الأحد 24 نوفمبر 2024

علاء ولي الدين.. كان يتنبأ بوفاته في سن صغير

علاء ولي الدين

11-2-2023 | 16:38

نانيس الجنيدي
«أنا هموت صغير».. كانت هذه هى عبارته التي داوم على تردديها، وكأنه اطلع على صحيفة عمره مبكراً، إلى أن صدق التوقع فترك دنيانا ورحل إلى عالمٍ آخر قبل أن يتم الأربعين من عمره وذلك في الحادي عشر من فبراير عام 2003. اليوم وفي ذكرى وفاة نجم الكوميديا علاء ولي الدين، اخترنا أن ننتقل إلى الصفحة الأخيرة من حياته لنكشف تفاصيل اليوم الأخير من عمره، وتواصلت الكواكب مع شقيقه معتز، الذي كشف لنا الكثير عن أسرار حياة الراحل وتفاصيل الليلة الأخيرة له قبل وفاته قائلاً : «علاء كان طفل كبير، يترك كل أموره على الله، ورغم طيبته الشديدة التي ميزته، إلا أنه كان نعم الرجال، كان هو الأخ الأكبر لنا، وتحمل مسئولية الأسرة كاملةً بعد وفاة والدي، حتى أنه نزل للعمل وهو مازال فى سن 16 عاماً ليعول أسرتنا، عمل في مطعم، وشركة سياحة، وفندق، ولم أره يوماً يتذمر من ذلك». وتابع : كان يشعر علاء أنه سيموت صغيراً فكان دائماً يقول لأصدقائه محمد هنيدي وأشرف عبد الباقي، إنه لن يعِش طويلاً، فقد كان مريضاً بالسكر وتصلب الشرايين، كما عُرف محباً للطعام، وطالما نصحه هنيدي بأن يُقلل من الأكل، لكن رد علاء هو : «يا سيدي مانا هموت بدري أحرم نفسي ليه!»، وكان يتذمر هنيدي من هذه الجملة وينقبض، وينهره عند قولها. وعن اللحظات الأخيرة في حياته قال : عاد إلى مصر بعد رحلة عمل بالبرازيل لتصوير فيلم «عربي تعريفة» ليلة وقفة عيد الأضحى، استقبلناه أنا وخالد شقيقنا الأكبر، وعند وصولنا المنزل أول من سأل عنه هو ابن خالد ليعطِه الهدايا، فقد كان شديد التعلق به كونه أول طفل بالعائلة، ثم جلسنا علاء تحدث معه، ودفع له مقدم سيارة أجرة «تاكسي»، ليعمل عليه، ورفض رد المبلغ، ولم يعلم أحد بهذه القصة إلا بعد وفاته» وأضاف شقيق الراحل : نهض علاء ليدخل غرفته لينام، حتى يستيقظ على صلاة الفجر ثم نبدأ مراسم الأضحية والذبح، بالفعل استيقظ على صلاة الفجر وصلينا جميعاً بالمسجد، واجتمعنا لنتحدث في أمور الحياة وتفاصيل رحلته، إلى أن حانت صلاة العيد، صلينا العيد، وكان على عجلة من أمره لإتمام الذبح، وسأل أكثر من مرة عن الجزار متى سيحضر! فعرضت عليه أن يدخل كي يستريح وأنوب عنه في الوقوف على الأضحية، ولكنه رفض بشدة وأصر على أن يوزع الأضحية بنفسه، ويقف على ذبحها واستكمل : «وبالفعل نفذ ما قاله، وبعد الانتهاء قالت له أمي: سأدخل كي أجهز الطعام للفطور، فأجابها، بأنه سيدخل غرفته يقرأ الجرائد وينام، حتى تنتهي من إعداد الفطور، فطلبت أن يظل معها، إلا أن رده كان : سيبيني يا ماما أنا خلصت اللي عليا سيبيني بقى أدخل أستريح، وكانت هذه آخر جملة نطقها علاء». وتابع : «عندما دخلت غرفته لإيقاظه، وجدته ملقى على الأرض بجانب فراشه، فاعتقدت أنه مغشى عليه، إلا أني عندما أدرت وجهه علمت أنه قد فارق الحياة»، وعن مواقفه التي لا يعلمها أحد، قال ولي الدين : «بعد وفاة علاء وجدت شخصاً لا أعرفه، يبكي بحرقة، وعملت أنه له مع علاء موقفا لا يُنسى، وكشف عن قصته معه وقال إنه كان يمر بأزمة شديدة، وقرر الانتحار لفشله في الإنفاق على أسرته، إلا أن علاء تحدث معه، ودفع له مقدم سيارة أجرة «تاكسي»، ليعمل عليه، ورفض رد المبلغ، ولم يعلم أحد بهذه القصة إلا بعد وفاته». واختتم متأثراً : «لم يكن يسعد علاء أكثر من ضحكة طفل تخرج من قلبه، ولم يكن يحزنه ويدمع عينيه، سوى الظلم».