9-2-2023 | 11:56
أميمة أحمد
على الرغم من كثرة المهرجانات ونجاحها، وأن هناك أفلاما كثيرة تحدث عنها نقاد الفن وأعجبوا بها إلا أن أفلام المهرجانات لم تترك أثرا بين الجمهور، فمعظمهم لا يكون لديه العلم الكافى بأفلام المهرجان وتكون بالنسبة له ماهى إلا أفلام غير مفهومة ولا يبحثون عنها، فلماذا لا يتذكر الجمهور أفلام المهرجانات؟.. لذلك التقت الكواكب بصناع ونجوم الأفلام لمعرفة ما السبب وراء ذلك..
فى البداية توضح من جانبها الناقدة السينمائية أستاذة فايزة هنداوى: إن المهرجان هو مكان للتجريب وإنشاء أفلام جديدة ولكن الجمهور يبحث عن الأفلام التقليدية التى بها قصة وبداية ونهاية وترتيب زمنى فهو يميل أكثر للبحث عن التسلية، ولكن أفلام المهرجانات جيدة جدا وبها تجريب فنى وهذا أنسب للمهرجان، لأن المهرجان يقدم كل مدارس السينما وكل أنواع السينما وأيضا يقدم كل ما هو جديد فى عالم السينما، وهناك مخرجون شباب كثير أتاح لهم المهرجان تجريب سينما جديدة مختلفة عن كل ما قدم من قبل فأنسب مكان له سيكون المهرجان بلا شك، وأفلام المهرجانات دائما ما تنال إعجاب النقاد لأن مهمة الناقد البحث فى الفيلم عن فكرته المختلفة وجميع جوانبه والتجديد الذى به وأدواته ورؤية المخرج المختلفة التى به تميزه عن غيره، وهناك فئة معينة من الجمهور ممن يستمتعون بأفلام المهرجان وهم الباحثون عن الجديد دائما أو من يتطلعون على ثقافات أخرى أو من مشاهدى السينمات المختلفة من الإيطالية والأجنبية فيعرفون أن السينما أنواع وأنها ليست للتسلية فقط، فالأفلام مثل القراءة فأحيانا شخص يحب أن يقرأ فى التاريخ وآخر فى الرعب وهذا وذاك جيد ولا يعيبهم شىء.
يقول الناقد الفنى الأستاذ طارق الشناوى: إن من المفترض أن تصنع الأفلام من أجل الجمهور وليس للمهرجانات وهذه هى القاعدة العامة، ولكن أحيانا فى بعض الأفلام يكون بها نوع من أنواع اللغة السينمائية تكون متقدمة على ما ألفه الجمهور أى طريقة سرد أحداث الفيلم ولا ترحب بها الذائقة الجماهيرية التى تعودت على نوع معين من السينما وهذا استثناء فالفيلم يصنع للجمهور، وهذا خطأ المبدع القائم على الفيلم أو أن الفيلم يكون مبنيا على أحداث غير حقيقية أو منطقية فالجمهور لم يحبها، ولكن أيضا على الجمهور أن يهتم بمعرفة هذه الأفلام فهناك أفلام رفضها الجمهور ولكن بعد حديث المهرجانات عنها أعادوا مشاهدتها وأحبوها جدا مثل الباب الحديد وشىء من الخوف والمومياوات وبين السماء والأرض كل هذه الأفلام حين عرضت فى صالات السينمات لم تلق أى حظ ولكن بعد ذلك عرف قيمتها الجمهور وأصبحوا من محبيها.
ومن جانبها تقول الناقدة السينمائية ماجدة موريس: أعتقد يرجع ذلك بسبب اختلاف نوعية هذه الأفلام فالجمهور أصبح يبحث عن الفيلم السهل الممتع فالجمهور يذهب إلى السينما للبحث عن التسلية والضحك أو لمشاهدة ممثله المفضل غير مهتم بقصة الفيلم أو طريقة التعبير عنه أو السيناريو أو رؤية المخرج، فسنجد دائما أن هناك مواسم لعرض الأفلام فى السينمات مثل الأعياد ويحصل الفيلم على أعلى إيرادات وقتها لأن الجمهور ذاهب من أجل التسلية والمتعة فقط وليس فيلما يحتاج إلى تفكير وعلى عكس ذلك هناك جمهور محب للسينما ويعتبرها فنا ورسالة ووسيلة للتعبير عن المشكلات التى تواجهه المجتمع هذا الجمهور هو من سيحب أفلام المهرجانات ويبحث عنها وعن الفكرة التى تدور حولها.
وتقول المخرجة الأستاذة رباب حسين: إن من وجهة نظرى أن صانعى هذه الأفلام قطعا يصنعونها من أجل المهرجان فقط فيكون لهم معايير خاصة فى صناعتها فالفيلم لا يكون جاذبا للجماهير وهذا فى بعض الأحيان، وأحيانا أخرى تعود الجمهور على أفلام التسلية فقط وكما قال الأستاذ داود عبدالسيد أنا اعتزلت بسبب أن الجمهور تغـّير فالجمهور الذى يستمع إلى أغانى المهرجانات ويبحث أحياناً عن أفلام غير قيمة هو جمهور يبحث عن التسلية فقط ولكن علينا نحن الصناع إنشاء معادلة بين أفلام المهرجانات والأفلام التى تجذب الجمهور فالفيلم المهرجانى فى بعض الأحيان لا يكون به نجوم كبار يعرفهم المتابعون فيكون به ممثلون جيدون بالفعل ولكن ليسوا نجوم شباك سينما، الشىء الآخر موضوع الفيلم المهرجانى نفسه يكون خاصا غير عام، علينا نحن تحقيق هذه المعادلة وإنشاء فيلم ذات قيمة ويحبه الجمهور.
وتوضح السيناريست والكاتبة الأستاذة نجلاء الحديني: أن أفلام المهرجانات لم تلق نصيبها من العرض مثل الأفلام التجارية حتى حين تعرض لكى تشارك فى المهرجان تكون معروضة لمدة محدودة جدا، وهذا غير منطبق على جميع الأفلام فهناك أفلام عرضت فى المهرجانات وكان لها إقبال جماهيرى أيضا، وأيضا بسبب أن أفلام المهرجانات يكون لها طابع خاص ومواصفات مختلفة عن أفلام الجماهير فهى فى الآخر مقصود منها أن تكون مختلفة وبها مساحة من التجديد ومساحة من الصورة غير سريعة الإيقاع فهى عرض لحالة أو موضوع من كل جوانبه فى شكل به نوع من التروى وغير مقصود بها جذب المشاهد فى السينما وفى بعض الأفلام يكون تركيزها على إيضاح جوانب معينة مثل طريقة عيش بعض الناس فهى أفلام غير معتادة بالنسبة للجمهور، ففيلم المهرجان عبارة عن حالة متكاملة غير مقصود بها إثارة إعجاب الجمهور ولكن إظهار جانب معين ويكون فيلما فنيا يحقق به صناع العمل رؤيتهم ، وأفلام المهرجانات بها مساحة من الحرية فصناعها غير معتمدين على نجوم معينة فيمكن أن أبطال الفيلم يكونون وجوها لأول مرة ولكن تستشعر كما لو أنهم طبيعيون أكثر من ممثل كبير فهي افلام جديدة مختلفة عما يبحث عنه الجمهور من تسلية