لكل مطرب ومطربة طريقته الخاصة فى الاستعداد للغناء، ومع التكرار تحولت هذه الاستعدادات إلى طقوس خاصة لا يستطيع المطربون الصعود إلى خشبة المسرح قبل القيام بها، ودون القيام بها يشعر المطرب أو المطربة بأنه ينقصه شىء ما، وبالتالى قد يصل الأمر ببعضهم أحياناً لتقديم حفل دون المستوى؛ لأنه لا يتفاءل إلا بممارسة هذه العادات وتلك الطقوس التى تمنحه الكثير من الراحة النفسية.. فى التقرير التالى نرصد أهم طقوس المطربين قبل الصعود إلى خشبة المسرح...

في حوار أجرته مجلة «الكواكب» مع موسيقار الأجيال، محمد عبدالوهاب، سأله المحرر آنذاك خلاله عن طقوسه قبل الغناء، فأوضح عبدالوهاب أن هناك الكثير من الشروط التى يضعها لنفسه قبل الغناء أو تسجيل الأغنيات على أسطوانات.. ومن ثم كان لعبد الوهاب بعض الشروط الصحية التى لا يحيد عنها مثل الأكل المسلوق وغيره، وكانت هذه الأكلات بأوامر الأطباء، ولم يكن عبدالوهاب يتغاضى عنها، كما أن له العديد من الشروط التى يحافظ عليها، مثل أن ينام فى الليلة التى تسبق الحفلات أو التسجيل نوماً هادئاً لمدة ثمانى ساعات كاملة على الأقل، كما أن تنفسه لابد أن يكون ناعماً يدخل ويخرج دون أية صعوبات، وأن تكون نفسيته هادئة وأعصابه مسترخية.
ويقول موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب: أما عن الأكل فأنا آكل لب الخبز الإفرنجى، لأنه يطرى البلعوم، كما أن مواده اللزجة التى تلتصق بجدار الفم ومجرى الحنجرة قادرة على المسح وتنظيف الأوتار من الرواسب أو المواد التى تعلق أحياناً فى عنق الفم.
اما سيدة الغناء العربى أم كلثوم فكانت لها طقوسها الخاصة التى لا تحيد عنها قبل صعودها على المسرح ومقابلة الجمهور، فهى تطمئن على كل كبيرة وصغيرة، وتشرف بنفسها على ترتيب وجلوس العازفين، وتحرص على ظهورهم بشكل متناسق متناغم فى الأحجام والأطوال.
وترفض «ثومة» أى عبث فى الشكل النهائى لفرقتها، فالكل مستعد وحريص على مظهره خوفاً من اللوم والجزاء وقد وصل بها الأمر فى بعض الأحيان إلى التوبيخ لمن لا يلتزم بما تطلبه كوكب الشرق، بالإضافة إلى حرصها الشديد على الشكل النهائى للآلات الموسيقية كنظافتها ولمعانها، والتأكيد على هذه الأمور كان الأهم عندها، وما يشغل بالها دائماً هو الجمهور وحجم وعدد الحضور، فلم تستطع أن تواجه جمهورها وتظهر على خشبة المسرح إلا بعد أن تتأكد تماماً من أن صالة المسرح قد امتلأت بالكامل بجمهورها المحب، فكانت تتلصص عليه من خلف الستار قبل أن تطل عليه على خشبة المسرح.
وقبل خروجه من المنزل كانت للعندليب الأسمر، الفنان عبدالحليم حافظ، طقوس يتميز بها يوم تقديم حفلاته، فقد كان متوتراً عصبياً قلقاً جداً، وكان يظهر هذا بشكل كبير ويشعر به كل من حوله وبالتالى كان يرتدى بدلته ويستعد للنزول قبل الحفل بوقت كافٍ، وذلك للإشراف على كل ما يتعلق بصعوده على خشبة المسرح وكانت شقيقته «الحاجة علية» تقوم بتوقيفه أمام المرآة الموجودة فى مدخل منزله ثم «تبخره» وتقرأ عليه آيات من قصار السور وتدعى له.
