الجمعة 22 نوفمبر 2024

مديحة كامل التى صعدت الهاوية وجعلتها حالة فنية متفردة

مديحة كامل

13-1-2023 | 14:12

ولاء جمال

أعجب الأمور على الإطلاق قدرة المخلوق على فهم كثير مما يدور حوله ولا يستطيع أن يفهم نفسه تماما لأنه لو كان حقا يفهمها لأراحها، باستطاعتنا فهم الشخص لنفسه بقدرته على التعايش السلمى والتوازن النفسى الذى يكون عليه ولكن هل هذا كل شيء أو ليس عليك أن تواجهى ضغوط الحياة وعذاباتها ولكن أنا أشعر أننى أستطيع مواجهة كل شيء الشخص الوحيد الذى يخيفنى حقا هو مديحة نعم أخاف منكِ كثيرا».

كان هذا جزءا من نفس الإنسانة مديحة كامل ومما يدور فى خاطرها وكتبته بيدها.

إن الفنانة  مديحة كامل حالة خاصة استثنائية فقد رحلت عن عالمنا يوم  13 عام 1997 ولم تقيّم بالشكل الحقيقى إلا بعد وفاتها بمراحل تعتبر مديحة كامل أيقونة من أيقونات الجمال فى تاريخ السينما فكانت تميز جمالها الجاذبية الشديدة وكان لديها مظهر وجمال ورقة وتمتلك ثقافة كبيرة وقارئة وهذا ينعكس عموما فى وجه المرأة ومظهرها

مديحة كامل ابنة الإسكندرية مواليد 3 أغسطس 1948 وهى من أسرة أرستقراطية تخرجت فى كلية الآداب جامعة الإسكندرية قسم فلسفة أول من شاهدها كان الفنان سمير غانم رحمه الله وقتها كان ينشئ فرقة إخوان غانم قبل ثلاثى أضواء المسرح فحكى أنه شاهد بنت جميلة تمسك بالكتب وتحتضنها هكذا فوقف وقال لها هل  تمثلين معنا فى مسرح الجامعة فقالت له أوافق سمير غانم الفنان الكبير رحمة الله عليه يحكى بمنتهى الكوميديا :جاءت مديحة كامل نريد أن ننافس جميع مسارح الجامعات وجه جديد وطالعة معنا فمسرح شباب الجامعة بأكمله جاء وأصبح فوق بعضه من أجل مديحة كامل من شدة جمالها وتوهجها على خشبة المسرح فى فرقة إخوان غانم فى بدايات الستينيات بعد ذلك تقدمت وأصبحت عارضة أزياء فقد بدأت بعروض الأزياء بسبب لياقتها وثقافتها ورشاقتها حتى تزوجت فى سن 17 سنة زوجها محمود الرئيس والد بنتها الوحيدة مريهان الريس وأنجبت وجلست فى البيت إلى أن داعبها حبها للسينما من جديد وفى سنة 1964 بدأت مسيرة مديحة كامل فى فيلم مع شويكار ورشدى أباظة وفي نفس العام قدمت  مع إسماعيل ياسين فيلم اسمه «العقل والمال» فيلم إسكوب من أواخر أفلام إسماعيل ياسين ،من فيلم العقل والمال بدأت تعمل أدوارا صغيرة إلى أن جاء دورها الأهم فى هذه الفترة فى فيلم «30 يوم فى السجن» مع الملك فريد شوقى وأبو بكر عزت وثلاثى أضواء المسرح ومحمد رضا ونوال أبو الفتوح  ..كتب عن مديحة كامل فى هذا الفيلم ميلاد نجمة جديدة ثم جاءت نكسة 67 وهجرة الفنانين إلى لبنان، والسينما أصبحت محدودة على بعض الأسماء فقط وبالطبع عادت مديحة كامل لنقطة الصفر تعمل أدوارا صغيرة وظلت فى هذا فترة عشر سنوات وكانت بنات جيلها جميعهن تفوقن عليها نجلاء فتحى، نبيلة عبيد، ميرفت أمين،  سهير رمزى ونادية الجندى وشمس البارودى جميعهن انطلقن وأصبحن نجمات وكانت مديحة كامل تؤدى أدوار  مساعدة لهن ظلت هكذا إلى أن جاء لها مسلسل «الأفعى» سنة  77 وهو  من المسلسلات التى أعادت اكتشاف مديحة كامل من جديد وأكدت أن هناك نجمة وكانت هى البطلة وتؤدى دورا شريرا .

 

