الأحد 24 نوفمبر 2024

قضايا الشباب فى سينما «الأبيض والأسود»

من فيلم ايامنا الحلوة

25-2-2023 | 15:08

طه حافظ

لأن السينما لا تنفصل عن المجتمع، بل هى مرآته فى انعكاس كل ما يقع داخله فى مختلف الجوانب من سياسة واقتصاد وأحوال اجتماعية، استهدفت السينما على مدار عقود الشريحة الأكبر والأهم فى المجتمع وهم «الشباب»، فعملت على تقديم محتوى يناقش مشاكلهم وكل ما يخصهم، وشهدت السينما منذ بدايتها فى مرحلة «الأبيض والأسود» ظهور مشاكل الشباب على شاشاتها، فى كافة مراحلهم العمرية وفى السطور التالية نعرض عدداً من المشاكل الشبابية التى تناولتها السينما زمان...

أيامنا الحلوة

يعد فيلم «أيامنا الحلوة» الذى عرض عام 1955 من أول الأفلام التى ناقشت قضايا الشباب، والفيلم عن قصة كتبها المخرج حلمى حليم، وهى مقتبسة عن رواية «البوهيمية» للكاتب الفرنسى هنرى فيرجيه، وهى تحمل أفكار التعاون والتكاتف بين الشباب، وتدور أحداث الفيلم حول «هدى» فتاة فقيرة تسكن على السطوح بجوار ثلاثة شباب فقراء (على ورمزى وأحمد) يقعون فى حبها جميعاً، ويستاء أهل الحارة من وجود فتاة وسط ثلاثة شبان فيفتعلون المشاكل. ويكتشفون الشبان الثلاثة وقوعها تحت وطأة المرض الذى يستلزم إجراء عملية جراحية، يتهافت الجميع على مساعدتها لإجراء العملية الجراحية. الفيلم بطولة عبد الحليم حافظ، فاتن حمامة، عمر الشريف وأحمد رمزي. شباب امرأة الفيلم من إخراج صلاح أبو سيف وبطولة تحية كاريوكا، شكرى سرحان، شادية، وتم تصنيفه فى المركز السادس ضمن أفضل 100 فيلم فى تاريخ السينما المصرية فى استفتاء النقاد.

كما يعد فيلم «شباب امرأة» من أهم الأفلام التى ناقشت قضايا الشباب فى الخمسينيات، حيث تدور أحداث الرواية حول إغواء شفاعات (تحية كاريوكا) لشاب قادم من الريف ليدرس فى القاهرة (شكرى سرحان)، فتنجح فى إغوائه وينغمس فى الرذيلة ويتعثر فى دراسته، وعلى الجانب الآخر تساعده فتاة قريبة له يعرفها منذ الطفولة (شادية) فى الخروج من دوامة الفساد التى غرق فيها مع شفاعات، وينصحه والدها بالابتعاد عنها فيحاول التحرر من أسر صاحبة البيت برغم مقاومة شفاعات لهذا التحرر. إحنا التلامذة جاءت سنة 1959 بعدد من الأفلام المميزة أيضاً،

 

وكان منها فيلم «إحنا التلامذة» للمخرج عاطف سالم، من بطولة شكرى سرحان وعمر الشريف ويوسف فخر الدين، والفنانة تحية كاريوكا، كتبه المبدع الكبير نجيب محفوظ، وناقش الفيلم مشاكل الشباب بعيداً عن الأفلام الرومانسية التى كانت منتشرة من قبل، حيث يحكى الفيلم عن ثلاثة تلاميذ هم عادل، حسنين، وسمير، لكل منهم مشكلة، فعادل يحب جارته سهام، لكن أباها يرفض أن يزوجه منها، ويطرده أبوه من المنزل، أما حسنين فإن عمه يأتى إليه من الصعيد ليذكره بأهمية الثأر ممن قتلوا أباه، وسمير يعانى من إهمال أبويه له، بعد أن انفصلا، وتزوج كل منهما بآخر. ومما يقال حول الفيلم إنه مأخوذ عن قصة حقيقية لأربعة من الشباب قتلوا صاحب بار فى وسط البلد فى بداية عام 1953 وقدموا لمحاكمة عاجلة، حيث حكمت بإعدام اثنين والأشغال الشاقة المؤبدة للثالث، و١٥عاماً للرابع، الذى كان ينتظر خارج البار للمراقبة.

