منذ أيام قليلة، وبالتحديد يوم 6 يناير، مرت ذكرى ميلاد الفنان الراحل محسن سرحان، الذى رحل عن عالمنا في 7 فبراير 1993، تاركاً إرثاً فنياً من الأعمال السينمائية والدرامية التي حفرت اسمه في ذاكرة الجمهور حتى يومنا هذا. وُلد محسن سرحان في يوم 6 يناير من عام 1914، منتمياً لعائلة متوسطة الحال تعيش في مدينة بورسعيد، استقال سرحان من وظيفته بوزارة الزراعة في أربعينيات القرن الماضي؛ حباً في الفن وإصراراً على استكمال مشواره، وفضل الالتحاق بالمعهد العالي لفنون السينما والمسرح في ذلك الوقت، ليقدم عدداً كبيراً من الأعمال السينمائية، أبرزها، بنت الباشا المدير، فتش عن المرأة، أجنحة الصحراء، فتاة متمردة، حياة الظلام، ليلي بنت المدارس، العريس الخامس. بدايته الفنية بدأ الفنان الراحل محسن سرحان، مسيرته الفنية من خلال السينما، إذ شارك في العديد من الأفلام، من بينها: بنت الباشا المدير، عام 1938، ووادي النجوم، عام 1943، وأميرة الأحلام، عام 1945، وشاطئ الغرام، عام 1950، وغيرها من الأعمال السينمائية، وتجاوزت أعماله الفنية 110 أعمال بين السينما والمسلسلات التليفزيونية. مثّل محسن سرحان عدة أفلام مع ليلى مراد، كما كون ثنائياً ناجحاً مع شادية، ولعل أبرز أدواره هو دوره في فيلم سمارة الشهير مع تحية كاريوكا، والذي مثل فيه دور الشرطي الذي يدخل بين أفراد عصابة تهريب المخدرات، متخفياً في هيئة مجرم، وينتهي الفيلم بموت سمارة، وعندما لاقى الفيلم نجاحاً منقطع النظير، قدم الجزء الثاني للفيلم باسم عفريت سمارة

أول زيجاته كانت الفنانة سميحة أيوب حبه الأول، وعلى الرغم من رفض عائلتها ارتباطها به، إلا أنهما تزوجا وأنجبا طفلاً واحداً يدعى (محمود)، ومن ثم انفصلا سريعاً نتيجة الغيرة، حيث وصفتها سميحة بأنها غيرة جنونية. وفى حديث سابق، كشفت الفنانة القديرة سميحة أيوب، عن سبب طلاقها من النجم الراحل محسن سرحان، مشيرة إلى أن السبب وراء ذلك يرجع إلى غيرته الشديدة عليها، مشيرة إلى أن الراحل محسن سرحان كان مصاباً بـاالغيرة المرضية، وكان يرفض جلوسها حتى مع أقاربها دون وجوده. وأضافت الفنانة القديرة سميحة أيوب، خلال استضافتها بأحد البرنامج أنه بعد مرور عام ونصف على زواجها من النجم الراحل محسن سرحان، شعرت بأن الحياة لن تستمر معه: اقبل عيد ميلادي، سألني عايزة إيه هدية؟ قولتله نطلق.

ثم يتزوج الفنان الراحل ثلاث مرات فيما بعد من خارج الوسط الفني. كانت الزيجة الرابعة للفنان محسن سرحان من طالبة تدعى هناء، دخلت حياته عن طريق الصدفة، حيث كانت فى في زيارة لإحدى صديقاتها التي تعيش في نفس العقار الخاص بمحسن سرحان، والتقى بهما عن طريق الصدفة. تعرف محسن عليها وعلى صديقتها وتناولا معاً طعام الغداء، مقدماً لهما دعوة لحضور العرض الخاص لفيلمه غضب الوالدين، وعرفها إلى أصدقائه آنذاك على أنها خطيبته، ليقرر الزواج منها. سينما محسن سرحان من أشهر أفلام الفنان الراحل محسن، كأس العذاب، اللقاء الأخير، لك يوم يا ظالم، غضب الوالدين، السعادة المحرمة، أشكي لمين، افرجتب، اغلطة أبب، بنت الشرق، الأحد، ابن البلد، المتشردة، عاشت في الظلام، سكة السلامة، ظلمت روحي، صورة الزفاف, سلوا قلبي، حبيب قلبي، بنت الشاطئ، انتصار الإسلام، االشك القاتلب، الحب المكروه، اشهدوا يا ناس، كدت أهدم بيتي، احدث ذات ليلة، دعوني أعيش، من القاتل، سمارة، زنوبة، االغريب، سجين أبو زعبل، توحة، اياعة الورد، احترسي من الحب، صراع في الجبلب، أيام ضائعة، أوهام الحب، زهرة البنفسج، االشيماءب، صائد النساء، العاشقات، ميعاد مع سوسو، ادعاء المظلومين، مسافر بلا طريق، قصر في الهواء، وقيدت ضد مجهول، جبابرة الميناء، االكومندان، القاء في شهر العسل، الأوهام، جحيم تحت الماء، اصائد الجبابرة، االمشاغبات والكابتنب، اامرأة آيلة للسقوطب. مسلسلات أما على مستوى الأعمال التليفزيونية، فقد قدم محسن سرحان عشرات المسلسلات التى كان أشهرها، اجمال الدين الأفغانى، األف ليلة وليلة، لا اله الا الله، حكايات هو وهى، القضاء في الإسلام 1، القضاء في الإسلام 2، رقيب لا ينام، امرأة وثلاثة وجوه، الإمام مالك، القرين، محمد رسول الله،، مفتش المباحث, أصبح النجم المفضل وفتى أحلام فتيات جيله، إلا أنه أقبل على الاعتكاف واعتزال الناس في آخر أيامه؛ ندماً على مشاركته في فيلم ذئاب لا تأكل اللحم، ودخل فى حالة اكتئاب شديدة، ورحل مبتعداً عن كل الناس متجهاً إلى الأراضي المقدسة نادماً على اشتراكه في هذا العمل، وظل هناك طيلة عام بأكمله، معتكفاً في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم. حين وصل إلى السعودية أصر محسن سرحان على عدم العودة إلى مصر، حتى التقى صديقه المقرب يحيى شاهين، وعاد معه إلى القاهرة بعد أداء فريضة الحج، وحين رجع كان أول ما فعله إقامة دعوى قضائية ضد مخرج ومنتج الفيلم سمير خوري، الذى كان قد غادر البلاد، متجهاً لأمريكا قبل أن يموت هناك. وفاته فى ليلة النصف من شعبان عام 1993، شعر محسن سرحان بألم شديد في بطنه، وقد طلب منه الطبيب أن يعود إلى منزله ليتوفى بعدها بساعة في 7 فبراير عام 1993، عن عمر ناهز الـ79 عاماً.