الإثنين 29 ابريل 2024

تعلبة والمعداوى وفاطمة كشرى.. أشهر الأمهات فى الدراما المصرية

هدى سلطان

20-3-2023 | 13:56

عمرو والى

قدمت الدراما المصرية على مدار تاريخها نماذج عديدة لشخصية الأم، ارتبط بها الجمهور، وظلت عالقة فى أذهانه، وذلك بعدما أبدعت عدد من الفنانات فى تجسيد أدوار الأمهات بكل أنماطها من خلال أعمال لا تنسى، فنجد الأم الحنونة، والصارمة، والقائدة، وغيرها، ومع الاحتفالات بعيد الأم.. «الكواكب» ترصد أبرز النجمات اللاتى قمن بتجسيد أدوار الأمومة فى الدراما، والشخصيات التى قدموها، بأدائهن الحانى، وعواطفن الجياشة... وذلك من خلال السطور المقبلة.

فاطمة تعلبة
جسدت الفنانة الراحلة هدى سلطان فى مسلسل «الوتد» الذى عرض خلال شهر رمضان فى عام 1996، من تأليف خيرى شلبى، وإخراج أحمد النحاس شخصية «فاطمة تعلبة»، التى مثلت المعنى الحقيقى للمرأة الريفية المهيمنة القوية، التى ظهرت خلال الأحداث تدير قبيلة من الرجال وتتحكم فى كل ما يحيط العائلة لأنها الكبيرة والأكثر حكمة ومعرفة وقوة، وكانت مثالاً للأم المتفانية فى خدمة أبنائها، وفى نفس الوقت تحتفظ بمكانتها الخاصة وسط عائلتها الكبيرة. واستطاعت فاطمة تعلبة السيطرة على كل قرارات العائلة حتى أنها تقوم باختيار زوجات أبنائها بدون أخذ رأيهم وتقوم بتزويجهم، وتتحكم فى زوجات أبنائها والمنزل بكامله.

الحاجة ونيسة
كما قدمت الفنانة سميحة أيوب نموذجاً للمرأة الصعيدية من خلال مسلسل «الضوء الشارد»، الذى عرض فى عام 1998، من تأليف محمد صفاء عامر، وإخراج مجدى أبو عميرة، وظهرت من خلاله أماً حكيمة تحاول تدارك أخطاء ابنها «رفيع»، الذى جسده الفنان الراحل ممدوح عبدالعليم، طوال الوقت، وكانت صاحة الآراء الصائبة التى تعد مرجعا له وللمحيطين بها، وعلى الرغم من سيطرتها وتحكمها فى بعض المواقف إلا أنها أعطت لأولادها مساحة من الحرية، ودفعتهم للاعتماد على أنفسهم، فاستطاعت الجمع بين القوة والحنان.

 ماما نونا
وتعد شخصية «ماما نونا» هى الأشهر للأمهات فى الدراما، التى قدمتها الفنانة الراحلة كريمة مختار، خلال أحداث مسلسل «يتربى فى عزو»، الذى عرض عام 2007، من تأليف يوسف معاطى، وإخراج مجدى أبو عميرة، حيث استطاعت أن تستحوذ على قلوب المشاهدين فى جميع البيوت المصرية والعربية، نتيجة لأدائها البارع لتلك الشخصية وحنانها الزائد، وتدليلها لابنها «حمادة عزو»، الذى جسده الفنان يحيى الفخرانى، فكانت نموذجاً للأم المصرية الطيبة البسيطة التى تحب أبناءها بجنون ولا تستطيع الاستغناء عنهم أو ترفض لهم طلباً.

فضة المعداوى

وخلال أحداث مسلسل «الراية البيضاء»، الذى عرض عام 1988، من تأليف أسامة أنور عكاشة، وإخراج محمد فاضل، قدمت الفنانة سناء جميل، شخصية «فضة المعداوى» الشهيرة، التى ارتبطت فى أذهان الجمهور بطريقة أدائها، وجملتها الشهيرة، «التمساحة يالا» ورغم أنها كانت أماً إلا أن مشاعر حب السلطة والنفوذ والتحدى سيطرت عليها وعلى طريقة إدارتها لكل مشكلاتها، وظهر ذلك فى رغبتها فى الاستيلاء على قصر أثرى يقيم به أحد السفراء فى فترة تقاعده، الذى جسده الفنان جميل راتب.

فوزية السباعى
أما «ماما فى القسم» فكان عنوان المسلسل الذى قدمته الفنانة سميرة أحمد، وعرض عام 2010، من تأليف يوسف معاطى، وإخراج رباب حسين، وجسدت من خلاله شخصية «فوزية السباعى»، مديرة المدرسة، التى فرقت الأيام بينها وبين أولادها الذين أصابهم الجحود وتنكروا لها ووصلت العلاقة بينهم لطريق مسدود بسبب تسلطها وعنادها حتى يظهر فى حياتها من جديد زميلها القديم ومدرس أولادها الأستاذ جميل أبوالمعاطى، الذى جسده الفنان محمود ياسين، ذلك الشخص الحالم الذى يسعى للتقريب بين الأم وأولادها لكن جهوده دائماً تبوء بالفشل. وخلال تلك الأحداث تبدو الفنانة سميرة أحمد وكأنها ضيفة دائمة على قسم الشرطة، حيث لا تكف عن تحرير المحاضر ضد كل من يرتكب أى تجاوز أو خطأ فى حقها، ومع نهاية المسلسل تحسن علاقاتها بأبنائها بعد تعرض نجلها الكبير لحادث كان سيودى بحياته.

