الإثنين 25 نوفمبر 2024

الطلاق.. على الشاشة.. هل يعكس الواقع

آسفة.. أرفض الطلاق

28-1-2023 | 12:21

 قدمت العديد من الأعمال الفنية قضية الطلاق بأكثر من وجهة نظر، حيث ساهم بعضها فى لفت الأنظار إلى هذه القضية المهمة وكيفية مواجهتها فى حين أكتفى البعض الأخر بمجرد عرضها تاركاً الحلول للمشاهد والمختص فماذا عن الطلاق على الشاشة وهل عكس الواقع؟

البداية تأتى من عدد كبير من الأعمال الدرامية التى نجحت فى رصد قضية الطلاق والصعوبات التى تواجه المرأة فى الحصول عليه وكان من أبرزها فى العام الماضى مسلسل «أمل فاتن حربى» الذى قدمته النجمة نيللى كريم ونجح فى التطرق إلى الصعوبات التى تواجه المرأة حتى تحصل علي الطلاق وتأثير ذلك على نفسيتها وعلى أبناءها.

  إلا أنا

 كان هناك أيضا مسلسل «إلا أنا»، الذى تضمن مجموعة من الحكايات التى تناولت الكثير من قضايا المرأة فى الوقت الحالى، ونجح المسلسل فى تحقيق نجاح كبير ونسب مشاهدة عالية للغاية، بما قدمه من قضايا حقيقية لامست الواقع.

 وهناك أيضا «خيط حرير» و«طلقتك نفسى» و«الوجه الآخر» و«قوت القلوب» حيث تعد هذه الأعمال الدرامية من الأعمال التى ناقشت العديد من القضايا المجتمعية بشكل ناجح وفى مقدمتها قضية الطلاق.

ولم يتوقف الأمر عند حد هذه الأعمال فنسيتطيع القول أن الدراما قد قدمت الكثير من القضايا الاجتماعية وكان للطلاق منها نصيب كبير حيث عرضت هذه القضية من حيث مشكلتها وأبعادها بل وأثرها السلبية كما هو الحال فى «فرصة ثانية» لياسمين صبرى و«خيانةعهد »ليسرا و«أريد رجلاً» لشهيرة سلام و«البيوت أسرار» لهنا شيحة وآيتن عامر ونسرين أمين و«المطلقات» لعلا رامى ومى سليم.

وعلى شاشة السينما تجسدت هذه القضية بشكل كبير منذ العقود الماضية ولا يمكن أن ننسي في هذا الإطار العديد من الأعمال التى نجحت فى تغيير قضايا الأحوال الشخصية،  فى عام 1975 تم إنتاج واحد من أهم علامات السينما المصرية وهو فيلم «أريد حلاً»، الفيلم الذى أثار ضجة كبيرة وقت عرضه، بل وبسببه تغير قانون الأحوال الشخصية فى مصر.

حيث ناقش الفيلم مشكلة درية «فاتن حمامة» فتاة من عائلة أرستقراطية يتم تزويجها لرجل دبلوماسى وهو مدحت «رشدى أباظة» وبعد فترة من الزواج تكتشف خياناته المتعددة لها، وبعد أن يسافر ابناهما للدراسة بالخارج، تشعر درية بأن دورها كأم انتهى وبإمكانها الآن أن تطلب الطلاق، وبالفعل تطلب الطلاق فيهاجمها الجميع، ولكنها تصمد للنهاية وترفع قضية طلاق تظل قيد النظر بالمحاكم لسنوات عديدة، وخلال الجلسات ينكشف لنا عالم النساء اللاتى يطلبن الطلاق أيضاً وأوضاعهن المزرية، وبعد سنوات فى المحاكم ينتهى الفيلم على أنه لا يوجد مبرر من وجهة نظر القاضى للطلاق، وبالتالى يحكم عليها بالاستمرار مع زوجها.

ساهم فيلم «أريد حلاً» فى مناقشة إقرار قانون الخلع فى مصر

 الشقة من حق الزوجة

«أطلقك.. وتسبينى أنام» من أشهر الجمل فى كوميديا الحياة الزوجية، جاءت فى فيلم «الشقة من حق الزوجة» لمحمود عبد العزيز ومعالى زايد، فعندما استمرت زوجته بالضغط عليه، طالبة منه الطلاق، بينما هو فى حاجة إلى الراحة لشدة إجهاده، قام بتطليقها فى مشهد كوميدى، حتى تتركه وحاله ويتمكن من النوم، ومن هنا بدأت المشاكل والصراعات على أحقية الشقة.

