لم تكن الموهبة شفيعاً للكثير من الفنانين ليستطيعوا العبور من بوابة النجومية والبطولة، فظلوا طوال مشوارهم الفنىنانيس جنيدى فى الخفاء، ربما يعرف الكثيرون ملامحهم، ولكن لا يتذكرون حتى أسماءهم، على الرغم من أنهم قد حظوا بقدر كبير من الموهبة والإتقان. تسلط «الكواكب» الضوء على نجوم لا يعرفها أحد لنذكّر بهم الجمهور ونعرف كواليس حياتهم، واليوم نتحدث عن إحدى النجمات خلف الأضواء، الفنانة سعاد أحمد، التى اشتهرت بدور أم حميدة، وكان أشهر إيفيهاتها من النجم الراحل عبد الفتاح القصري: «حنفي».. فيجيبها: «تنزل المرة دي». الفنانة سعاد أحمد وُلدت 28 مارس 1907، وبدأت عملها كمنولوجست فى شارع عماد الدين، إلى أن قدمها المخرج توجو مزراحى فى فيلم «العز بهدلة» عام 1937، واشتهرت بتجسيد دور الحماة خفيفة الظل فى العديد من الأفلام منها «لهاليبو» و«عنتر ولبلب» و«القلب له أحكام» و«العيش والملح». ولكن يبقى فيلم «ابن حميدو» واحداً من أهم أدوارها، حيث جسدت دور أم حميدة، زوجة حنفى شيخ الصيادين، بتلقائية وخفة دم شديدة، وقدمت مع عبدالفتاح القصرى فى الفيلم ثنائياً كوميدياً مليئاً بالإفيهات التى لا تُنسى، وتوفيت سعاد أحمد يوم 2 أغسطس سنة 1962. وُلدت سعاد لأسرة متوسطة الحال ووالد يمتهن مهنة النجارة، وتوفى وسعاد كانت فى الثالثة عشرة من عمرها فاضطرت إلى الخروج والعمل بائعة فى محل «مينى فاتورة» حتى تساعد والدتها، التى كانت تمتهن مهنة الحياكة، فى الإنفاق على المنزل الذى كان به أختاها الصغيرتان. تزوجت سعاد أحمد من الفنان محمد شوقى الذى عاش فى عزلة تامة لما يقرب من العام بعد رحيلها حتى استطاع زملاؤه أن يخرجوه منها بصعوبة شديدة. قال عنها إسماعيل ياسين: «الله يرحمها سعاد كانت تلقائية بشكل مهول، لدرجة إننا وإحنا بنمثل مشاهد فيلم ابن حميدو كانت بترتجل إيفيهات مش مكتوبة فى السيناريو، وكان فطين عبد الوهاب بيبقى مبسوط جداً من الارتجال ده، وكان بيطلب منها إنها ترتجل كمان وكمان لأنه كان شايف إنه فى صالح العمل الفنى وبيزيده كوميدية تلقائية بتضفى عليه بهجه وسرور، واللى حاينعكس بالإيجاب الشديد على الجمهور، وهوه ده اللى حصل بالضبط بعد عرض الفيلم»