الجمعة 22 نوفمبر 2024

نهى عابدين: الحب عطاء ومسئولية والتزام وتقدير واحترام

نهى عابدين

11-2-2023 | 13:51

ولاء جمــــــــــــــال

منذ بدايتها قدمت نجمتنا أدواراً مختلفة، تنوعت بين الكوميدى والتراجيدى والدرامى، وأيضاً الرعب، من خلال ميسرة فنية حافلة بالأعمال ذات القيمة العالية بين السينما والتليفزيون، منها أفلام «سفارى» و«الكنز» و«الحارس»، وكذلك مسلسل «ونوس» أمام العملاق يحيى الفخرانى، الذى شاركته أيضاً مسلسل «نجيب زاهى زركش»، هذا بجانب دورها اللافت فى مسلسل «حلاوة الدنيا» أمام الفنانة هند صبرى، وأيضاً مسلسل «خلى بالك من زيزى»، الذى حصدت عنه جائزة من المركز الكاثوليكى المصرى للسينما. كان آخر أعمالها مسلسل «فى كل أسبوع حكاية»، قبل أن تنتهى مؤخراً من تصوير المسلسل الرمضانى «فى مهب الريح» مع هند صبرى. إنها النجمة صاحبة البصمات القوية بموهبتها العالية نهى عابدين، التى فتحت لنا قلبها فى عيد الحب لتحكى معنا عن مشاعرها وتجربتها ومعايير حبها فى قوالبه المختلفة، وكيف وجدته على أرض الواقع، وغيرها من التفاصيل فى الحوار التالى...

هل الحب عندك يكون نابعاً من القلب أم من العقل؟

المسألة ليست فى العقل أم القلب، ولكن الحب عطاء وتحمل مسئولية والتزام وتقدير واحترام، هذا هو الحب، ولا بد أن يشعر الطرفان بالاطمئنان تجاه بعضهما البعض، وأن يتوفر بينهما الأمان؛ لكى نستطيع أن نطلق على تلك الحالة أنها «حب»، فغير ذلك لا يكون حباً، ولكن يمكن أن نسميه انبهاراً أو انجذاباً أو تعلقاً.

 

إلى أى مدى تصل عاطفة نهى عابدين وتضحياتها فى الحب؟

أنا إنسانة عاطفية جداً، ولكن لا تظهر على العاطفة؛ لأننى لا أحب بسهولة، ولكن عندما أحب يكون هذا الحب بشكل قوى جداً، وأعطى بلا مقابل؛ لأنى شخص معطاء، لكن إذا شعرت بأن ما أفعله ليس فى مكانه الصحيح أنسحب دون مماطلة، بل ألملم أشيائى وأنهى العلاقة.

هل تستطيعين بسهولة اتخاذ قرار إنهاء العلاقة.. أم تتمهلين قبل اتخاذه؟

عندما أكون فى علاقة لابد أن أعطى هذه العلاقة وقتها، وأعطى من أمامى وقته قبل الحكم عليه؛ كى أراه على حقيقته، وأرى عيوبه وأخطاءه كاملة بقدر الإمكان، وأستطيع تكوين صورة كاملة عنه من أجل اتخاذ القرار الصحيح، فإذا كان القرار الصحيح وقتها هو الابتعاد فلن أندم عليه؛ لأنى اتخذته عن قناعة تامة دون استعجال، ولا أشعر وقتها أنى خسرت، ولا أندم لأن هذه تجارب أدخلها وأتعلم وأستفيد منها وتعرفنى نفسى، وما ينفعنى أو يضرنى، لذلك فأنا أرى أن فشل العلاقات دروس نعرف أنفسنا من خلالها.

 

وكيف تتعاملين مع الوجع بعد انتهاء العلاقة؟

لا أحد يتعلم دون مقابل، وهذا طبيعى، بالعكس إذا أصاب أحد الوجع اليوم، فبالتأكيد سيتعلم درساً من هذا الوجع يفيده غداً فى عدم الوقوع فى نفس الخطأ، وحتى إذا تعرض للوجع مرة ثانية فلن يكون بنفس حجم المرة الأولى، ومن الطبيعى جداً أن الحياة لا تخلو من الفرح والحزن والوجع والنجاح والفشل، ولكن الأهم أن يقوم الإنسان بعد أن يقع ولا يركن للسقوط، فلا أحد سيظل طوال الوقت سعيداً وناجحاً، ولن يكون هناك أحد طوال الوقت موجوعاً. وهل عشتِ الحب الذى كنتِ تتمنينه؟

لا، لازالت لم أقابل بعد هذا الشخص، ولم يأتِ بعد، أنا كنت متزوجة وانفصلت وعندى ولد، أعيش معه حالة حب طوال الوقت، وبيننا قصة حب دائماً شغالة ومستمرة، نحن تقريباً «حبِّـيبة». وهو مرتبط بى جداً.

