السبت 23 نوفمبر 2024

ابنة شقيق عبد الفتاح القصرى في ذكراه: ابن الأكابر انتهى به الأمر للعيش في البدروم

عبد الفتاح القصري

9-3-2023 | 13:05

نانيس جنيدى

من المستحيل أن يتخيل أحد أن هذا الكوميديان الذي أضحك الملايين حتى بعد وفاته، مر بأزمات ونكبات لم يتحملها بشر، لم يعلم أحد أنه كان يرسم البسمة على شفاه جماهيره، ويبكي وحيداً سراً، لقد مر الكوميدان الكبير عبد الفتاح القصري في حياته بأهوال. وفي ذكرى وفاته تواصلت «الكواكب» مع ابنة شقيقه نجلاء القصري لنتعرف على الوجه الآخر لصانع الضحكة عبد الفتاح القصري، ورغم أنها لم تعاشره طويلا، وهناك الكثير من الأمور التي لم تكن على دراية بها، إلا أنها أكدت أن حياته كانت على النقيض مما نراه على الشاشة، حيث قالت: «كان ابن الذوات المدلل الذي انتظرت قدومه العائلة بأكملها، فهذه العائلة قليلة الإنجاب، عاش حياة الترف بعائلة ثرية تعمل بتجارة الذهب، ودرس بمدرسة الفرير الفرنسية، كان دائم التشتت ما بين حبه لأولاد البلد الجدعان، وبين مخالطة الطبقة الراقية التي يفرض عليه والده مخالطتهم». وأكملت:«أحب القصري التمثيل وكان يتوق لاحترافه، خاصة بعد أن تعرف على بعض الشخصيات التي تعمل بالمسرح، ولكن كان رد والده قاطعاً بالرفض،ومع إصراره على احتراف التمثيل قرر والده أن يزوجه، لتبدأ أولى محطات العذاب، حيث فشلت الزيجة بسبب عدم الإنجاب، لم يفقد القصري الأمل بل استمر في طريق الفن والنجومية، رغم رفض والده حتى غضب عليه والده وطرده من المنزل وحرمه من الميراث».

بداية احترافه الفن

 وتقول نجلاء إنها قرأت عن أول دور كان بمثابة تذكرة مرور لعمها لعالم الكوميديا وتقص ما قرأته قائلةً:«التحق بفرقة جورج أبيض وكان أول دور له مع الفرقة هو مسرحية «أوديب ملكاً» ولم تكن المسرحية كوميدية، كان يجسد جورج أبيض دور أوديب بينما جسد عمي دور العراف الكفيف، وبعد أن نطق أبيض بجملته الشهيرة، جاء رد عمي بمنتهى العفوية وخروجاً عن النص «واحسرتاه، أنا تقولي صه!!» وارتبك كل من على المسرح وسط أمواج غير متناهيةمن قهقهات الجمهور، وأغلق الستار ونهره أبيض بشدة حتى وصل الأمر أن صفعه جورج أبيض على وجهه ليدخل عمي في حالة اكتئاب ظناً منه أنه انتهى فنياً، إلا أن هذا الموقف والذي تناقلته الصحف الكبيرة كان تذكرة مرور له إلى عالم النجومية والشهرة في الكوميديا». وأضافت:«بعد هذا الموقف بعث له نجيب الريحاني لينضم إلى فرقته ويضعه على أول طريق النجومية، وبعيداً عن الفن رغم أنه كان الشئ الوحيد السعيد بحياته، بالنسبة لحياته الشخصية والنكبات التي أصابته، تزوج عمي ثلاث زيجات إلا أن كلها زيجات فاشلة بسبب عدم الإنجاب، ظل يحلم بأن يكون له ابن، حتى تبنى طفلا رآه صدفةً بالطريق فأشفق عليه من البرد والتشرد، ولكن زوجته الثالثة رفضت وتركت له البيت، فتبناه بالفعل وظل يرعاه طيلة حياته وجعله ابنه الذي لم ينجبه».

بداية أزمته الصحية وفقدانه بصره

 واستكملت:«بعد وفاة عمي محمد مرض عمي عبد الفتاح من شدة حزنه عليه حتى رقد بالمستشفى بحالة سيئة جداً وتعرف على ممرضة استطاعت خداعه بدعوى أنها أحبته، ونظراً لأنه قد حرم من هذا الحنان، وقع بسهولة في شباكها وتزوجها بالفعل، وظلت تنصب شباكها عليه، ولطيبة قلبه كان يصدق كل ما تقوله حتى جعلته يكتب لها كل أملاكه، وما أن حدث هذا حتى تغيرت طباعها معه 180 درجة، وساءت معاملتها له». أما عن فقدانه لنظره فقالت:«كان من أصعب أيامه فكان يقف على المسرح يقدم دوره بمسرحية مع إسماعيل ياسين وتحية كاريوكا، حتى صرخ قائلا: «أنا مش شايف»، ظن الجمهور أنه ضمن الدور وانفجر ضاحكاً وظن ياسين أنه خروجً عن النص كالمعروف به عمي، إلا أنه سرعان ما شعر بأنها حقيقة فاصطحبه للكواليس وأنزل الستار، وبعد الكشف عليه تأكدوا أنه قد فقد بصره بسبب ارتفاع السكر».