الثلاثاء 26 نوفمبر 2024

بين تطبيق القانون وروح الإنسانية أعمال سينمائية ودرامية كان بطلها رجل الشرطة

فيلم الخلية

17-2-2023 | 16:24

ولاء جمال
شخصية ضابط الشرطة فى حياتنا تعتبر شخصية مميزة، لذا فهى كذلك أيضاً بالنسبة لصناع السينما، وإن كانوا يحاولون تقديمها بشكل طبيعى، كشخصية عادية مثلها مثل الدكتور أو المحامى أو المهندس، فمن الممكن أن تكون طرفاً أساسياً فى حكاية يرويها الفيلم أو المسلسل للمشاهدين، ويركز عليها وتصبح هى البطل الذى تدور حوله أغلب الأحداث، ومن الممكن أن يكون دوره هامشياً كأن يأتى فى نهاية الحدوتة مع القوة الخاصة به، ويضع لمساته على كلمة النهاية اهتمت السينما المصرية بتقديم شخصية رجل الشرطة الذى ظهر فى سينما الأربعينيات والخمسينيات سواء كان بطل الحدوتة أو مجرد شخصية ثانوية، ومن أفضل الأعمال التى أظهرت رجل الشرطة فى هذا الوقت فيلم «قلبى دليلى»، عام 1947بطولة أنور وجدى، الذى قدم شخصية رجل البوليس الذى يوفق بين نداء العاطفة والواجب، كذلك ظهر فى الفيلم نفسه الفنان منسى فهمى بالشخصية القوية والقيادية لرجل الشرطة فى دور مجدى بيه الحكمدار. لم يكن هذا الفيلم الوحيد الذى ظهر به أنور وجدى فى دور ضابط البوليس، بل قدم تلك الشخصية فيما بعد فى أكثر من فيلم، منها «النمر» عام ١٩٥٢، و«أربع بنات وضابط» عام ١٩٥٤. أما إذا تكلمنا عن أفضل صورة ظهر فيها رجل الشرطة فى سينما الأربعينيات والخمسينيات، فكانت فى فيلم «حياة أو موت» للمخرج كمال الشيخ عام ١٩54، والتى قدمها الفنان يوسف وهبى فى شخصية حكمدار العاصمة، ولم يتوقف أداء يوسف وهبى فقط عند إظهار القوة التى يجب أن يكون عليها رجل الشرطة، لكن اهتم أيضاً بإنقاذ حياة مريض من أن يشرب دواءً مسموماً بطريق الخطأ. كذلك أظهر هذا الفيلم كل الإمكانيات الشرطية المتاحة لخدمة هذا الموضوع، حيث كان هذا الفيلم وغيره من الأفلام فرصة جيدة لاستعراض إمكانيات الشرطة الحديثة فى هذا الوقت أمام جمهور السينما، مثل جهاز اللاسلكى فى سيارة النجدة، وكذلك استعراض مكونات جهاز الشرطة نفسه مثل المطافئ والدورية والنجدة ووحدة المباحث والحراسات الخاصة وغيرها. وفى فترة الخمسينيات أيضاً، وبعد ثورة يوليو 1952، وكما حرصت السينما على تقديم صورة حقيقية للجيش ورجاله فى العديد من الأعمال السينمائية، فلم يفوتها أيضاً أن تقدم نفس الصورة لرجال الشرطة، بغية نقل صورة واقعية عن دور رجل الشرطة بالنسبة للمواطن العادى، عن طريق إظهار الجانب الإنسانى فى حياة رجل الشرطة، مثله مثل أى مواطن يؤدى واجبه. ومن أشهر أفلام تلك المرحلة التى حرصت على تقديم تلك الرسالة، فيلم «عيون سهرانة» بطولة صلاح ذوالفقار، وإخراج عز الدين ذوالفقار عام ١٩٥٦، إلى جانب أفلام «إسماعيل يس فى البوليس» عام 1956، و«إسماعيل يس فى البوليس الحربى» عام 1958، و«إسماعيل يس بوليس سرى» عام 1959. وفى السبعينيات والثمانينيات قدمت السينما العديد من الأفلام التى رصدت شخصية الضابط عن قرب مثل «أهل القمة» للمخرج على بدرخان عام ١٩81، إذ شاهدنا ظابط المباحث «محمد فوزى» عزت العلايلى، الذى كان مثله مثل أى موظف حكومة فى ذلك الوقت يسكن فى شقة عادية بسيطة فى حى شعبى، ودخله محدود ومسئول عن والدته وأخته المقيمتين معه فى نفس الشقة، وفى نفس الوقت شهدت مصر تحولاً اقتصادياً أدى لظهور بعض رجال الأعمال مثل زغلول بيه رأفت، والذى