الجمعة 22 نوفمبر 2024

محطات غيرت حياة نجـوم زمان

يوسف وهبي في غرام وانتقام

26-1-2023 | 14:03

طه حافظ

لكل فنان نقطة تحول فى مشواره الفنى تمثل بداية بريقه وتوهجه وتمهد طريقه الى الشهرة ومن بعدها النجومية.
فى التقرير التالى نرصد المحطات الرئيسية فى حياة بعض نجوم السينما فى الزمن الجميل أو كما يطلق عليهم نجوم الأبيض والأسود.


البداية مع يوسف وهبى  الذى بدأ بمسرح حسن فايق، ثم أسس مسرح و شركة رمسيس للإنتاج السينمائى و شارك فى تأسيس استوديو النحاس و تولى إدارة فرقة المسرح العربى عندما كان يطلق عليها اسم الفرقة المصرية للتمثيل و الموسيقى.
فى عام 1944 قدم المسرحى الكبير فيلمه «غرام وانتقام» مع النجمة أسمهان والنجم الصاعد أنور وجدى، عن قصته وإخراجه، وظهر فى شخصية الموسيقار جمال حمدى، وعرض الفيلم لأول مرة 10 ديسمبر 1944، وحضره الملك فاروق، وأعجب الملك بأداء يوسف وهبى وأثنى عليه، وفور انتهاء الفيلم صافحه وقال له :»برافو يوسف بك وهبى»، ومن وقتها  حمل عميد المسرح صفة «البكوية».
وفى مجال السينما بزغ نجم أمينة رزق كممثلة  قديرة وبرزت فى تقديم الأم باقتدار، ومن الأفلام المهمة التى جسدت فيها هذا الدور «بداية ونهاية»، و«دعاء الكروان»، و«أرض الأحلام»، و«قنديل أم هاشم»، و«المجرم، والتلميذة»، وبائعة الخبز»، الغريب أنها قدمت هذا الدور بكل أحاسيسه دون أن تتذوق طعم الأمومة فى حياتها، فهى لم تتزوج طيلة حياتها إلا أنها حظيت باحترام العاملين فى المجال الفنى الذين رأوا فيها مثالا للاحتواء والانضباط والتفانى، كما كانوا يعتبرونها أماً لهم، وكانوا ينادوها بـ«ماما أمينة».
وقدّم الفنان نجيب الريحانى 9 أفلام سينمائية  فقط طوال مشواره الفنى، وجاءت فكرة أول أفلامه حينما حققت شخصية كشكش بيه نجاحا واسع المدى فعرض عليه الفنان استيفان روستي تحويلها إلى عمل سينمائى، ومن هنا تم العمل على فيلم «صاحب السعادة كشكش بيه»، والذى تم عرضه عام 1931، ونتيجة للنجاح الذي حققه الفيلم أيضًا كرر الريحانى التجربة فى فيلم آخر لكشكش بيه أيضًا وهو «حوادث كشكش بيه» والذى شاركه فى تأليفه صديقه بديع خيري وتم عرضه عام 1934.
وتوالت الأعمال السينمائية بعد ذلك والتى حققت نجاحا باهرا حتى يومنا هذا مثل «فيلم أبو حلموس و سلامة فى خير و سى عمر، وفيلمه مع تحية كاريوكا لعبة الست» الذى نجح بشكل مميز حينها، وفيلمه الأخير غزل البنات والذى لم يره حيث توفى وتم عرض الفيلم بعد وفاته.
وقدم زكى طليمات  أحمد مظهر فى مسرحية الوطن عام 1948، ثم دخل عالم الفن السينمائى من بوابة الفروسية حينما اختاره المخرج إبراهيم عز الدين ليقوم بدور فى فيلم ظهور الإسلام عام 1951 م، وبعدها رشحه يوسف السباعى لبطولة فيلم «رد قلبى» عام 1952، وحقق هذا الفيلم نجاحا كبيرا، وبعدها بدأت شهرة أحمد مظهر ونجوميته.
كما استطاع إسماعيل ياسين أن ينجح فى فن المونولوج، وظل عشر سنوات من عام 1935- 1945 متألقا فى هذا المجال حتى أصبح يلقى المونولوج فى الإذاعة نظير أربعة جنيهات عن المونولوج الواحد شاملا أجر التأليف والتلحين، والذى كان يقوم بتأليفه دائماً توأمه الفني أبو السعود الإبياري.