أنا حرة

 بينما ناقش فيلم «أنا حرة» حق الفتاة فى التعليم وكذلك العمل ومن ثم الزواج فى وقت يناسبها وليس ما يفرضه عليها المجتمع، كما يناقش مفهوم الحرية فى المجتمع ويلقى الضوء عليه فى فترة الستينيات. طرح الفيلم قضية تحرر المرأة، وأكد الفيلم أن حرية المرأة لا تنفصل عن حرية الوطن وسلامته، وهو مستوحى من رواية لإحسان عبدالقدوس، الفيلم بطولة لبنى عبد العزيز وشكرى سرحان وإخراج صلاح أبو سيف.

فى بيتنا رجل الفيلم مستوحى من رواية لإحسان عبدالقدوس، وجسد الفيلم حياة الشاب الذى يؤمن بأهمية الدفاع عن وطنه ومدى التضحية التى يقدمها فى سبيل سعيه وتحقيق حلمه. ويحكى الفيلم عن مناضل مصرى يدعى إبراهيم حمدى (عمر الشريف) قتل قريبه أثناء مظاهرة على أيدى البوليس فى الفترة ما قبل الثورة، فيقررالانتفام بقتل رئيس الوزراء الخائن الموالى للإنجليز، ولكن يتم القبض عليه بعد قتل الوزير ويتم تعذيبه حتى يدخل أحد المستشفيات ولكنه يستغل فترة الإفطار فى شهر رمضان ليقوم بالهرب لمنزل زميله الجامعى محيى زاهر (حسن يوسف)، الذى ليس له نشاط سياسى فيعيش فى منزلهم فترة مع أبيه زاهر (حسين رياض)، وتقع نوال (زبيدة ثروت) أخت محيى فى حبه، ولكنه يقرر السفر خارج مصر للهروب ولكنه بعدما علم بالقبض على محيى وابن عمه عبد الحميد (رشدى أباظة) يقرر تدمير معسكر للإنجليز بالعباسية، ولكنه يقتل أثناء تفجير المعسكر ثم يخرج محيى وعبد الحميد من السجن بعد أن يقررا مع نوال الانضمام للجماعة التى تقاوم الإنجليز مع زملاء إبراهيم حمدى. الفيلم بطولة عمر الشريف، زبيدة ثروت، رشدى أباظة وزهرة العلا.

 

الباب المفتوح ويتناول فيلم «الباب المفتوح» قصة ليلى ابنه الطبقة المتوسطة الكادحة، التى تبدأ فى فك أسرها من القيد الأسرى والمجتمعى وتبحث عن ذاتها وسط رفض المجتمع الشديد. وتناول الفيلم فترة ما قبل ثورة 1952 حتى العدوان الثلاثى 1956، وطرح حرية المرأة فى الاختيار على المستويات العاطفية والفكرية والثقافية، وناصر ضرورة أن تنفتح أبواب الحرية أمامها. ودارت الأحداث حول الفتاة «ليلى» التى تعيش فى أسرة متوسطة، وتحاول أن تثور وتشارك فى المظاهرات، لكن والدها يعاقبها، وتقع فى حب ابن خالتها، وسرعان ما تكتشف أنه لا يختلف عن أبيها كثيراً، فتتركه وتفقد ثقتها فى المجتمع، وتقابل فيما بعد صديق أخيها الثورى والمنفتح فتعجب به، لكن تتعقد الأحداث، فتبدأ رحلتها من أجل إيجاد ذاتها بعيداً عن أفكار المجتمع المناقضة لما تؤمن به. فيلم «الباب المفتوح» بطولة فاتن حمامة وصالح سليم وتأليف لطيفة الزيات، وإخراج هنرى بركات، وتم إنتاجه عام 1963.