يؤثر وجودهم بشكل أو بآخر على كل نواحى الحياة. روح القانون من أبرز الأفلام التى أحبها الجمهور فيلم «المشبوه»، بطولة سعاد حسنى وعادل إمام وفاروق الفيشاوى وسعيد صالح، وهو أحد الأفلام التى تناولت ضابط الشرطة العادل الذى يجمع بين القسوة واللين، فهو يطبق روح القانون ويسامح فى حقه، ولكنه دائماً يسعى إلى تطبيق العدالة وإحقاق الحق، وهو ما نفذه الفنان الراحل فاروق الفيشاوى على طريقة السهل الممتنع. ففى البداية اعتذر الفيشاوى عن عدم تقديم دوره فى الفيلم بسبب مشهد صفعه عادل إمام على وجهه، وقال عنه «خفت على نفسى، وقلت إزاى هبهدل بطل شعبى زى عادل إمام.. المشاهِد مش هيتقبل ده»، وبعد عدة جلسات مع المخرج سمير سيف وافق على الدور. كذلك من أبرز الأفلام التى كان بطلها ضابط الشرطة «النمر والأنثى» بطولة عادل إمام وآثار الحكيم، وهو الذى قدم فيه عادل إمام دوراً مميزاً ضد عصابة المخدرات، كما قدم أيضاً عادل إمام دور ضابط الشرطة فى فيلم «النوم فى العسل» تأليف وحيد حامد. كما ركزت السينما المصرية على جانب المبادئ والقيم التى ينتهجها رجال الشرطة فى حياتهم المهنية والتى قد يدفعون حياتهم ثمناً للدفاع عنها وتحقيق هذه المبادئ، ولعل أهم فيلم ناقش هذه الفكرة كان فيلم «الهروب»، الذى أبرز شخصية الرائد سالم زيدان الذى برع فى تجسيده الفنان عبد العزيز مخيون، من خلال دور ضابط الشرطة الصعيدى صاحب المبادئ والمواقف الإنسانية والذى لا يتهاون فى تطبيق القانون، مع الاحتفاظ بروح القانون، لدرجة أنه يضحى بنفسه فى سبيل تحقيق العدل. الألفية الجديدة أما من بين نجوم الألفية الجديدة ممن كان له نصيب الأسد فى تجسيد دور ضابط الشرطة، فكان النجم أحمد السقا، ومن أبرز أعماله فيلم «تيمور وشفيقة» عام ٢٠٠٧، وفى عام 2012، قدم السقا دور ضابط الشرطة فى فيلم «المصلحة»، مع الفنان أحمد عز، وتدور أحداث الفيلم حول الضابط «حمزة» أحمد السقا، الذى يطلب نقله من قطاع الأمن المركزى إلى إدارة مكافحة المخدرات بعد مقتل شقيقه الضابط أيضاً. وقدم الفنان أحمد عز فيلم «الخلية» الذى جسد فيه دور ضابط بالقوات الخاصة، يخوض رحلة البحث عن خلية إرهابية تسببت فى استشهاد صديق عمره، وأظهر الفيلم حجم المعاناة والألم والضغط الذى قد يتعرض له ضباط مكافحة الإرهاب. أعمال درامية ولم تتجاهل الدراما تناول شخصية ضابط الشرطة، بل أفردت له الكثير من المساحات عبر قصصها وحواديتها، على الشاشة، ومن أبرز الأعمال الدرامية التى قدمت دور الشرطة على شاشة التليفزيون ما قدمه مسلسل «الاختيار2» بطولة كريم عبدالعزيز وأحمد مكى الذي جسد بطولات رجال الشرطة فى مواجهة الإخوان، والفنان أمير كرارة فى مسلسل «كلبش». وفى مسلسل «طايع» للفنان عمرو يوسف، جسد الفنان الشاب محمد على دور ضابط الشرطة المتمسك بالأخلاق، والذى يحاول أن يساعد طايع بعد معرفته ببراءته، حتى أنه يقوم بتهريب والدة طايع «سهير المرشدى» من البلدة خوفاً عليها من جبروت حربى «عمرو عبد الجليل». كذلك جسد الفنان كريم فهمى داخل أحداث مسلسل «أمر واقع»، شخصية ضابط شرطة مكلف بالقبض على عدد من الإرهابيين، قبل تنفيذ إحدى العمليات الإرهابية. وفى مسلسل «7 أرواح» قدم خالد النبوى دور ضابط شرطة يحاول محاربة الفساد. كما قدم محمود عبد المغنى دوراً مختلفاً ومميزاً جسده برؤية أحبها هو شخصياً لضابط الشرطة فى مسلسل «ظل الرئيس» بطولة ياسر جلال