وفى عام 1939 كان بداية دخوله السينما، عندما اختاره فؤاد الجزايرلى ليشترك فى فيلم «خلف الحبايب»، وقدم العديد من الأفلام لعب فيها الدور الثانى من أشهرها فى تلك الفترة «على بابا والأربعين حرامى» و«نور الدين والبحارة الثلاثة» و«القلب له واحد»، وقد قدم إسماعيل ياسين أكثر من 166 فيلما فى حياته.
فى عام 1944 جذبت موهبة إسماعيل ياسين انتباه أنور وجدى فاستعان به فى معظم أفلامه، ثم أنتج له عام 1949 أول بطولة مطلقة فى فيلم (الناصح) أمام الوجه الجديد ماجدة.
وجاءت الفرصة الأولى لعبد السلام النابلسى فى السينما المصرية على يد السيدة آسيا فى فيلم «غادة الصحراء» من إخراج وداد عرفى فى عام 1929. وإن كان فيلم «وخز الضمير» فى عام 1931 للمخرج إبراهيم لاما هو الذى فتح له أبواب السينما فى الثلاثينيات فى تلك الفترة بعدد من رموز الفن فى ذلك الوقت منهم الأخوان لاما وتوجو مزراحى ويوسف وهبى وآسيا وأحمد جلال. ولم يكتف بالتمثيل فقط وإنما عمل كمساعد مخرج فى العديد منها وخاصة أفلام يوسف وهبى ولكنه فى عام 1947 اضطر للتفرغ التام للتمثيل بعد فيلم «القناع الأحمر» وخاصة بعد ازدياد الطلب عليه بعد انتشار موجة أفلام الكوميديا ذلك الوقت.
بينما لم يحقق أول فيلم فى حياة عماد حمدى الفنية النجاح، إلا أنه فوجئ بأن الفيلم سقط وليس هو كممثل، بدليل أن النقاد هاجموا المخرج والسيناريو، ولكنهم امتدحوا البطل كثيرًا، وقالوا إنه ظلم، وإنه وجه جديد يبشر بالخير، وإن الجماهير أيضًا أحبته وتعاطفت معه وبات مشهورًا، وبدأ المخرجون يرشحونه لأفلامهم، ليكون ذلك بداية فتح أبواب النجومية والشهرة بلا حدود، ويصبح عماد حمدى فتى السينما الأول لأكثر من ربع قرن، بل بدأ كل من يريد أن يخرج فيلمًا لأول مرة يستعين به أو يطلبه، وعلى رأس هؤلاء صلاح أبوسيف الذى قدم أول أفلامه «دايمًا فى قلبى» وشارك عماد حمدى البطولة الفنانة عقيلة راتب أيضًا، ولكن فى هذه المرة صفقت لهم الجماهير جميعًا.
وقام أيضًا ببطولة «الحرمان» أول أفلام المخرج عاطف سالم، ونجح الفيلم نجاحًا كبيرًا، كما أنه عندما أراد المونتير كمال الشيخ التحول إلى الإخراج، قام ببطولة فيلمه الأول المنزل رقم 13 أمام فاتن حمامة، هذا الفيلم الذى كان يمثل انطلاقة جديدة فى نوعية أفلام التشويق والحركة، ليصبح عماد حمدى هو الورقة الرابحة لكل مخرج جديد.
وكانت بداية شكرى سرحان الحقيقية فى السينما مع فيلم (نادية) عام 1949، بعدها قدمه المخرج حسين فوزى أمام الفنانة الاستعراضية نعيمة عاكف فى فيلم (لهاليبو)، ثم اختاره المخرج الكبير يوسف شاهين لبطولة فيلم (ابن النيل) والذي يعتبر الانطلاقة الحقيقية له فى مجال السينما.
بينما كان أول ظهور ليحيى شاهين فى فيلم «لو كنت غنى» بدور هامشى ثم فيلم «دنانير» عام 1939، مع كوكب الشرق أم كلثوم، حيث قدّم دورًا ثانويًا لا يُذكر ثم اقترحت أم كلثوم اسمه فى فيلم «سلامة»بدلا من حسين صدقى.