أما النجوم فى عصرنا الحديث.. فلهم أيضاً طقوسهم التى يمارسونها قبل الخروج للحفلات.. فيحرص عمرو دياب قبل حفلاته الغنائية على المسرح، على ممارسة التمارين الرياضية قبيل حفله الغنائى بساعات، ويحاول أن يكون هادئاً قبل دخول الحفل، ويقوم بالتركيز على ما سيقوله للجمهور.
كما أنه لا يستطيع الوقوف للحظات خلف الستار لرؤية الجمهور، لذلك يصعد فجأة حتى لا يصاب بالتوتر.
ويحرص محمد حماقى قبل الصعود إلى خشبة المسرح على التأكد من حفظ الفرقة الأغانى بشكل جيد، خاصة التى سيقوم بغنائها أمام الجمهور حتى لا تحدث أخطاء.
أما الفنان هانى شاكر فيقوم قبل الحفل بعمل بروفات مع الفرقة ويجلس مع المايسترو ويتفق على الملاحظات التى قد تحدث مثل طلب الجماهير أغنية معينة أو «كوبليه»، ويؤكد أنه يهتم دائماً بحفظ الفرقة الألحان والأغنيات التى سيقدمها، وأيضاً يدخل الكواليس قبل الحفل بساعتين ويستعد لمواجهة الجمهور.
أما محمد منير فله طقوس خاصة، حيث يستمع إلى الأغانى التى سيلقيها من خلال كاسيت السيارة، وهو فى طريقه إلى الحفل وتعتبر تلك هى المراجعة الأخيرة قبل مواجهة الجمهور التى يعتبرها بمثابة امتحان صعب.
كما يجرى منير مراجعة على الأغنيات التى لن يغنيها فى الحفل تحسباً لطلب الجمهور هذه الأغاني، ويحاول توقع الأغانى التى سيطلبها منه الجمهور بحكم خبرته، ويقوم بعمل بروفة عليها، كما يحرص على الجلوس منفرداً فى حالة من الاسترخاء ويشرب فنجاناً من الينسون ثم يقوم بتغيير ملابسه قبل بدء الحفل بنحو 5 دقائق فقط.
بينما يريح إيهاب توفيق صوته قبل الحفل بيوم كامل ويغلق تليفونه ويمنع المقابلات وينام ساعات كثيرة فى ليلة الحفل حتى يكون فى أعلى درجات التركيز، وقبل عمل البروفة يجلس يدون ملاحظاته على الحفلات السابقة والأخطاء التى وقع فيها سابقاً حتى يتلاشاها.
من جهته، يقوم تامر حسنى بالدعاء قبل الصعود إلى المسرح ويتصل بوالدته قبل بدء الحفل كى يسمع دعواتها بالتوفيق له.
أما الفنان حمادة هلال فيحب الحركة والضوضاء قبل الحفل حتى لا يشعر بالقلق لأن الهدوء غالباً ما يصيبه بالقلق الشديد كما يقول.
من جهته يقوم النجم اللبنانى عاصى الحلانى بقراءة بعض الآيات القرآنية قبيل توجهه نحو المسرح، حيث تشعره بالطمأنينة والسكينة.
أما الفنان عصام كاريكا فيحرص على قراءة «آية الكرسى» خمس مرات حتى يتخلص من حالة القلق التى تسيطر عليه، ويقوم بعدها بمراجعة الاغانى مع فرقته، ويعتمد فى بداية الحفل على أغانى الرتم السريع حتى يتفاعل معها الجمهور وتزول حالة الرهبة التى من الممكن أن تسيطر عليه.
أما الفنانة اللبنانية نانسى عجرم، فتقوم بعمل بروفات على أشهر أغنياتها، كما تحرص عن عمل بروفات على الأغانى المرتبطة بالجمهور المصرى مثل «انت مصرى»، وأغنية مسلسل «ابن الارندلى» لأن المصريين يطلبونها كثيراً