فى كل القارة الأفريقية على سبيل المثال، والدليل أنهم على دراية ومعرفة بكل نجومنا المصريين والمنتجين والمخرجين أيضاً فهذا دليل على أنهم يتابعون الفن المصرى وأننا مازلنا فى الصدارة، لكن عدم عرض أفلامنا فى دور العرض السينمائى بأفريقيا ربما يعود للتسويق أو التوزيع سواء لشمال أفريقيا أو الجنوب، وهذا ليس جديداً بل منذ القدم، ولكن أعتقد أن اهتمامنا الفنى بالتواجد فى القارة الأفريقية سيزداد فى الفترة المقبلة