وفى بدايات الستينيات، اشتهر يحيى شاهين بدور «سى السيد» فى ثلاثية الكاتب الكبير نجيب محفوظ، وقدم واحدة من الشخصيات البارزة فى تاريخ السينما المصرية، وجسد بعد ذلك عددا من الشخصيات الهامة فى مسيرته الفنية فى أفلام «بلال مؤذن الرسول»، «شىء من الخوف»، «الأرض»، «جعلونى مجرمًا»، «لا أنام»، «أين عمرى»، «رجل بلا قلب» «الإخوة الأعداء»، «سيدة القطار».
فى حين بدأت هند رستم مشوارها الفنى بالظهور فى أغنية «اتمخطرى ياخيل» لمدة دقيقتين ككومبارس، وكانت البداية الحقيقية لها، عندما ذهبت لمكتب شركة الأفلام المتحدة عام 1946، حيث شاركت فى فيلم «أزهار وأشواك» مع الفنان يحيى شاهين.
اشتهرت هند بأدوار الإغراء في خمسينيات القرن العشرين، وأطلق النقاد عليها ألقاب عديدة، منها «ملكة الإغراء»، «مارلين مونرو الشرق»، ورغم ذلك لم تكن هند رستم تحب هذه الألقاب فكانت ترى نفسها ممثلة «دلع» لا إغراء، ولم تكن ترى شبهًا بينها وبين مارلين مونرو سوى إصابة قديمة كانت تظهر فى مشيتها.
وبدأ  صلاح ذو الفقار مشواره من خلال فيلم «عيون سهرانة» مع شادية، وبعده توالت أفلامه التى كانت تعتمد على خفة ظله ووسامته وشبابه، الذين كانوا جواز مروره إلى قلب الجمهور، فلم تعرف الشاشة الكبيرة فى عصره نجما يتمتع بروح الدعابة مثله. لكنه تمرد على هذه النوعية من الأفلام، وأنتج فيلمه الشهير «أغلى من حياتى» الذى كان بداية قصة حبه مع شادية، وبعده تزوجها وكونا معا أجمل ثنائى فنى، وأنتج لها «مراتى مدير عام»، «شىء من الخوف»، وهما من الأفلام التى أنصفت المرأة المصرية.
وكانت شادية التى لم يكن يتجاوز عمرها 16 عاما فى ذلك الوقت من عام 1947 تقدمت لاختبار تمثيل داخل استديو مصر، أمام المخرج أحمد بدرخان الذى كان يبحث عن وجوه جديدة لفيلمه الذى لم يكتمل، فقدمها بدرخان إلى حلمى رفلة والنجم محمد فوزى فى فيلم «العقل فى إجازة» ومن فرط نجاح الفيلم جعلها فوزى بطلته فى العديد من الأفلام التى أنتجها أو شارك فيها، «الروح والجسد، والزوجة السابعة، وصاحبة الملاليم، وبنات حواء».
واشتهرت فاتن حمامة فى بداية مشوارها بأدوار الفتاة الهادئة، تلك الصورة التى رُسمت لفاتن فى بداية تمثيلها منذ الأربعينيات وحتى منتصف الخمسينيات ودخلت فاتن مرحلة أخرى بعد تعاونها مع المخرج العالمى يوسف شاهين، فقدمت أدوارًا بعيدة عن النمط المعتاد الذى رُسم لها، مثل «زبيدة» الشابة الريفية الساذجة فى فيلم «ابن النيل» عام 1951، ودور «حميدة» الفتاة المشاغبة القوية فى فيلم «صراع في الميناء» فى عام 1956، وشخصية «آمال» التى ترفض قيود والدها ولا تعتد بعادات البيئة التى تنتمى لها وتعيش فيها لتقف بجوار من تحب وتحاول مساعدته بكل الطرق فى فيلم «صراع فى الوادى» عام 1954.
واقتحم عبد المنعم مدبولى السينما فى وقت متأخر حيث شهد عام 1958 أول فيلم لمدبولى وهو «أيامى السعيدة»، وتوالت الأفلام بعد ذلك والتى بلغ عددها 150 فيلمًا منها: «ربع دستة أشرار»، «عالم مضحك جدًا»، «غرام فى أغسطس»، «مطاردة غرامية»، «المليونير المزيف»، «أشجع رجل فى العالم»، وآخر أعمال الفنان عبدالمنعم مدبولى السينمائية «أريد خلعا» مع الفنان أشرف عبد الباقى.