 

 أريد خلعاً

«يا بخت من وفق راسين فى الحلال»، شعار تبدل كثيراً فى هذا الفيلم الذى يتناول نموذجاً من الكوميديا الاجتماعية العائلية التى تدور حول زوجة (حلا شيحة) تضطرها معاملة زوجها السيئة (أشرف عبدالباقى) إلى رفع دعوى خلع ضده بحثاً عن الخلاص منه لتكون أول زوجة ترفع هذه القضية بعد إصدار قانون الخلع، بمساعدة شقيقها، فى محاولة للحصول على حقوقها، ويتهم كل منهما الآخر كمسبب لهذا الوضع فى إطار كوميدى.

آسفة.. أرفض الطلاق

على النقيض تماماً، ففى عام 1980 تم إنتاج الفيلم التليفزيونى «آسفة.. أرفض الطلاق»، ليعرض عكس ما تناولته فكرة فيلم «أريد حلاً»، فالزوجة منى «ميرفت أمين» ترفض قرار زوجها «حسين فهمى» بالطلاق، حيث إنها لم ترتكب ما يدعو لذلك، بالإضافة إلى أنهما كانا يعيشان حياة مثالية، إلا أن الزوج بعد إعادة اكتشاف حبه الضائع والذى لعبت دوره «سوسن بدر» قرر التخلى عن حياته مع زوجته.

وتتحدى منى كل الظروف الاجتماعية وتقف فى وجه أهلها وأصدقائها وتطالب برفع قضية ضد زوجها تطالب فيها بعدم تطليقها، فليس من حقه وحده تقرير مصيرهما.

ينتهى الفيلم بوصول منى لمبتغاها وإقناع زوجها بأن قرار الطلاق ليس من حقه وحده، فيعود لها الزوج، لكنها ترفض عودته إليها مجدداً.

ولا عزاء للسيدات

نوع آخر من المخاوف جسده فيلم «ولا عزاء للسيدات» الذى لم يكن يناقش الطلاق فى حد ذاته، ولكنه استعرض نظرة المجتمع للمطلقة ومعاناتها من القيل والقال ونظرات الناس لها، وكيف يصدق الآخرون بسهولة أى طعنات فى سمعتها دون أى محاولة لاستيضاح الحقيقة منها، ناقداً تقديس المجتمع الإشاعات وتجاهل الحقائق.

 أفلام كوميدية.. ولكن!

هناك عدداً كبيراً من الأفلام التى حملت شعار الكوميديا، وتناولت أيضاً الظاهرة بطرق وأشكال مختلفة سواء فى الألفية السابقة أو فى الألفية الجديدة، تماماً كما شاهدنا فى فيلم «البعض يذهب للمأذون مرتين» لنور الشريف وميرفت أمين وعادل إمام ولبلبة وسمير غانم، ويتناول الفيلم فكرة خيانة الأزواج لزوجاتهم، وعندما ينكشف الأمر تطفو على السطح فكرة الطلاق، ومطالبة جميع الزوجات أزواجهن بالطلاق فى جو من المفارقات والمواقف الكوميدية.

وكذلك فيلم «زوج تحت الطلب» لعادل إمام وليلى علوى وفؤاد المهندس، الذى ناقش فكرة الطلاق أكثر من مرة واستحالة عودة الزوجين إلا من خلال محلل، وأخيراً وليس آخراً «محامى خلع» لهانى رمزى وداليا البحيرى وعلا غانم.. والبقية تأتى.

 نزاعات مستمرة

هكذا كانت السينما والدراما المصرية انعكاساً لتطورات التخبطات والنزاعات الزوجية وصولاً إلى كلمة «الطلاق»، وحاولت أن تقدم كوميديا كدعوة للتسامح والتغلب على صعوبات الحياة، وقدمت الدراما كسبيل للوعظ وتحمل المسئولية، كما عنيت أيضاً بدعم المرأة المعنفة  والمطلقة فى مواجهة القدر.