هل معنى ذلك أنكِ لا تتعاملين معه كأم خاصة فى الجوانب التربوية؟

لا طبعاً، فأنا أم جامدة معه ولا أتساهل معه فى الأخطاء، فمن أمن العقاب أساء الأدب، وفى نفس الوقت أحافظ على الجانب العاطفي؛ لأن الحب مهم جداً، فلابد أن يشبع الأطفال حباً وحنية واحتراماً وتقديراً؛ لأن هذه هى التى تشكل شخصيتهم.. وأرى أن أول حب يكون نابعاً من البيت، وهو الذى يعرِّف الطفل من صغره معنى الحب الحقيقى، فلابد أن ينهل الطفل من الحب الأسرى بشكل كبير، ولو تعرض لحرمان منه أو عطش له فسيعرضه ذلك إلى أن يتلقى الحب من علاقات سيئة وغير صحية، وكما يقال «زبالة العلاقات». من وجهة نظرك..

 

كيف يمكن أن يقدم الفن صور الحب فى شكله الجميل والصحيح؟

لابد من تقديم نماذج تعبر عن الحب الحقيقى، الذى شرحناه سابقاً، وليس مجرد امرأة تعيش مع رجل لأنها تحبه، بينما هو يضربها ويهينها ويكذب عليها، أو يحرمها من أى من حقوقها، ومع ذلك تكون مصممة على البقاء معه، فليس هذا حباً، وليس مقبولاً أن ترضى أى امرأة على نفسها أن تكون موجودة فى علاقة تقلل من تقديرها واحترامها لنفسها ومن كرامتها.. ليس هذا فقط فى علاقة الرجل بالمرأة، فأى علاقة لا تقوم على الاحترام والتقدير والعطاء المتبادل تنتهى وتفسد حتى بين الأصدقاء فإذا شعر طرف بأنه يعطى دون مقابل سيشعر لحظة بأنه يتعرض للاستغلال، وهنا ستكون تلك المشاعر سبباً فى عدم الشعور بالسعادة التى ينبغى أن تحققها الصداقة، كذلك إذا تعاملت مع صديقتى باحترام دون أن تبادلنى المعاملة نفسها سأشعر أيضاً بأن هناك شيئاً خاطئاً، وفى هذه الحالات لن تكن تلك العلاقة مفيدة لأى من الطرفين.

 

هل ترين أننا افتقدنا قصة «حبيبى دائماً» وغيرها من النماذج الشبيهة؟

هو فيلم رومانسى، ولكل منا منظوره للحب وكيف يراه، فالحب عندى أفعال وليس كلاماً، وللأسف الدراما والسينما ليس فقط فى مصر بل فى العالم كله، وكذلك الكتب والروايات ربطت بشكل كبير بين الحب والنهايات الحزينة.. وهذا ربى فى عقلنا الباطن أن أحد الحبيبين سيظهر سيئاً فى النهاية، لكنى أحببت نموذج «العايقة» و«عرفات» فى مسلسل «جزيرة غمام»، فهذا هو الحب ومفهومى عنه.

 

أى الأعمال السينمائية التى تحدثت عن الحب هو الأجمل من وجهة نظرك؟

فيلم «عن العشق والهوى»؛ لأنه قدم عدة نماذج مختلفة بأعمار مختلفة وبعلاقات أشكالها مختلفة، فأنا أحب هذا الفيلم؛ لأنه عرض مجموعة من العلاقات منها مثلاً علاقة أحمد السقا ومنى زكى التى لم تكتمل لأنه رفض الاستمرار معها بسبب سلوكيات أختها، وعندما تتم خطوبتها لشخص مدمن أيضاً العلاقة لم تكتمل، حتى وجدت الشخص الذى قدرها وارتبطت به.. وعندما نشاهد خالد صالح الذى أحب غادة عبد الرازق وهو يعرف تاريخها، وقال لها إنه تغاضى عن ذلك ويريدها، فأنا أسمى هذا «حباً»، وعندما تزوج السقا من قريبته (الفنانة بشرى)، ثم أحب فى النهاية منة شلبى وتزوجها.. فهنا العلاقات كانت كثيرة ومتعددة ونماذج الحب كثيرة ولكل نموذج قصته الخاصة، فهذا الفيلم أنا أحبه جداً.

 

وما آخر أعمالك التى تشاركين فيها؟

سأشارك فى الموسم الرمضانى المقبل من خلال مسلسل «فى مهب الريح» مع الفنانة هند صبرى، وسيعرض عبر شاشة إحدى القنوات الفضائية، وكذلك من خلال إحدى المنصات الإلكترونية بإذن الله