 

الحاجة بهية

وفى عام 1987، قدمت الفنانة أمينة رزق دوراً غلب عليه الطابع الكوميدى للأم المصرية، حيث جسدت دور «الحاجة بهية» فى مسلسل «البشاير»، من تأليف وحيد حامد، وإخراج سمير سيف، بصحبة الراحل محمود عبدالعزيز ومديحة كامل، ولعبت الفنانة أمينة رزق فى هذا الدور دور فلاحة تنتظر عودة ابنها الكبير، بعد سنوات الغربة، وتساعده فى مشروعه الزراعى، لكنها لا تنشغل عن العلاقة التى بدأت تتضح للجميع، وبعض التغيرات التى طرأت على نجلها أبو المعاطى شمروخ، بعدما التقى بالفنانة الكبيرة التى يجهلون حقيقة شخصيتها، وتتوالى المواقف الكوميدية بين الأم ونجلها.

فاطمة كشرى

وبعد 27 عاماً على العرض الأول لمسلسل «لن أعيش فى جلباب أبى» عام 1996، عن رواية الكاتب إحسان عبدالقدوس، سيناريو وحوار مصطفى محرم، وإخراج أحمد توفيق، حافظ فيها على شعبيته، وشهرته، برزت الفنانة عبلة كامل، من خلال شخصية «فاطمة كشرى»، الزوجة والأم، التى كافحت مع زوجها من أجل أن يصل إلى القمة، وأن يظل رجلاً يتحدث عنه الجميع، فى وكالة البلح، لتجسد مقولة «وراء كل رجل عظيم امرأة». وجاءت محاكاة أسرة عبدالغفور البرعى المكونة من أب وأم وولد وحيد و4 بنات، لحياة غالبية الأسر المصرية، من مشاكل الأبناء فى المدرسة، لمطالب الابن الوحيد المدلل، لعلاقة الأم ببناتها وابنها، التى تتسم بالحنان والدفء، وعلاقة الأب لهم، التى تتسم بالشدة والحزم فى أغلب الأحيان، وظهرت عبلة كامل فى شخصية الأم التى تستخدم الأمثال الشعبية فى كل مواقف حياتها، التى تبكى دائماً فى الأفراح والأحزان، فعبرت عن صورة الأمومة بالكامل.

زينب
ومن أبرز الأدوار التى أظهرت شخصية الأم، كانت زينب، التى جسدتها الفنانة عفاف شعيب، خلال أحداث مسلسل «الشهد والدموع»، الذى عرض عام 1983، من تأليف أسامة أنور عكاشة، وإخراج إسماعيل عبدالحافظ، فكانت الأرملة الشابة التى اضطهدها الجميع خاصة بعد أن تركها زوجها ومعها أربعة أبناء، واختارت أن تضحى بحياتها وتفنى شبابها لتربية أبنائها الذين تركهم والدهم فى عمر الزهور. وخلال أحداث المسلسل ظهرت شعيب كمثال المرأة المصرية المكافحة التى وجدت نفسها فى مهب الريح بلا سند أو مال، واجهت الفقر بالعمل الشاق عبر ماكينة للخياطة سهرت عليها لتعليم أبنائها، صمدت فى وجه حافظ عم أولادها الذى جسده الفنان يوسف شعبان، الذى لم يكف عن إيذائها وربت أولادها على الصلابة وعدم التفريط فى حقوقهم دون الاستسلام إلى ظلم عمهم.

الحاجة صفية
 وكانت الحاجة صفية هى الشخصية التى جسدتها الفنانة نادية رشاد، خلال أحداث مسلسل «الطوفان»، تأليف بشير الديك، معالجة درامية محمد رجاء ووائل حمدى، وإخراج خيرى بشارة، واستطاعت أن تلمس مشاعر المشاهدين من خلال شخصية الأم التى تمر بحالة صراع شديدة بين التزامها بمبادئها وضرورة إعلاء كلمة الحق، وتلبية رغبات أبنائها حتى لا يصابوا بالحزن وخيبة الأمل وعدم مواجهتها بنظراتهم التى تفيد بأنها سبب فى تدهور أوضاعهم المادية والاقتصادية لرفضها تقديم شهادة زور بشأن ملكيتهم لأرض تقدر بملايين الجنيهات، وهى التى باعها والدهم لشقيقه قبل وفاته، لكن بمبلغ زهيد، وصولاً لاتفاق أغلبهم على قتلها لمنعها من حضور جلسة المحكمة، والحصول على حكم لصالحهم، مع شعور بالندم على مؤامرتهم عليها، ولكن بعد فوات الأوان.
لمياء

أما «لمياء» وهى الشخصية التى قدمتها الفنانة الراحلة دلال عبدالعزيز خلال أحداث مسلسل «سابع جار»، فكانت مثالاً للأم المصرية، التى شعر معها الجمهور بأنها أكثر شخصية واقعية فى المسلسل، وساهم فى ذلك استخدامها لكل الكليشيهات التى ترددها الأمهات فى الأحاديث التى تجمعن بأبنهائن، خاصة فى المشادات الكلامية والمشاجرات التى تحدث بينهم، فكانت لمياء وسط عائلتها هى الأم والأب فى آن واحد، بعد وفاة الزوج، حيث تتولى تربية أطفالها، وترفض الزواج حتى تتفرغ لهم