تمر اليوم، الخامس من يناير، 57 سنة على العرض الأول لأحد أروع كلاسيكيات السينما المصرية والعربية، وهو فيلم «صغيرة على الحب»، الذى تم عرضه عام 1966، ومازال الفيلم يعيش بيننا رغم مرور تلك السنين على إنتاجه، حيث استمد بقاءه من قصته الجميلة وأبطاله المميزين، وتفاصيله الممتعة.
ورغم روعة الفيلم بكل تفاصيله، إلا أن وجود أوبريت «الحلوة لسه صغيرة»، ضمن أحداثه يعد عاملاً كبيراً من عوامل نجاح الفيلم بهذا الشكل، وتساءل الكثيرون عن بطل الاستعراض أمام السندريلا، والذى لفت الأنظار بطلته ورشاقته وصوته المميز، والقوى، وظل محل تساؤل الجميع، واليوم يظهر د. حسن خليل ليكشف تفاصيل هذا الأوبريت الرائع.
وقال فى تصريح خاص لـ«الكواكب»: قدمت العديد من الأعمال الفنية ولكن يظل أشهرها هو فيلم (صغيرة على الحب)؛ لأنى ظهرت به شخصياً كراقص وممثل فى دور الصياد وليس فقط مدرباً للرقص.
وأضاف: «اسم الفيلم لم يكن (صغيرة على الحب) فى البداية، وهذا الاسم من اقتراحى بعد أن كان يحمل فى البداية اسم (مراهقة على الحب)، كما أخبرنى المخرج نيازى مصطفى، وحين التقينا بمسرح البالون أعجبه اقتراحى وقد كان».
وتابع: «ولو تحدثنا عن كواليس هذا الأوبريت سأقول إنه عمل فنى متكامل، وتكلف الكثير من الأموال، وكانت طلباتى به كثيرة، فقد شارك به ما يزيد على 80 راقصاً وراقصة من أكبر الفرق الاستعراضية، وهذا الأوبريت من بدايته فكرتى، وأنا الذى نسقت السيناريو الخاص به كاملاً، غير أن صوت الغناء لم يكن صوتى، بل كان صوت حسنى الموجى، شقيق الموسيقار محمد الموجى، ملحن الأوبريت، وكنت أشارك بكافة تفاصيله فى تسجيل الأغانى والرقصات؛ لأنه من تأليفى درامياً وترتيب المشاهد حتى اختيار الديكور، وأنا من اخترت الراقصين».
وعن كواليس تدريبه للسندريلا على الرقص قال: «كانت سعاد رشيقة ولكنها لم تكن تمتلك التوافق العضلى والعصبى للحركة التعبيرية، فهى تتمتع بشقاوة وخفة، ولكن لم يُعلمها أحد أن تسير على إيقاع ثابت لمدة طويلة، وهذه هى العقبة التى قابلتنا فى التدريب، ولكن ذكاءها جعلها تتعلم برغم أنها كانت تبكى من قسوة التدريب، كى تستطيع تركيب الإيقاع مع الحركة مع الغناء والكلمات، وخروج الأوبريت بهذا الشكل يعد ذكاءً شديداً ومجهوداً جباراً منها».
واستكمل قائلاً: «عندما طلبونى لعمل الاستعراض اشترطت أن يكون الراقصون من الفرقة القومية للفنون الشعبية، وبأوزان وأجسام معينة، ففى الجزء الأول من الاستعراض (الحلوة لسه صغيرة)، جعلتها ألعاباً شعبية وليست بملابس كاجوال، بطعم المواطن المصرى وقوميته».
واستطرد: «أما الجزء الثانى وطريقة عمل كهف الديكور، فرفضها المخرج نيازى مصطفى، وأحالنى إلى سعد وهبة، وكانوا يعتقدون بأن الاستعراض يحتاج 10 أفراد يرقصون وانتهى الأمر، وطلبت ديكور التنين بالكهف، ونفذ طلبى».
وأكمل: «أما الجزء الثالث بالمغارة فكانوا 80 ولداً وبنتاً يرقصون، وهذه ميزانية فيلم بأكمله، أما الجزء الأخير ورقصة الفالس، فقد احتجنا إلى 16 راقصاً آخرين وهى اختطافها من بين أيديهم».
وختم قائلاً: «عندما عرض الفيلم حضرت وكان ضمن الحضور سعاد حسنى ورشدى أباظة ونيازى مصطفى، كنا نجلس فى بلكون وليس الصالة، وسعاد طوال العرض تمسك بيدى وهى بقمة سعادتها، وتقول لي: دى أنا؟! أنا مش مصدقة، وكان رشدى يجلس على الجانب الآخر فنظر لى وقال: يا عم كلت الجو مننا بالاستعراض بتاعك».