وجاء فيلم «الصعود إلى الهاوية» سنة 78وكان مخرج الفيلم المخرج الكبير كمال الشيخ كان يصر على سعاد حسنى  ولكن سعاد حسنى خافت واعتذرت عن الفيلم لانها لم تحب أن تؤدى دور جاسوسة بعد «زوزو وأميرة حبى أنا» فعرض كمال الشيخ الفيلم على نجلاء فتحى رفضت وميرفت أمين رفضت ونيللى كذلك رفضت ونورا كانت لازالت وجها جديدا رفضت حتى أن كمال الشيخ يئس وقال كل النجمات رفضن وفجأة بيفتح التليفزيون  فشاهد مسلسل «الأفعى» لمديحة كامل وقال :هاتولى البنت إللى اسمها مديحة كامل وكان حيث اتصل بصلاح أبوسيف المخرج لأنه أخرج لها فيلما اسمه «الكذاب»مع محمود ياسين وميرفت أمين فقال له المخرج صلاح أبوسيف إن مديحة كامل بنت كويسة وشاطرة وييجى منها وعندما أسند هذا الدور لمديحة كامل كان بالنسبة لها تحديا أكون أو لا أكون يإما تلحق بزميلاتها يإما ستظل كما هى فى الدور الثانى هى نفسها كانت تحكى ذات مرة ماذا ينقصنى لأكون نجمة أولى وقد كان الصعود الي الهاوية وهذا الفيلم ظل 43 أسبوعا فى السينمات وقيل فى هذا الفيلم جملة من أشهر عشر جمل فى تاريخ السينما «دى مصر ياعبلة» فهذه الجملة صنفت من أشهر عشر جمل فى تاريخ السينما فهذا الفيلم من الأفلام الخالدة وتم تكريم مديحة كامل من الرئيس الراحل أنور السادات وأسرة الفيلم كلها اتكرمت لأنهم قدموا فيلما قوميا ووطنيا لأن هذه الفترة لم تكن أفلام الجاسوسية منتشرة كما أن بطلة الفيلم جاسوسة وليس الجولييت الجميلة التى يحبها البطل عادة وخاصة فترة السبعينيات وجاءت فى وقت هام جدا وقت انتصارات حرب أكتوبر فالفيلم كان من الأفلام الهامة وانطلقت من بعده الفنانة مديحة كامل وأصبحت نجمة بطلة أولى ومن النجمات التي يتهافت عليها المنتجون والمخرجون والممثلون فبعدها طلبها رشدى أباظة مباشرة فى فيلمين: «دعونى أنتقم وسأعود بلا دموع»، 

وقدمت  أمام محمود ياسين فى أفلام كثيرة منها : « أشياء ضد القانون والأخرس والقط أصله أسد»، كما قدم ثنائيا فنيا مع محمود ياسين من خلال أكثر من عشرين فيلما، فهى من أكثر الفنانات اللاتى عملن مع محمود ياسين بعد نجلاء فتحى كما قدمت  مع نور الشريف فى أفلام كثيرة مثل: «الرغبة وانحراف وعندما يبكى الرجال»،  وكذلك وكذلك قدمت مع محمود عبد العزيز ونورا، «لكن شيئا ما يبقى»  وهذا الفيلم من الأفلام التى راهن الجميع على فشله، فهذا الفيلم عُرض فى العيد  أمام أفلام كثيرة لعادل إمام ونورالشريف ولكن هذا الفيلم حقق إيرادات مهولة وكان أول لقاء يجمع بين  مديحة كامل ونورا وكانت كل منهما تتمتع بجمال خاص كما كانت هناك منافسة بينهما، كما أنها قدمت ثنائيا فنيا مع عادل إمام فى فيلم «الجحيم» وفيلم «انتخبوا الدكتور سليمان عبد الباسط»، وفى هذه الفترة  كانت مديحة كامل نجمة الثمانينيات بلامنازع وقدمت أعمال  مع الجيل الجديد من المخرجين كـ رأفت الميهى فى «عيون لاتنام» ومع المخرج محمد خان فى «مشوار عمر والرغبة» ومع عاطف الطيب فى أهم أفلامها وأنضج أفلامها والذى حصلت من خلاله  على ٦ جوائز  «ملف فى الآداب» وهذا الفيلم من الأفلام التى قالت عنها إنه أحب أفلامها، فإذا كان «الصعود إلى  الهاوية» بدايتها ف ملف فى الآداب هو القمة

.

بعد ذلك قدمت النجمة مديحة كامل للتليفزيون مسلسلها العظيم «البشاير» ونستطيع أن نرى مدى جمال مديحة كامل عندما جلست فى المزرعة بدون مكياج تماما ولم تكن صغيرة فى هذا المسلسل لأنه كان سنة 80 إلى جانب ماقدمته فى المسرح فلها باع طويل فيه من أول «هالو شلبى» و «يوم عاصف  جدا» مع نجاح الموجى وكان أول مسرحية فى ذلك الوقت تقدم فى فصلين حيث كانت  المسرحيات تقدم  فى ثلاثة فصول فى ذلك الوقت  وكذلك شكلت مع سعيد صالح ثنائيا فنيا فى السينما والمسرح، ،وكان  آخر مسرحياتها «حلو الكلام» مع سعيد صالح ولم تذع فى التليفزيون

يصل مجمل أفلام مديحة كامل حوالي ٩٦  فيلما، وقد استطاعت من خلال هذه الأعمال أن تكون واحدة  من أهم ثلاث نجمات شباك فى ذلك الوقت نجمة مصر الأولى نبيلة عبيد ونجمة الجماهير نادية الجندى ثم نجمة الشاشة العربية مديحة كامل،  إلى أن جاء عام 1992 وقررت فجأة أنها تترك آخر أفلامها «بوابة إبليس» للمخرج عادل الأعصر وقررت  الاعتزال والتفرغ للعبادة وارتداء الحجاب، وكانت قد  أدت فريضة الحج وتفرغت لحياتها هى وابنتها، إلى أن توفت  وهى صائمة ومصلية للفجر خلال شهر رمضان