ولعب «فؤاد المهندس» دور البطولة السينمائية عام 1954 فى أول أفلامه «بنت الجيران»،فؤاد المهندس قدم خلال مسيرته الفنية قرابة الـ 70 فيلمًا سينمائيًا ومن أشهر أفلامه كان «أرض النفاق، أخطر رجل فى العالم، شنبو فى المصيدة، العتبة جزاز».
وبدأت شويكار مشوارها السينمائى بفيلم «غرام الأسياد» عام 1961، والذى انطلقت من بعده لتصبح من أهم نجمات السينما المصرية وكان من أفضل أفلامها «أخطر رجل فى العالم، شنبو فى المصيدة، أرض النفاق، سفاح النساء، الكرنك، السقا مات، فيفا زلاطا، طائر الليل الحزين، أمريكا شيكا بيكا»، ومن المسرحيات التى قامت ببطولتها: «أنا وهو وهى، حواء الساعة 12، سيدتى الجميلة، أنا فين وإنتى فين».
وكان فيلم «المليونيرة الصغيرة» عام 1949 أمام فاتن حمامة هو أول أفلام رشدى اباظة ، إلا أن الفيلم لم يحقق النجاح المتوقع. قدم بعده رشدى ثانى أفلامه «امرأة من نار» مع الفنانة كاميليا، إلا أنه لم يحقق أيضاً النجاح المرجو. وبعد مجموعة من الأدوار الصغيرة فى بعض الأفلام مثل: «دليلة»، و«جعلونى مجرماً»، و«رد قلبى»، و«موعد غرام»، فكر رشدى فى السفر لإيطاليا، واحتراف التمثيل هناك. وبالفعل سافر وأمضى هناك 6 أشهر، إلا أنه قرر العودة إلى مصر واستكمال مشواره الفنى بها. وبالفعل كان فيلم «امرأة فى الطريق» عام 1958 هو البداية الحقيقية لنجومية استمرت نحو 3 عقود، قدم خلالها رشدى أباظة مجموعة من أشهر وأنجح الأفلام في السينما المصرية.
وقرركمال الشناوى خوض التمثيل فى أواخر أربعينيات القرن العشرين، وكان أول أعماله هو فيلم «غنى حرب»، وشارك فى بطولة أكثر من 200 فيلم سينمائى من أبرزها «الأستاذة فاطمة والحموات الفاتنات واللص والكلاب والكرنك واﻹرهاب والكباب».
طموح فريد شوقى كان يفوق التوقعات، فلم يكتف بأن يكون الممثل الرئيسى بفرقة يوسف وهبى، ولكنه أصر على الالتحاق بالدفعة الأولى من المعهد العالى للتمثيل، والذى فتح له الباب للحصول على أول أدواره السينمائية فى فيلم «ملاك الرحمة».
واستطاع فريد شوقى فى بدايته السينمائية أن يمثل أيقونة الشر فى معظم الأفلام السينمائية وقتئذ، إلى أن قدم فيلم «الأسطى حسن» عام 1952 والذى كتب قصته وأخرجه صلاح أبوسيف، لتتوالى بعد ذلك سلسلة من الأفلام التى مثل فيها شوقى الطبقة الكادحة من المجتمع فلقب ب» ملك الترسو» ، ومن هذه الأفلام «جعلوني مجرما» ، «الفتوة» ، «بطل للنهاية» ، «رصيف نمرة 5» .
فى عام 1954، اختار المخرج  يوسف شاهين، عمر الشريف لبطولة فيلم «صراع فى الوادى»، واختار له اسم «عمر» بدلا من اسمه الحقيقى «ميشيل ديمترى شلهوب»، ووقتها لم يكمل «الشريف» 19 عاما، وبعدها انطلق عمر الشريف لبطولة عدد من الأعمال، بعد أن بدأ أول أعماله الفنية ببطولة مطلقة أمام «سيدة الشاشة العربية» فاتن حمامة.
وفى عام 1955م اكتشف المخرج «حلمى حليم» أحمد رمزى عندما شاهده فى إحدى صالات البلياردو فعرض عليه العمل فى السينما ليقدم أول أدواره السينمائية فى فيلم «أيامنا الحلوة» بعد تدعيم صديقه عمر الشريف له وترشيحه أيضًا للدور لتكون بمثابة الانطلاقة القوية فى مشواره الفنى.